70 بالمائة من الإنتاج الحيواني بالجزائر خارج السيطرة القانونية 19 ألف بيطري بالجزائر دون تنظيم ولا أخلاقيات مهنة أكد أمس مدير الفضاء البيطري الجزائري سعادة بن دنيا، أن 70 بالمائة من الإنتاج الحيواني في الجزائر يتم بطرق غير قانونية من طرف موالين ومربين يتهربون من ضبط أمورهم قانونيا ويلجاؤون للرعي العشوائي والذبح العشوائي وغيرها من الممارسات التي لازالت خارج السيطرة، مما يعرقل ضبط الإحصائيات الخاصة بعدد الرؤوس الموجودة أو حتى التحكم في إنتشار الأمراض مثل مرض «نيوكاستل» الخاص بالدواجن ومرض الحمى القلاعية بالنسبة للأبقار مثلما يصعب لحد الآن تحديد أسباب تعفن لحوم الأضاحي للعام الثاني على التوالي. وأوضح أمس الدكتور سعادة بن دنيا مدير الفضاء البيطري الجزائري في تصريح للصحافة على هامش إنطلاق فعاليات الدورة 12 للفضاء البيطري الجزائري وكذا الدورة السابعة لجمعية البيطريين الأفارقة بمركب الأنلسيات بوهران، أنه يوجد حوالي 19 ألف طبيب بيطري ممارس في الجزائر، ويوجد أيضا عدد من معاهد البيطرة تخرج سنويا 1500 طالب يوجهون للحياة العملية، ورغم هذا الكم الهائل من الموارد البشرية في مجال البيطرة، إلا أنه لا يوجد تنظيم يؤطر المهنة وينظمها ويعالج مشاكل مستخدميها ومعاناتهم، ولا يوجد كذلك وفق ذات المتحدث ميثاق لأخلاقيات المهنية أو أسس قانونية تضبط الممارسات، ووسط هذا الفراغ القانوني حسبما أضاف الدكتور بن لخضر واسيني وهو أحد منظمي اللقاء، فإن مربي المواشي والموالين يتحصلون على الأدوية البيطرية من الأسواق الأسبوعية ومن عند بائعي الأعشاب ويعالجون بها مواشيهم بطرق عشوائية ودون احترام للمقادير وضرورة العلاج وهذا لأن أغلبهم ينشطون بطرق غير قانونية وبالتالي لا يلجؤون للبيطري، و وفق السيد واسيني أن هذه الممارسات تعد من بين أسباب تعفن لحوم الأضاحي. كما أرجع بيطريون آخرون مشاركون في الملتقى الوطني، سبب تعفن لحوم الأضاحي للإرتفاع الكبير لدرجة الحرارة والرطوبة. وبهذا الخصوص، قال نائب الأمين العام للإتحاد العام للأطباء البيطريين العرب سمير اسماعيل، أن الهرمونات التي تعطى للمواشي غالبا ما تكون متعلقة بالقضية التناسلية ولا يمكنها أن تتسبب في أي مرض أو تعفن للحوم المواشي ومن هنا استبعد محدثنا المختص أن يكون سبب تعفن لحوم الأضاحي بالجزائر بسبب الهرمونات التناسلية. مبرزا في الوقت ذاته أن دور الطبيب البيطري هو حماية الصحة الحيوانية مما يساهم ب50 بالمائة في تأمين الغذاء لسكان الكرة الأرضية مثلما أشار، وبهذا يكون البيطري قد ساهم في تأمين صحة الإنسان الذي يستهلك لحوم مختلف الحيوانات والمواشي. كما تأسف الدكتور سمير اسماعيل بن محمد، لعدم وجود تنظيم يجمع البيطريين الجزائريين رغم عددهم الكبير، وأشار رئيس النقابة الوطنية السورية للبيطريين، أنه في بلاده يوجد 4500 بيطري منضوين تحت لواء نقابة ساهمت بشكل كبير في بلورة عدة قوانين ساعدت على تطوير مهنة الطبيب البيطري. وعلى صعيد آخر، قال الدكتور سعادة بن دنيا مدير الفضاء البيطري الجزائري، أنه سيتم خلال نهاية الندوة الأعلان عن إنشاء هيئة « البياطرة الأفارقة بلا حدود» على شاكلة منظمة «أطباء بلا حدود»، وستعنى هذه الهيئة بتقديم المساعدات للدول الإفريقية في مجال البيطرة والتدخل التطوعي لحل الأزمات المتعلقة بمهنة البيطرة أو ظهور أوبئة أو أمراض مستعصية في أي بلد إفريقي. وهنا ثمن الدكتور فوزي كشريد رئيس الجمعية البيطرية الإفريقية هذه الخطوة التي قال أنه يدعم أن ترأسها الجزائر التي لها دور كبير حسب المتحدث في نشاط الجمعية الإفريقية للبياطرة، حيث أن الدكتور سعادة بن دنيا هو عضو المكتب التنفيذي للجمعية وأمين المال هو الدكتور رشيد آيت عبد الرحمان، وأوضح الدكتور كشريد ان النصوص القانونية لإنشاء الهيئة موجودة وتنتظر التفعيل، مشيرا لوجود الجمعية الإفريقية للنساء البيطريات أيضا. وسيتوج الملتقى الذي شارك فيه حوالي 400 بيطري من 28 ولاية بالإضافة لخبراء ووفود من 10 دول إفريقية، بالتوقيع على إتفاقية بين الفضاء البيطري الجزائري والإتحاد العام للبيطريين التونسيين، الهدف منها خاصة الإستفادة من التجربة التونسية في مجال إنشاء مجلس لأخلاقيات مهنة البيطرة و تبادل التجارب والخبرات بين مهنيي البلدين تمهيدا لإبرام إتفاق توأمة بين الطرفين. وستكون الإتفاقية الثانية مع أنقولا التي تحتاج للموارد البشرية من بيطريين لأنه ينعدم بها الأطباء البيطريين ولها ثروة حيوانية كبيرة وبالتالي ستسمح الإتفاقية بإرسال بعثات جزائرية لتقديم خدمات في المجال البيطري بأنقولا.