أكد الأمين العام للمهندسين الزراعيين ابراهيم أكفال أن الأمطار التي تهاطلت في الأيام الأخيرة على عديد المناطق تبشر بالخير، وأن استمرارها لأسبوع آخر سيؤدي إلى تحقيق نتائج إيجابية بالنسبة للمحاصيل الكبرى، على غرار القمح والشعير وكذا أعلاف الحيوانات، التي تعتمد بالدرجة الأولى على تساقط الأمطار. وقال السيد ابراهيم أكفال في تصريح للنصر إن إنتاج الحبوب بصفة عامة في الجزائر ما يزال مرهونا بهطول الأمطار، لذلك فإن الكميات المتساقطة على ولايات، خاصة الشرقية منها التي عانت أكثر من حالة الجفاف التي ظهرت جليا من خلال تراجع نسبة امتلاء السدود، من شأنها أن تساعد الفلاحين على مباشرة الموسم الجديد في ظل ظروف أحسن، موضحا أن استمرار هطول الأمطار بنفس الكميات الحالية، أي في حدود 40 ملم ينبئ بموسم فلاحي ناجح، في انتظار ما ستجود به السماء خلال شهري مارس وأفريل القادمين، إذ تعتبر هذه المرحلة حاسمة بالنسبة لقطاع الفلاحة، نظرا لحاجة المحاصيل الزراعية إلى المياه خلال هذه الفترة استعدادا لمرحلة الجني، سيما بالنسبة للخضر والفواكه الموسمية، لضمان الوفرة وتزويد الأسواق بمختلف المنتجات الفلاحية وبنوعية جيدة، كما سيساعد المناطق المعروفة بتحقيق فائض في الإنتاج، من دفع وتيرة التصدير نحو الخارج، فضلا عن استقرار الأسعار. وبحسب المتحدث فإن امتلاء السدود والآبار بفضل تساقط الأمطار، يعد بدوره مؤشرا إيجابيا بالنسبة لقطاع الفلاحة، نظرا ارتباط العديد من المحاصيل على الري، خاصة ما تعلق بالمنتجات الفلاحية الأساسية، في مقدمتها البطاطا التي يعتمد عليها غذاء الجزائريين، كما يتوقف عليها مستوى أسعار باقي المواد الفلاحية، إذ كلما ارتفعت أسعارها ارتفعت أسعار باقي أنواع الخضر الأخرى، لذلك يعتبرها الفلاحون بمثابة أداة لضبط السوق. ونفى من جهته الناطق باسم الاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين عبد اللطيف ديلمي تأثر تأخر سقوط الأمطار عن موعدها على الفلاحين، موضحا أن معظمهم لم ينهوا بعد مرحلة الزرع، سواء بالنسبة للمساحات المخصصة لإنتاج الحبوب أو الخضر، مؤكدا أيضا أن كميات الأمطار المتساقطة لحد الآن جد مفيدة للقطاع، الذي عاش فترة من الجفاف في السنوات الأخيرة، وهي تبشر بالخير ومن شأنها أن تقضي على مخاوف الفلاحين وتحفزهم أكثر على العمل، على أمل أن تستمر في الفترات المقبلة بنفس الوتيرة، لاستدراك فترات الجفاف التي خصت مجمل المناطق. كما أكد الناطق باسم الجمعية الوطنية للتجار حاج الطاهر بولنوار أن الأمطار الأخيرة جد مناسبة للأشجار المثمرة وكذا للحبوب، من بينها القمح والشعير تحسبا لعملية الحصاد التي ستكون في فصل الربيع، فضلا عن امتلاء السدود المخصصة لعملية الري، لكنه أبدى خشيته من أن تؤثر تغير الأحوال الجوية على جني الخضر والفواكه الموسمية، بسبب إمكانية تعطل العملية نظرا لصعوبة إيجاد اليد العاملة المؤهلة التي يمكنها مقاومة كل الظروف للقيام بهذه المهمة، بغرض ضمان التزويد المنتظم للأسواق، لذلك يتوقع المصدر ارتفاعا طفيفا في الأسعار في حال استمرار تساقط الأمطار لأيام أخرى، كما أن تعطل جني المحاصيل الموسمية في الوقت المناسب يؤدي إلى تلفها، وأكد بولنوار في ذات السياق أن القطاع الفلاحي بلغ موسم جني المحاصيل الشتوية، التي من المرتقب أن تدخل الأسواق قريبا لتستقر الأسعار مجددا وتصبح في متناول عامة المواطنين. وطمأن المتحدث بتراجع أسعار البطاطا التي وصلت إلى أكثر من 70 دج للكيلوغرام، فور دخول المنتوج الجديد من ولاية مستغانم مع نهاية شهر نوفمبر الجاري، ثم وصول كميات معتبرة من نفس المادة من الصحراء في شهر ديسمبر المقبل، إلى جانب محاصيل أخرى من بينها الطماطم التي ستنخفض أسعارها بشكل ملحوظ بفضل ما ستوفره الولايات الجنوبية من بينها بسكرة والوادي من كميات لا بأس بها.