الحل ليس في المدرب الأجنبي والخضر قد يتراجعون أبدى المدرب الوطني السابق ناصر سنجاق بعض التحفظات بشأن لجوء الفاف إلى المدرب الأجنبي، معتبرا هذا الخيار ليس الحل للنهوض بمستوى المنتخب الوطني وإخراجه من سباته. وقال سنجاق للنصر في حوار هاتفي، إن خلاص الخضر يكمن في العودة إلى التكوين، وإزالة سياسة الإقصاء، مضيفا أن الساحة المحلية تزخر بالكفاءات والكوادر التي بإمكانها حمل المشعل، مبرزا انعكاسات قرار منح العارضة الفنية للبوسني حليلوزيتش، لأن ذلك سيؤدي برأيه بالخضر إلى التراجع خطوات إلى الخلف. *بعد تسلم مهامه مطلع الشهر الجاري. هل ترى حليلوزيتش الرجل المناسب لخلافة بن شيخة؟ دعني في البداية أقول لك، بأنني ضد فكرة اللجوء للخبرة الأجنبية، لأن الاعتماد على مدرب من خارج الوطن ليس الحل. فداء الكرة الجزائرية متشعب، والشفاء لن يكون إلا بأياد جزائرية. واعتقد بأن المسألة بسيطة، حيث فهمت فحوى رسالة الفاف غداة رحيل بن شيخة، وهي توقيع شهادة وفاة المدرب المحلي. فصراحة الخروج من النفق المظلم يتطلب دراسة معمقة، والابتعاد عن سياسة الترقيع التي مازالت في اعتقادي تعشعش في عقول البعض. المدرب الأجنبي ما عساه أن يفعل إذا كان غير ملم ومطلع بالشكل الكافي على واقع ما يدور حول المنتخب الوطني. فليس من المعقول جلب مدرب أجنبي من أجل البريتسيج رغم الأموال الضخمة التي قد تنجم عن انتدابه، وليس بمقدوره تقديم الإضافة المرجوة وتحقيق النقلة النوعية المنتظرة من قبل الجماهير الرياضية. *لكن لم تجبن على سؤالي هل أنت راض على حليلوزيتش أم لا؟ لا يا سيدي أنا لست ضد حليلوزيتش كخص، إنما لست موافقا على فكرة الاستنجاد بالمدرب الأجنبي من أصلها، لأن التجربة علمتنا بأن مستقبل المنتخب الوطني بين أيدي أبنائه. أما البوسني، فصراحة، لا أتصور بأنه بمقدوره إحداث الإقلاع، وإخراج الخضر من النفق المظلم، لأن المعادلة معقدة ومتشابكة، لا يمكن فك شفرتها بين عشية وضحاها، ووسط مناخ غير مستقر. وعليه، فإن مهمة حليلوزيتش لن تكون سهلة، وأخشى أن يعود منتخبا خطوات إلى الوراء. *لما هذا التشاؤم وما هي الحلول لتحقيق الإقلاع برأيك؟ لا لست متشائما، إنما حقيقة الميدان هي التي تتحدث على نفسها بنفسها. فمن منا لا يرغب في أن يكون منتخبنا في القمة؟ لكن يجب أن نتحدث بلغة المنطق بعيدا عن العاطفة. شخصيا، أرى بأن ثعالب الصحراء في خطر، ولا يمكن لمدرب من طينة حليلوزيش قلب الموازين وإحداث القطيعة. أتصور بأن دواء الكرة الجزائرية يكمن في ضرورة العودة إلى التكوين القاعدي والاعتماد على المنتوج المحلي لضمان مستقبل المنتخب الوطني. فكفانا إهدار أموال الدولة في وقت لم نجني الثمار التي حلت محلها المهازل والنكسات. *ما تعليقك على تراجع الخضر ب 10 مراكز إلى الوراء في ترتيب الفيفا؟ هي صورة حية تعكس التراجع المخيف للمنتخب الوطني. وأخشى أن نفقد مكانتنا ضمن ال 100 الأوائل بعد شهرين من الآن. فالمرتبة ال51 التي يحتلها الخضر، تجسد حالة الإفلاس، وتعد مؤشرا لسقوط حر "مبرمج" قد يجعلنا نتحسر على أيام الكرة الجزائرية تحت قيادة إطارات جزائرية بحلوها ومرها. *ماذا تنتظر من قريشي ضمن الطاقم الفني الوطني؟ نور الدين هو صديق حميم لي، وإذا ما تم فعلا تنصيبه مساعدا لحليلوزيتش، فسيجد بعض الصعوبات في التكيف مع أجواء المنتخب الوطني. لذلك عليه بالصبر، وحسن التعامل مع بعض العقليات. لكن هناك عاملا مهما يجعلني غير متحمس لنجاح العمل التكاملي و التنسيقي في الجهاز الفني الوطني وهي التداخل المنتظر في المهام وتقسيم المسؤوليات وعصبية المدرب البوسني، خاصة وأن الطاقم الفني حسب ما اطلعت عليه عبر وسائل الإعلام سيتشكل من 5 أو ستة أعضاء. *وهل ترى بأن التعداد الحالي يفي بالحاجة؟ الحديث عن تعداد الخضر يجر بنا إلى المطالبة بضرورة إحداث غربلة حقيقية في ظل بلوغ جل اللاعبين سيما المحترفين مرحلة التشبع. ففي نظري، يجب منح الفرصة لوجوه جديدة شابة متشبعة بالروح والمبادئ الوطنية، مع استبعاد العناصر التي لم تعد باستطاعتها تقديم الأكثر. بمعنى آخر أن هناك أزيد من 7 لاعبين محترفين لا مكانة لهم اليوم في المنتخب الوطني. فإذا أردنا تحقيق الإقلاع، والخروج من فترة الاضطرابات، يجب علينا مواجهة الواقع بشجاعة والابتعاد عن العاطفة والنجومية والأسماء. *أكيد بأن نكسة مراكش أثرت فيك كثيرا؟ كيف لا، وأنا كنت من أكثر المتأسفين والمتحسرين للخسارة القاسية للخضر. فلو عدنا إلى الوراء، يمكن لي أن أقول بأننا سهلنا المهمة للمغاربة من خلال تهاون اللاعبين وعجزهم عن تنظيم صفوفهم وتحمل مسؤولياتهم واللعب بالروح القتالية المعهودة. فالمنتخب المغربي كان متخوفا كثيرا قبل انطلاق اللقاء، ليجد نفسه أمام فريق بلا روح، منهار من شتى الجوانب. وهنا لا أحمل بن شيخة المسؤولية، بقدر ما يجب في نظري محاسبة اللاعبين. *لو طلب منك العمل إلى جانب حليلوزيتش هل أنت مستعد؟ سأكون معك صريحا لو قلت لك، بأنني غير مستعد في الظرف الحالي للعمل في الجهاز الفني مع البوسني لعدة اعتبارات لاداعي لذكرها اليوم. *ألا تعتقد بأن للدوري المحلي نصيب من المسؤولية في تراجع مستوى الخضر؟ بطولتنا أعتبرها من أضعف البطولات. فكيف بربك أن تبقى المنافسة جارية لحد الآن في عز الصيف، في وقت شرعت جل البلدان في التحضيرات للموسم الجديد. فالدوري الجزائري الذي سينتهي في 8 جويلية لم يقدم شيئا للخضر. وعلى الفرق، كما قلت العودة إلى التكوين وتحضير اللاعبين لطرق أبواب المنتخب الوطني والمساهمة في إنعاشه.