نصف كمية زيت الزيتون الجزائري تضيع في عمليات العصر! نصف كمية الزيت الجزائري تضيع في عمليات العصر أكد أمس خبراء ومهندسون في العلوم الفلاحية و مختصون في زراعة الزيتون في ملتقى نظم بالمعهد التكنولوجي المتوسط المتخصص في العلوم الزراعية لبوخالفة في ولاية تيزي وزو، أن الجزائر لا تزال بعيدة عن تصدير زيت الزيتون نحو الخارج كون الزيت المنتج محليا يفتقد إلى النوعية نتيجة الطريقة التقليدية التي لا يزال يعتمد عليها الفلاحون في الجني و التخزين و العصر ما يحول دون الحصول على زيت خال من الحموضة. المتدخلون أشاروا إلى أن الجزائر تتوفر على نحو 30 مليون شجرة زيتون و يصل الإنتاج المحلي من هده الثروة إلى 50 ألف طن سنويا ، مؤكدين أن هدا العدد بعيد جدا مقارنة بدول الجوار مثل تونس التي تحتل المراتب الأولى في تصدير زيت الزيتون حيث لا يقل منتوجها السنوي من الزيتون عن 300 ألف طن رغم أنها لا تتوفر على نفس الإمكانات الطبيعية التي تتوفر عليها الجزائر و تعتمد على زراعة الزيتون كمصدر مهم لمداخيلها من العملة الصعبة، و اقترح هؤلاء تطوير شعبة الزيتون بتوسيع رقعة المساحات المغروسة من أشجار الزيتون لرفع الإنتاج المحلي من زيت الزيتون و تحقيق الاكتفاء الداتي و النوعية الجيدة. المهندسة الزراعية كسيري صونية من ولاية بجاية، قالت خلال مداخلة لها ، أن النوعية المنتجة في الجزائر من زيت الزيتون لا تتوفر على المعايير العالمية، مؤكدة على العمل الجدي حتى نتمكن من إنتاج زيوت ذات جودة و نوعية جيدة يمكن أن تدخل السوق العالمية و تنافس المنتوجات الأجنبية. و دعت كسيري صونية إلى ضرورة اتخاذ عدة معايير لضمان الجودة و النوعية، مؤكدة على ضرورة إجراء تحاليل كيميائية و فيزيائية حول نسبة الحموضة و درجة التجمد و نقطة الذوبان و الوزن النوعي و غيرها من التحاليل حتى نتمكن من تصنيف الزيت المنتج محليا في فئة الزيت النظيف يسمح للاستهلاك و التصدير. كسيري صونية، لفتت أيضا إلى أن كميات كبيرة من زيت الزيتون تضيع مع المادة التي تترسب أسفل الزيت كما تضيع كمية أخرى مع نواة الزيتون، واستنادا إلى الأبحاث التي شرعوا في القيام بها في بجاية حول كمية زيت الزيتون الضائعة ، تبين أن نصف الكمية التي يتحصل عليها الفلاح عند عصر الزيتون، تضيع مع المادة المترسبة أسفل الزيت حيث بلغت نسبتها 20 بالمئة في حين لا يجب أن تتجاوز 2 بالمئة، فيما تضيع من 8 إلى 15 بالمئة من الزيت مع النواة ، و ترى المهندسة الزراعية كسيري صونية أنه بات من الضروري إنشاء وحدات لاستعادة الزيت الضائع من هده المواد، و دعت أصحاب المعاصر إلى العمل بجدية و بمعايير حديثة و التشغيل الجيد لآلات العصر مع احترام معايير العصر لتفادي ضياع كميات كبيرة من الزيت. و من جهة أخرى أكدت كسيري صونية أن المادة المترسبة أسفل زيت الزيتون أو النواة التي ترمى في الطبيعة، تضر أيضا بالبيئة و يجب البحث عن حلول من أجل الاستغلال الأمثل لهذه المواد و قالت أن الحل موجود و لا يكلف غاليا و عرضت التجربة التي يقومون بها في مزرعة بسيدي عيش في ولاية بجاية حيث يحولون نواة الزيتون إلى أسمدة للأتربة و هو ما يقوم به الفلاحون في البلدان المتطورة حسبها. و من أجل ضمان النوعية و الجودة لزيت الزيتون و اقتحامها السوق العالمية، أوضحت المتحدثة أنه يجب أن تتوفر بعض الشروط التي يجب أن يحترمها سواء الفلاح أو صاحب المعصرة مثل جني الزيتون في وقته و التعجيل في عصره وعدم تخزينه بعد القطف إلى غاية انتهاء فترة الجني لعصره و قالت انه كلما كانت مدة التخزين أقصر كان ذلك أفضل، وفي صالح إنتاج زيت أجود وبحموضة أقل، و دعت إلى تجنب الطريقة التقليدية التي يعتمدها عليها ملاك الحقول لجني الزيتون والتي تتمثل في نفض الحبات بالعصا تؤدي إلى تضرر الثمرة التي تعطي حموضة للزيت المستخرجة كما أكدت على أهمية التهوية بالنسبة للزيتون بعد جنيه ومن الأحسن وضعه في صناديق من البلاستيك قبل وبعد نقله إلى المعصرة من أجل الحصول على أجود أنواع الزيوت.