عدل محفوظ قرباج عن قرار الاستقالة من رئاسة الرابطة المحترفة لكرة القدم، وذلك بعد المساندة الكبيرة التي حظي بها من طرف الأغلبية الساحقة لرؤساء النوادي، خلال الجمعية العامة الاستثنائية المنعقدة صبيحة أمس بمركز سيدي موسى، علما وأن المعني حاول التمسك بفكرة الرحيل، لكن الدعم الذي حظي به أجبره على التراجع، مع طلبه مهلة للتفكير. دورة الأمس التي حضرها 33 عضوا من أصل 40 مسجلا، تميزت بفوضى عارمة، بسبب انقسام الأعضاء في البداية بين مؤيد ومعارض لقرباج، لأن الأخير استهل الجلسة بالتأكيد على أن جدول الأعمال يتضمن نقطة وحيدة، تتمثل في إعلان الاستقالة من منصبه، وبالتالي إعادة النظر في تركيبة المكتب التنفيذي للرابطة، موضحا في هذا السياق، بأن فكرة الانسحاب جاءت كنتيجة حتمية لظروف خاصة عاشها خلال الفترة الأخيرة، دون أن يكون قد تلقى ضغوطات من أية جهة أجبرته على رمي المنشفة. وأشار قرباج في الكلمة التي ألقاها، بأنه بادر إلى إتخاذ كافة التدابير القانونية المتعلقة بخلافته، وذلك من خلال تشكيل لجنتي الترشيحات والطعون، تحسبا لجمعية عامة إنتخابية، طالبا من الحضور ضرورة احترام نص المادة 17 من القانون الأساسي للرابطة، والذي يحصر جدول أعمال الدورة الإستثنائية في نقطة واحدة، وبالتالي فإن النقاش سيكون بخصوص قضية استقالة الرئيس. مداخلة قرباج أعقبها الناطق الرسمي لجمعية الشلف عبد الكريم مدوار، بكلمة فيها الكثير من المدح والثناء على رئيس الرابطة، طالبا برفض هذه الاستقالة، ومطالبة قرباج بمواصلة مهامه إلى غاية إنتهاء عهدته سنة 2019. تناول مدوار الكلمة تسبب في فوضى عارمة داخل القاعة، بعد أن أعربت بعض الأطراف عن تأييدها لقرار انسحاب قرباج، بدليل تهجم رئيس شباب بلوزداد أحمد بوحفص في مداخلته على جميع رؤساء الأندية، محملا إياهم كامل المسؤولية في الوضع الراهن للكرة الجزائرية، قبل أن يغادر القاعة في قمة الغضب، كما اعتبر رئيس إتحاد بسكرة إبراهيم ساعو كلمة مدوار غير منطقية، وأكد بأن إعلان قرباج عن استقالته قرار نابع عن قناعة شخصية: «من غير المنطقي الضغط عليه للعدول عن الاستقالة، لأن مثل هذه القرارات شخصية، ولا يمكن لأي كان التدخل فيها».تصريح ساعو صعد من موجة الغليان داخل القاعة، بعدما ذهب إلى حد التأكيد على أن كل الأطراف الفاعلة في الساحة الكروية مسؤولة عن فضائح ترتيب نتائج المباريات في الكواليس، وذلك بالبيع والشراء، وهو ما أثار سخط رئيس شبيبة القبائل حناشي، الذي دخل في ملاسنات معه، ليدخل مدوار وغريب على الخط، لأنهما لم يتقبلا خرجة ساعو.وفي ظل هذه الأجواء المشحونة، حاول مداور تهدئة الأوضاع من جديد، حيث طالب بالتصويت برفع الأيدي بخصوص استقالة قرباج، إلا أن بعض الأعضاء تحفظوا على هذا الإجراء تفاديا للإحراج.من هذا المنطلق تناول قرباج الكلمة من جديد، إذ أكد بأنه لم يستدع أعضاء الجمعية العامة من أجل التوسل لهم لرفض استقالته، مؤكدا: «أعلنت عن قرار انسحابي من رئاسة الرابطة، ولست بحاجة إلى مساع لإقناعي بالعدول، لأن تواجدي في هذا المنصب ترك الكثير من الآثار السلبية على حياتي اليومية، خاصة بعد أن بلغت الأمور حد المساس بكرامتي، كوني رب أسرة وأفراد عائلتي أصبحوا لا يتقبلون الشتم الموجه لي في بلاطوهات التلفزيون أو عبر صفحات الجرائد، وكأنني المتسبب الرئيسي في جميع مشاكل الكرة الجزائرية». تمسك قرباج بالاستقالة كان كاف لتهدئة الأجواء، لأنه وضع الحضور أمام الأمر الواقع، ما دفع بالجناح المساند له بتكثيف تحركاته لتنفيذ مخطط «العدول»، حيث تداول الكثير من رؤساء الأندية على المنصة، للثناء على قرباج، والمطالبة بضرورة بقائه على رأس الرابطة إلى غاية نهاية العهدة، بحجة ضمان الاستقرار، فكان مدوار بمثابة حلقة الوصل لتنفيذ هذا المخطط، بتزكية من حمار، غريب، حناشي، مورو، ولد زميرلي، إضافة إلى ممثل شباب قسنطينة عرامة، ورئيس شبيبة سكيكدة طبو.تهاطل عبارات المدح على قرباج، وتصاعد موجة المطالبة بضرورة بقائه إلى غاية 2019 من طرف جميع المتدخلين من رؤساء النوادي، جسد المساندة الكبيرة التي يحظى بها من طرف «كتلة» الفرق، ليطلب المعني مهلة للتفكير بخصوص مستقبله على رأس الرابطة، لأن هذا القرار يتخذ بالتشاور مع الجهات المسؤولة كما قال ، وفي مقدمتها وزارة الشباب والرياضة وكذا الفاف، ليرفع الجلسة دون الإعلان عن موقفه النهائي، لكن عدم تنصيب لجنتي الترشيحات والطعون كان بمثابة المؤشر على ترسيم عدول قرباج عن فكرة انسحابه. ص / فرطاس محفوظ قرباج يصرح لا يمكنني الرفض الفوري لطلب من ألحوا على بقائي قال محفوظ قرباج بأن عدوله عن قرار الاستقالة، جاء نتيجة الإلحاح الكبير الذي أبداه رؤساء النوادي على ضرورة بقائه على رأس الرابطة إلى غاية نهاية العهدة: «وزير الشباب والرياضة طلب مني البقاء، لأن تواجدي في هذا المنصب يمر عبر تزكية بعض الهيئات، وفي مقدمتها الوزارة الوصية، إضافة إلى التزكية الكبيرة لأعضاء الجمعية العامة». وقال قرباج في نفس السياق، بأن تلويحه بالانسحاب جاء كرد فعل عن الظروف الصعبة التي مر بها في الآونة الأخيرة، خاصة بعد أن أصبح بمثابة المتهم الأول والوحيد في قضايا فوضى البرمجة وكذا التحكيم: «رغم أنه لا علاقة لي بتعيينات الحكام، وقد أعلم تارة بالطواقم التي تسند لها إدارة المباريات، لكن من دون أن تكون هناك لي أية صلة بالحكام، ومع ذلك فإن الانتقاد الأول يوجه لي شخصيا، ولو أن منصبي كرئيس للرابطة يجبرني على وضع جميع الفرق في كفة واحدة، مع السعي لإيجاد حلول ميدانية من شأنها إقناع الجميع». وخلص قرباج إلى القول بأنه طلب مهلة للتفكير بخصوص مستقبله على رأس الرابطة، لأنه لا يمكن العدول عن قرار نابع من قناعة شخصية في لمح البصر، كما أن برمجته دورة استثنائية لم يكن بنية البحث عن التوسل لدى الأعضاء من أجل التزكية إلى غاية نهاية العهدة، مادام هناك أشخاص أعربوا عن نيتهم في الترشح لرئاسة الرابطة. ص / ف النهائي مبرمج مبدئيا يوم 5 جويلية علي مالك يؤكد أن تأجيل مقابلات الكأس قرار جماعي خدمة لمصداقية البطولة أكد رئيس لجنة تنظيم منافسة كأس الجزائر علي مالك بأن قرار تأجيل لقائي نصف النهائي إلى ما بعد نهاية البطولة كان قد إتخذ بالإجماع خلال جلسة العمل التي عقدت منتصف هذا الأسبوع بمقر الفاف، بمشاركة اللجنة المعنية و كذا ممثل عن الفاف إضافة إلى الرابطة المحترفة. مالك أوضح في سياق متصل بأن هذا الإجتماع المصغر كان قد خصص لتشريح الوضعية الراهنة، خاصة ما يتعلق بفوضى البرمجة، مع الوقوف على إنعكاسات التأجيل الإجباري لبعض المباريات على مصداقية الرابطة، في ظل انشغال فريقي مولودية و إتحاد العاصمة بالمنافسة الإفريقية، لأن الموسم كما صرح « يوشك على نهايته، و هناك بعض الفرق تتنافس على لقب البطولة، أو حتى المراكز المؤهلة للمشاركة في المنافسات القارية و الإقليمية، و البعض الآخر يصارع من أجل تفادي السقوط، و المنطلق يحتم على الرابطة وضع كل الأندية في نفس الكفة، و ذلك ببرمجة كل اللقاءات في نفس اليوم و التوقيت، تفاديا لأي تأويل». إلى ذلك أكد رئيس رابطة وطني الهواة بأن النقاش الذي دار بين الأطراف المعنية أفضى إلى إتخاذ قرار تأجيل منافسة الكأس إلى ما بعد إنتهاء مشوار البطولة الوطنية، لأننا كما أردف « قررنا تنصيب مصداقية الدوري في المقام الأول، خاصة بعد الفوضى التي شهدتها البرمجة منذ مارس الفارط، و ما لذلك من إنعكاسات سلبية على الأندية، لأنه من غير المعقول بقاء فريق بعيدا عن أجواء المنافسة الرسمية لمدة قاربت الشهرين، و بالتالي فقد قررنا إنهاء البطولة، ثم التفرغ لمنافسة الكأس، و هذا لتمكين الرابطة من إحترام البرمجة التي تم ضبطها». و في تعليقه عن رد فعل الفرق المعنية بلقائي نصف النهائي، و التلويح بالمقاطعة الجماعية بعد التأجيل إلى غاية النصف الثاني من جوان القادم، أشار علي مالك إلى أنه تحدث مع رؤساء الأندية، و طلب منهم وضع مصلحة الكرة الجزائرية فوق كل اعتبار، لأن البطولة يجب أن تنتهي حسبه في أسرع وقت ممكن، و إذا اقتضى الأمر تأجيل منافسة الكأس إلى غاية إنطلاقة الموسم القادم. و بخصوص برمجة المباراة النهائية أكد ذات المتحدث على أن الفاف بالتنسيق مع السلطات الحكومية إقترحت تاريخ 05 جويلية القادم كموعد مبدئي لإجراء النهائي بملعب 5 جويلية الأولمبي، و هو المقترح الذي يراعي وضعية الفريقين المتأهلين، حيث سيكون بإمكان كل طرف الإسترجاع لمدة لا تقل عن 10 أيام، في انتظار ترسيم الأمور بعد نهاية شهر رمضان. و خلص علي مالك إلى القول بأن فوضى البرمجة التي ميزت منافسة الكأس هذا الموسم ناتجة بالأساس عن البرمجة غير المضبوطة التي عرفتها البطولة، لكن من دون أن تكون هناك على حد تعبيره « مشاكل بين الفاف، اللجنة المختصة و الرابطة، لأن القرارات المتخذة كانت جماعية، و بالتشاور بين جميع الأطراف». ص / فرطاس مدوار انتقد المكتب الفيدرالي و سياسة زطشي تكتل رؤساء الأندية يطالب بتوسيع صلاحيات الرابطة في مجال البرمجة و التحكيم جسدت أشغال الجمعية العامة الاستثنائية، نجاح رؤساء الأندية في تشكيل «تكتل» موحد تبنى لائحة مطالب تزامنا مع هذا الموعد، لأن إقناع قرباج بالعدول عن الإستقالة جاء بعد مخاض عسير، بدليل كشف أغلب رؤساء الفرق عن موقفهم المساند لهذا الرجل، الذي كان قد تقلد منصب الرئاسة بعدما خرج من «جلباب» هذا «اللوبي» عبر بوابة شباب بلوزداد. على صعيد آخر فقد تمحورت كل المطالب المطروحة أمس حول قضيتي البرمجة والتحكيم، مع تبرئة ذمة قرباج من الفوضى التي اصبحت سائدة، سيما أن المعني أكد في مداخلته أمام الحضور على أنه لا يتحمل مسؤولية برمجة الكأس، ولا حتى البرمجة المتعلقة بالجولات الأخيرة للبطولة، وعليه فقد ذهب رؤساء الأندية إلى حد المطالبة بضرورة التعرف على هوية الأشخاص الذين يتكفلون بالبرمجة، وكذا مسؤولي لجنة تعيينات الحكام. وذهب أغلب المتدخلين من كتلة رؤساء الأندية، إلى حد المطالبة بضرورة توسيع صلاحيات الرابطة، خاصة فيما يتعلق بتسيير المنافسة، وذلك من خلال إسناد لجنة تعيينات الحكام إلى الرابطة المحترفة، وعدم الإبقاء على ملف التحكيم على مستوى الفاف. كما انتقد رؤساء الفرق المكتب الفيدرالي الجديد، ولم يجدوا اي تفسير لغياب ممثل عن طاقم زطشي في دورة الأمس، في الوقت الذي أكد فيه مدوار على أن رئيس نادي بارادو غير من سياسته في التعامل مع رؤساء الأندية بمجرد توليه رئاسة الفاف، واستدل في ذلك بعدم مبادرته إلى الالتقاء بهم، ليؤكد رئيس جمعية الشلف على أن الإتحادية تسير حاليا من طرف 3 أشخاص، أحدهم سينسحب- على حد قوله- في غضون الأيام القليلة القادمة. ص / فرطاس صلح بين حمّار و غريب بمبادرة من مدوار عرفت أشغال الجمعية العامة الإستثنائية للرابطة أمس تنظيم جلسة مصغرة للصلح بين رئيسي وفاق سطيف و مولودية الجزائر حسان حمّار و عمر غريب على التوالي، و ذلك بفضل مبادرة قام بها الناطق الرسمي لجمعية الشلف عبد الكريم مدوار. تصالح غريب و حمّار كان عند إنطلاق الأشغال، إذ أن رئيس الرابطة محفوظ قرباج و بمجرد افتتاحه الجلسة عرج على الطلب الذي قدمه له مدوار من أجل ترسيم الصلح بين الرجلين، قبل أن يعبد رئيس «الشلفاوة» الطريق لهذه المبادرة بالتنويه في الكلمة التي ألقاها بمكانة فريقي وفاق سطيف و مولودية الجزائر في الساحة الكروية الوطنية، و حتى القارية، ليطلب بعدها من غريب و حمّار التصالح أمام أعضاء الجمعية العامة، و طي صفحة الخلاف التي طفت على السطح مؤخرا، سيما بعد حرب التصريحات الإعلامية التي تصاعدت بين الرجلين بسبب برمجة لقاء نصف نهائي كأس الجمهورية. و تعانق حمار و غريب على مقربة من المنصة، لكن مدوار أصر على ضرورة تجسيد الصلح الجدي بين الطرفين، قبل أن يزكي أعضاء الجمعية العامة مقترح جلوس الرجلين سويا إلى جانب رئيس الرابطة على المنصة الرسمية، كممثلين لرؤساء الأندية.