ما قام به المعهد الفرنسي عشية عيد الثورة ليس صدفة ثمة اتصالات مع فرنسا لتفعيل عمل اللجان المشتركة لاسترجاع الأرشيف وجماجم شهداء المقاومة قال وزير المجاهدين الطيب زيتوني بأن تنظيم عملية التسجيل لاختبار المعرفة الخاص بالطلبة الجزائريين بالمعهد الفرنسي في الجزائر، عشية الاحتفال بالذكرى ال 63 للثورة التحريرية " يجب أن نحسب له ألف حساب" من باب أنه "لا وجود للصدفة مع السياسة". وفي تعليقه عن التجمع الكبير الذي قدر بآلاف الطلبة الجزائريين الذين تجمعوا أمام المركز الثقافي الفرنسي، وتم تداوله على نطاق واسع في شكل فيديوهات على شبكات التواصل الاجتماعي، قال زيتوني "لا وجود للصدفة مع السياسة، عندما يتم الإعلان عن تنظيم مثل هذا الاختبار موازاة مع تحضيراتنا للاحتفال بعيد الثورة، لكننا لا نشك في نفس الوقت في وطنية أبنائنا"، مضيفا " إن هذه القضية فيها جانبان، الأول سلبي، ويتعلق ببعده السياسي المتمثل في أن يتصادف الإعلان عن هذا الاختبار عشية الاحتفالات المخلدة لذكرى أول نوفمبر، وهو ما يجب أن يحسب له ألف حساب، أما الجانب الإيجابي فيؤكد بأن الجزائريين متفتحين على الخارج في المجال العلمي ونحن لا نشك في وطنيتهم"، في إشارة منه إلى إقبالهم بالآلاف على التسجيل في ذات الاختبار الخاص بتحديد المستوى لأجل الالتحاق بإحدى الجامعات الفرنسية. من جهة أخرى أكد وزير المجاهدين الذي كان يتحدث في برنامج " ضيف الصباح " للقناة الأولى للإذاعة الوطنية، وجود اتصالات مع فرنسا لتفعيل عمل اللجان المشتركة حول الملفات العالقة المتمثلة في الأرشيف الوطني، ملف المفقودين ، التعويضات الخاصة بضحايا التفجيرات النووية في الجنوب الجزائري فضلا عن الملف الرابع المتعلق بجماجم شهداء المقاومة الوطنية. وفي هذا الصدد اعتبر الوزير أن ما تم استرجاعه من الجانب الفرنسي من الأرشيف الوطني المتواجد في فرنسا، لا يمثل سوى 2 بالمئة من الموروث التاريخي الوطني مشددا على التمسك بهذا المطلب الشعبي، وقال " لقد بقي 98 بالمائة من الأرشيف الوطني في فرنسا ونحن لن نتخلى عن هذا المطلب لأن الأمر يتعلق بقضية مبدئية وقضية شرف، وبأمانة ومن يتخلى عن ذلك فقد خان الجزائر والجزائريين كما خان عهد الشهداء، مضيفا، " إن عملية استرجاع الأرشيف صعبة ومعقدة للغاية من الجانب الفرنسي ونحن متمسكون بمواقفنا الثابتة" وبخصوص ملف استرجاع الأرشيف الوطني من الدول الشقيقة الصديقة عن طريق القنوات الديبلوماسية الممثلة للجزائر في الخارج أوضح ممثل الحكومة بأن هناك تنسيق بين وزارتي الخارجية والمجاهدين في هذا المجال وقد تم استرجاع أرشيف الجزائر من 12 دولة عربية وصديقة والعمل متواصل لاسترداد كل ما له علاقة بالثورة التحريرية من منطلق أن الأرشيف الوطني هو مطلب الشعب و مسؤولية الدولة. أما بخصوص الملفات ال 3 الأخرى والتي تتعلق بالمفقودين المقدر عددهم بألفي مفقود الذين قال أنه قد تم إحصاؤهم بمختلف الولايات منهم من كان في مراكز التعذيب ومراكز الشرطة ومن أخد عنوة من بيته إلى جانب ملف تعويضات التفجيرات النووية في الجنوب. وفيما يتعلق بقضية استرجاع جماجم الشهداء المقاومة الوطنية المتواجدة في فرنسا منذ أكثر من قرن ونصف من الزمن، أعلن الطيب زيتوني، عن وجود اتصالات مع الطرف الفرنسي لإعادة بعث مفاوضات اللجان المشتركة بين الجانبين عن طريق وزارة الخارجية والتي توقفت بمجيء الانتخابات الرئاسية الفرنسية مشيرا إلى مساعي مصالحه الوزارية لإحراز تقدم في هذه الملفات وتسطير برنامج محدد لعمل اللجان. وأثناء تطرقه للحديث عن المجهودات المبذولة في مجال كتابة التاريخ ثمن الوزير العمل الذي مازال متواصل حيث تم جمع وتسجيل آلاف الشهادات من أفواه صانعي الثورة، من أجل تبليغ التاريخ للأجيال القادمة وصون الرصيد الوطني. كما كشف في هذا الخصوص عن مسح شامل خلص إلى إحصاء 1273 مقبرة شهداء، 250 مربع للشهداء و 1449 مركز للتعذيب والتنكيل إبان الثورة التحريرية وآلاف المواقع التي شهدت معارك مع المستعمر الفرنسي وعملية الإحصاء لا تزال متواصلة لأرشفتها، كما تطرق وزير القطاع وفي إطار الترويج للتاريخ إلى تسليم 32 شريطا وثائقيا تاريخيا إلى مؤسسة التلفزيون الجزائري وإنجاز فيلمين للعقيد لطفي والبطل كريم بلقاسم و آخر هو في اللمسات الأخيرة للشهيد العربي بن مهيدي استخدمت فيه أحدث التقنيات السمعية البصرية ناهيك عن التفكير في إطلاق قناة تاريخية للذاكرة الوطنية.