للطواويس كلّ المَحافل و الصّولجانْ و لنا شِعْرُنا دعوا الشعرَ يحْفرُ بين الدِّماءِ مسالِكه الشائكة .. شعر : ياسين أفريد دعوا ياسمينَ المعاني يحجُّ إلى صفْونا.. دعوا هذه الرّوح كي تستريحْ و افسحوا للشذى معبرًا بين أرواحنا المُنهَكة .. إننا مَعْشر الشعراء ِ نحبّ و لا نستحي أن نموتَ وفاءً لأشلائنا ، للقصيدةِ .. حدّ التّهالك و التّهلكة فالطّيورُ التي عوَّدَتْنا على شدْوها أخذوا صوتَها و العيونُ التي هَمَسَتْ بالشَّجَى فضَحَتْ سِرَّها و المَمَالكُ في كلّ عاصمةٍ أسّسُوا مَملكة * *** بأيِّ الأصابع سوف نشيرُ إلى جرحنا ؟ و نُفْرغ أيّامَنا منْ شوارعَ تغتصِبُ الشّمسَ ؟ فالخطوُ لم يَحْتمِل و النّزيفُ تخطّى الغَمامَ هو الشِّعرُ يذْبَحُنا بالتّواطُؤ عاما فعاما لماذا نُحَدّثُ أرواحهُ و رياحينَهُ عن جميل الأماني؟ لماذا نحمّلُ للشِّعْر أوْجَاعَنا؟ و لا يخطئ الشعر إلا لماما لماذا نحدّثُ عن وسْوساتِ العُطور ؟ عن امرأةٍ شَعْرُها ظل ّ ينبُضُ فوق الوسادة مثل الطيور و يوقظُ عند الهَزيع الأخير من الصّفْو أحزانَنا هو الشعرُ .. كيف أحدّثُ عما أعاني من الشعر و الأصدقاء القدامى هو الشعر يذبحنا بالتواطؤ عاما فعاما فكيف أدافع عن مستحيل الصّبابة ؟ و الأوفياءِ القريبين جدّا من الرّوحْ ، وحُزن اليتامى ؟ أحاول أن لا تراني القصائدُ مستغرقا في الأنين و أهربُ من كلّ شيء يؤدي إليها لكي لا تَجيءَ أبالِسة الشعر مترعةً بالحنينْ أحاول أن أستكينَ إليّ فلا أستكينْ أحاولُ ألا تراني القصيدةُ مُلتَعِجًا و كانت تغني و كم كنتُ حذّرتُها أنّها في بحار شماليةٍ لا قرار لها و أنَّ المواسِم دلّت علينا غرابَ البراري و كنا نريدُ الحَمامَ هو الشعر يذبحنا بالتواطؤ عاما فعاما **** وكيفَ أرَجّي الحنايا بصرْحٍ سيذوي ؟ و كيف أطرِّزُ بالخوْف قدَّ القصائدِ ؟ أو أخْدَعُ المَزْهَريَّات بالورْدِ ؟ إني أنام أفتش عنها و أصحو أفتش عني و أسأل : هل تغفر الأبجديةُ ؟ إني اقترفتُ من الياسمين ثلاثين عاما هو الشعر يذبحنا بالتواطؤ عاما فعاما **** إلى أيِّ منْفى سنُرسِل أفراحَنا و الأغاني إذا أعتمت مُدُنٌ لا تُضيءُ فكمْ تستضيءُ بدمْع الصّغار البلادُ و تتركُ أعمارُنا وَرْدَها للذبول مثلما تركتْ شهريارَ لأحزانه شهرزادُ و إني ألوذ بما في الحنايا من الصدق كلَّ نزيفٍ يفاجئني .. كلما آمنتْ بي الفراشاتُ ألفيْتُ نفسي يحاصرني في المتاه الرماد ُ ففي كل بيتٍ رمادٌ و طيرٌ تغادر أوْكارَها و في كل يوم شهيدٌ يعيرُ السنابلَ أشلاءَهُ و عند تُخوم التّشظّي نصَبْنا الخِيَامَ هو الشعر يذبَحنا بالتواطؤ عاما فعاما **** نُمنِّي العصافيرَ بالشَّجرِ المُشرَئِبِّ إليه ِالفضاءْ و أهدي إليها دمي فالعصافير مهما تمُتْ لا تمَلُّ الغناءْ و إني الشغوفُ بما يتناثر من ياسمين الحياة ْ هزَّني عطرها و استثار دم الأغنيات فلم تنفتح مدُني و لم يشتعل من لقانا أنا و التي وهَبَتْني بَسَاتِينَهَا الصقيعُ / السريرُ / الفتيلْ فالمدى لم يَعُدْ صالحًا للصهيلْ و الفواكهُ مثل القصائدِ لم تستجبْ مثل عادتها للأنامل ِ ، لم تلتفتْ لم يكن صدفة أن تضَنّ الفواكهُ بالسر أو أن تضَنَّ الحمائمُ في عُرسِنا بالهديلْ إنما افترش القلبُ أحزانه و الجليدَ ونامَ هو الشعر يذبَحُنا بالتواطؤ عامًا فعاما