معالم مدينة عصرية تتجلّى بالتوسعة الغربية لعلي منجلي بقسنطينة لا تزال عمليات البناء متواصلة بالمدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة، التي تكاد تصل حدودها إلى مشارف بلدية عين سمارة، فعلى بعد أمتار من الوحدة الجوارية 14، تمتد مئات العمارات التي تبنى بوتيرة متسارعة و كأنها تخرج من الأرض، لتُشكل ما يُطلق عليها «التوسعة الغربية»، و تزيد من الحجم الهائل لهذه المدينة التي تُصنف لليوم كمقاطعة إدارية تابعة للخروب رغم ضخامتها. تمتد التوسعة الغربية للمدينة الجديدة علي منجلي على مساحة تفوق أكثر من 384 هكتارا، تبنى عليها في الوقت الحالي العديد من المشاريع السكنية، و في مختلف الصيغ، فمنها ما تم الانتهاء منه، و منها ما هو قيد الانجاز، أما عدد السكنات المبرمج للبناء على المساحة المذكورة، إلى غاية هذا الوقت، فيزيد عن 18 ألفا حسب ما ذكرته مصادر مسؤولة للنصر، و هو الرقم الذي يكفي لإيواء قاطني مدينة بأكملها، مما يُرجح ارتفاع الكثافة السكانية بعلي منجلي، و التي تصل حاليا إلى ما يقارب 400 ألف نسمة. عشرات الورشات و 6 ألاف سكن اجتماعي تبنى في وقت واحد عندما تشاهد التوسعة الغربية من بعيد، تعتقد أنها مدينة قائمة و مأهولة بالسكان، خاصة أنها بنيت على مكان يرتفع تدريجيا، على شكل هضبة، فهناك عدد لا يحصى من العمارات الجاهزة، غير أن الورشات المقامة في كل جزء من هذه المساحة الشاسعة، و مشهد الأتربة و الغبار المتطاير في السماء، و الشاحنات و الآليات و السيارات الرباعية الدفع التي تشق الطرقات الترابية المؤدية إلى مشروع هذه المدينة المرتقبة، كلها تؤكد لمن يشاهدها أن المكان لا يزال في طور الإنشاء. الوصول إلى المكان في غاية الصعوبة بالنسبة لمستعملي السيارات الصغيرة بسبب عدم إنشاء الطرقات، فجميع المسالك مؤقتة و ترابية مليئة بالمطبات و الحفر، لذلك فإن الراجلين يعانون أيضا، حيث يقطع العمال الذين يشتغلون في الورشات المختلفة، مسافة طويلة مشيا على الأقدام، ما يؤكد الحجم الهائل لهذه التوسعة. أول المشاريع التي تصادفك، هي ورشة 2000 سكن عمومي إيجاري، و التي تشرف على انجازها المؤسسة العمومية «كوسيدار»، حيث يبدو أن وتيرة البناء بطيئة نوعا ما، بالمقارنة مع باقي الورشات، و غير بعيد عنها يوجد مشروع للسكن الاجتماعي التساهمي، تابع لديوان الترقية و التسيير العقاري يضم 400 سكن، و ينجز حاليا من طرف مستثمر خاص، و هما مشروعان لا يزالان في مرحلة البناء. شقق «عدل 2» و الترقوي المدعم تُحصى بالآلاف و على بعد مئات الأمتار، و في أعلى مكان من الهضبة التي تقام عليها هذه المدينة، تقع أكبر عدد من البنايات الجاهزة التي أشرفت على بنائها مؤسسة «كير» التركية، حيث أنجزت 4000 سكن عمومي إيجاري تابع لديوان «أوبيجي» و 2100 وحدة موجهة لمكتتبي «عدل 2»، حيث تحيط عمارات السكن الاجتماعي ذات 6 طوابق، بأبراج عدل ذات ال 9 طوابق من كل جهة، و فيما تم دهن هذه الأخيرة باللون الأصفر، دهنت باقي العمارات بألوان مختلفة كالأحمر و الأخضر، فيما شرع في إنجاز التهيئة الخارجية على مستوى عمارات «عدل». من المشاريع قيد الانجاز أيضا، 500 سكن ترقوي مدعم يتم تشييدها من طرف مقاولة خاصة، فعدد من العمارات بهذه الورشة وصلت إلى الطوابق الأخيرة، فيما لا تزال أخرى في الطوابق الأولى، و بعضها في مرحلة وضع الأساسات، فيما تم الانتهاء تماما من إنجاز عمارات السكن الترقوي العمومي التي أشرفت على بنائها مؤسسة صينية، حيث تبدو من شكلها الخارجي أنها بنايات راقية، كما أنها بنيت في مساحة مربعة و متناسقة، و اختيرت لها ألوان جذابة، و تُعدّ الأقرب إلى الطريق من بين كل التجمعات الأخرى. تصاميم عصرية و مخططات التهيئة تدرس قبل التجسيد كل المشاريع التي انطلقت و تلك التي قاربت على الانتهاء، لم تكف لشغل المساحة الإجمالية للتوسعة الغربية، التي لا تزال تتسع لعشرات البرامج السكنية، و لعل المشاريع التي لم تنطلق خير دليل على ذلك، حيث أن هناك عدة مساحات مسيجة تم الإعلان عن تخصيصها لإنجاز برامج معينة بلافتات كبيرة وضعت في مداخلها، و من أبرزها مشروع لإنجاز 2000 سكن «عدل» من قبل مؤسسة «كير» التركية، إضافة إلى عمليات أخرى خاصة بالسكن الترقوي المدعم أسندت لمقاولين خواص يستعدون للانطلاق في العمل، حيث لاحظنا أنهم في المراحل الأولى لتهيئة الورشات، فيما كانت بعض السكنات القصديرية لا تزال في ذلك المكان، و قيل لنا بأنها دوار «الصم»، كما أن مزرعة قديمة من وقت الاستعمار تقع داخل أراضي التوسعة الغربية، و هي مناظر لا تتوافق مع الشكل العصري للعمارات التي يتم انجازها. الملاحظ في هذه «المدينة» التي يرتقب أن يستلم جزء كبير منها بعد أشهر قليلة، أنه تم تفادي العديد من الأمور التي انتقدت في المدن التي أنجزت سابقا و من بينها علي منجلي نفسها، حيث نجد أن جميع الطوابق الأرضية للعمارات قد خصصت للمحلات، فلم نشاهد أية عمارة صممت بها سكنات في أجزائها الأرضية، حتى أن بعض المحلات أفرِد لها طابقان كاملان، بما يُسهل تحول المكان إلى منطقة نشطة تجاريا. الشيء المختلف أيضا، هو أن تصاميم الأحياء أنجزت بشكل عصري، حيث تم التركيز فيها على اتساع المساحات و الشوارع و الطرقات و كذلك ساحات اللعب، و هو ما يتضح من خلال التجول داخل الورشات و الاطلاع على تصاميم الأحياء المستقبلية. و تسعى مؤسسة تسير المدينة الجديدة علي منجلي إلى تحسين الإطار المعيشي لسكان المنطقة المستقبليين، و ذلك من خلال التنسيق مع كافة الهيئات و المديريات التي لها علاقة بإنجاز هذه التوسعة، مثل مديريتي السكن و التعمير و ديوان الترقية و التسيير العقاري و وكالة تحسين السكن و تطويره «عدل»، إضافة إلى مصالح البلدية و الدائرة و الولاية، و كل المؤسسات الخاصة و العمومية المكلفة بالبناء و الإنجاز، و ذلك من أجل دراسة مخططات التهيئة بدقة و إعدادها بإتقان، حتى تكون النتيجة النهائية عند حسن تطلعات المواطنين، و ترقى إلى مصاف المدن المتطورة، و هو ما يؤكده السيد فريد حيون الذي أوضح بأن مخططات التهيئة و مد الشبكات قد تم التحضير لها مسبقا، داعيا جميع الهيئات المعنية إلى التعاون و المشاركة من أجل أن تكون هذه التوسعة مدينة عصرية، بعيدة عن فوضى و أخطاء المدن التي شيدت سابقا.