الحرائق تُلهب أسعار الخضر و اللحوم البيضاء بقسنطينة التهبت أسعار الخضر والفواكه واللحوم البيضاء بولاية قسنطينة، و وصلت إلى مستويات قياسية بعد أشهر من الاستقرار، وسط تذمر من المواطنين الذين تفاجأوا بهذا الارتفاع المحسوس، فيما أرجعه المربون و فيدرالية تجار الجملة إلى الفترة الانتقالية التي تتميز بنفاد المنتوج، فضلا عن الحرارة المرتفعة و الحرائق التي أتت على المحاصيل والثروة الحيوانية. ووجد المواطنون أنفسهم خلال اليومين الأخيرين أمام وضع صعب، نتيجة الارتفاع الكبير في بورصة أسعار الخضر واللحوم، بعد أزيد من ثلاثة أشهر من الاستقرار، حيث وقفنا في جولة استطلاعية قادتنا إلى بعض أسواق قسنطينة والمدينة الجديدة علي منجلي، على التهاب محسوس، حيث تراوح سعر البطاطا من النوعية المتوسطة بين 50 و 65 دينارا، كما تأرجحت أسعار الطماطم بين 60 و 80 دينارا، في الوقت الذي ترمى فيه في الأودية والمزابل، بسبب الكساد في المنتوج وصعوبة تسويقه بالعديد من الولايات على غرار عنابة وقالمة، وحتى بعض المناطق الغربية من الوطن. كما وصل ثمن الفلفل إلى 80 دينارا بعد أن كان لا يتجاوز 60 دينارا، والبصل إلى 65 دينارا، فيما تجاوز ثمن الخس سقف المائتي دينار، و وصل في بعض المناطق إلى 230، مسجلا ارتفاعا غير مسبوق لم يعهده المواطن حتى في خلال تساقط الثلوج و الكوارث الطبيعية. و وصلت أسعار الفاصولياء الخضراء و القرعة «الجريوات»، إلى مستويات قياسية، حيث وصل سعر الأولى إلى 200 دينار، بينما تراوح ثمن الثانية بين 100 و 120 دينارا للكلغ، ليعود الثوم ويستقر عند عتبة 550 دينارا، والخيار في حدود 90 دينارا، وهو وضع أثار استياء المواطنين الذين استغربوا ما وصفوه بالقفزة المفاجئة، فيما عرفت أيضا أسعار الفواكه أيضا ارتفاعا محسوسا، حيث تراوحت بالنسبة للخوخ بين 200 و 250 دينارا، في وقت ما تزال فيه أسعار البطيخ و الدلاع منخفضة. وسجلت أسعار اللحوم البيضاء ارتفاعا قياسيا، حيث تراوح سعر الكيلوغرام من الدجاج بين 360 و 380 دينارا، و هو ما برره تجار التجزئة باستغلال المربين لهذه الفترة لتعويض خسائرهم التي تكبدوها في الأشهر الماضية، وكذا الحرائق التي أتت على بيوت تربية الدجاج، كما لفت أحد المربين في اتصال بنا، بأن الطلب تفوق على العرض، خاصة باعتبار أن هذه الفترة تتزايد فيها الأعراس و ولائم الاحتفال بشهادة البكالوريا، مبرزا أن أسعارها في سوق الجملة قد وصلت إلى 350 دينارا، كما رجح ارتفاعها أكثر في حال استمرار ارتفاع درجة الحرارة و الانقطاعات في التيار الكهربائي، التي تعد من بين الأسباب الرئيسية أيضا في القضاء على الآلاف من الكتاكيت و الثروة الحيوانية. و يتوقع مصدر من إتحاد التجار انخفاض الأسعار بشكل ملحوظ مع بداية الشهر المقبل، بعد أن سجلت ارتفاعا محسوسا خلال هذه الفترة الانتقالية من الموسم، مبرزا بأن جشع بعض التجار زاد من تأزيم الوضع، كما أشار إلى أن مختلف السلع والمنتوجات متوفرة في أسواق الجملة عبر مختلف ولايات الوطن، لكن بدرجة أقل مما كان عليه، أما فيما يخص ارتفاع أسعار اللحوم البيضاء فقد أوعزها إلى ارتفاع مؤشر الطلب مقارنة بالعرض. و ذكر رئيس فيدرالية تجار الجملة الخضر و الفواكه بقسنطينة، بأنه قد تم تسجيل نقص في المنتوج الفلاحي عبر مختلف الولايات، حيث دخل في مرحلة النفاد كون المرحلة الحالية تعد انتقالية في انتظار دخول سلعة الولايات الشمالية، لكنه أكد بأن مستوى المنتوج تأثر كثيرا بالجفاف والحرائق، ومن المنتظر أن تبقى الأسعار مرتفعة بسبب تراجع مستوى النوعية و قلة المردودية التي اشتكى منها الفلاحون كثيرا، في ظل انعدام مياه السقي ومنع الفلاحين من استغلال الوديان غير الملوثة، مشيرا إلى أن سعر البطاطا قد وصل إلى 45 دينارا في سوق الجملة.