عرف مونديال 2010 هذه السنة مفاجآت كثيرة داخل المنافسة و على هامشها ،حيث أخذت هذه اللعبة الرياضية بالإضافة إلى بعدها الاجتماعي كرياضة شعبية تحظى باهتمام كبير من مختلف شعوب العالم ، أبعادا اقتصادية و سياسية مهمة. فلأول مرة في تاريخ المنافسة تتدخل الدول و السياسات في مصائر فرقها ، خاصة بعد خروجهم خاسرين من المونديال، حيث لاقى العديد من لاعبي كرة القدم المشاهير استقبالا مخزيا من طرف المناصرين الذي وصفوهم بأوصاف مخزية ، كما حدث لفريق إيطاليا الذي تفاجأ بوابل من السباب عند عودته إلى أرض الوطن والجماهير تصرخ في وجهه"يا للعار يا للعار" ، و كذلك قرار الرئيس النيجيري منع المنتخب الوطني من اللعب لمدة سنتين في المباريات الدولية عقابا لهم على أدائهم المخجل. الذي ردت الفيفا أمس عليه بالتهديد باتخاذ إجراءات صارمة ضدهم إذا لم يتم التراجع عن ذلك. شعرت العديد من فرق كرة القدم الكبيرة بالإهانة عند عودتها خاسرة من المونديال التي قوبل لاعبوها بجفاء كبير من طرف الحكومات و الأنصار على أعتاب أوطانهم، فلقد تجاوزت كرة القدم حيزها الرياض و أصبحت تمثل بالنسبة للشعوب و أيضا الحكومات قضية شرف و تفاخر بأعلام و هوية الفريق. و على رأسهم الفريق الفرنسي الذي أشعر مناصريه بالخيبة ليس فقط بسبب الهزيمة و المشوار الغير المشرف في كرة القدم قبل و بعد التأهل للمونديال و لكن أيضا بسبب الفضائح التي تبعت خروجهم منه، كفضيحة اللاعب الفرنسي الذي شتم المدرب أنيلكا و غادر حصة التدريبات ، وتصرف المدرب الفرنسي أيضا الذي رفض مصافحة مدرب فريق جنوب أفريقيا في مباراة الخروج من المنافسة. و تحسبا للانتقادات المتوقعة من طرف الصحافة و الشعوب فضل بعض المدربين تقديم استقالتهم مباشرة بعد إقصاء فرقهم من المونديال محملين أنفسهم مسؤولية الفشل و لتجنب انتقادات المناصرين الغاضبين الذين لن يترددوا في توجيه ألذع الانتقادات لهم، " الهدف كان التأهل للربع النهائي و هو ما لم نتمكن من تحقيقه " كما قال جافيي آقيير و أضاف في ندوة صحفية أقامها بالمكسيك عند عودته ، حول موضوع استقالته : " يجب أن اذهب ، هذا الشيء الأكثر مصداقية الذي يجدر بي فعله "، و هو الأمر الذي فعله أيضا جون بيار ايسكالات رئيس الفيدرالية الفرنسية لكرة القدم بعد إقصاء الفريق الفرنسي من المنافسة. و بعد تلقيه لانتقادات لاذعة مست عائلته أيضا قرر المدرب الياباني جونغ مو ترك منصبه و قال للصحفيين انه قرر عدم تجديد عقده لأنه يريد ٌقسطا من الراحة ليمضي بعض الوقت مع عائلته". عكس كل الفريق التي رجعت بخفي حنين من الدور الأول بالمونديال استقبلت الجزائر رغم الغضب و الخيبة لاعبيها بفخر و اعتزاز كبيرين ، أكدت فيهما للناخب الوطني الذي جدد له روراوة رئيس الفيدرالية الجزائرية لكرة القدم عقده لمدة سنتين ، و للاعبين أنهم شرفوا البلاد بالوصول للمونديال و تقديم أداء متألق فيه . حيث استقبلوا في القاعة الشرفية بحضور جماهيري من المناصرين بالإضافة إلى العديد من الوزراء. و في مبادرة مماثلة سيحصل المدافع الياباني يوشي كومانو على ميدالية تشجيعية رغم أنه أهدر على بلده ركلة جزاء تسببت لها في الإقصاء من بطولة كأس العالم. تميزت بطولة كأس العالم لهذه السنة بعدة مفارقات و مفاجآت بعيدة كل البعد عن اللعبة و عن الروح الرياضية ، فقد عرفت المنافسة عدة تجاوزات من جانب الأخلاقيات الرياضة الاحترافية التي كانت مادة دسمة لوسائل الإعلام ، كالذي يشاع عن اللاعب الجزائري صايفي بأنه صفع صحفية ، و عن اللاعب البرتغالي الشهير كريستيانو رونالدو الذي بصق أمام الكاميرا، على مرأى من الملايين . بالإضافة على احد لاعبي المنتخب الانجليزي الذي أرسل رسالة قصيرة لصديقه بعد إقصاء فريقه يقول فيها له انه يكره المنتخب و الشعب الإنجليزي و التي تسربت فيما بعد للصحف.