يواجه رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم ضغوطا كبيرة هذه الأيام بسبب منصب المدير الفني للمنتخب الوطني، حيث وجد نفسه يغرد لوحده خارج السرب باعتبار أن الجميع ضد فكرته القاضية بجلب مدرب أجنبي كبير، ولم يجد المساندة من أحد لتدعيم هذا الطرح لا من المسؤولين ولا من الشارع الرياضي، وشعر بأن الكل يحمله مسؤولية الكارثة التي وقعت للخضر في مراكش أمام المنتخب المغربي في وقت كان يظن أن ثورة الغضب لن تصله بعد التضحية بالمدرب بن شيخة، لكن العكس تماما هو الذي وقع، حيث كانت كل التصريحات تصب في خانة واحدة وهي استقالة رئيس الفاف ومكتبه. وجاء تصريح الوزير الأول أحمد أويحي ليتحقق روراوة من الأمر والدليل أنه وبعد ذلك مباشرة أعن عن اجتماع استثنائي سيعقد أوائل شهر جويلية القادم، ويؤكد الكثير من العارفين بشؤون الكرة أن هناك احتمال كبير جدا لإعلان روراوة عن استقالته من رئاسة الفاف بعدما فقد الدعم من المسؤولين ومن الشارع الرياضي أيضا، ويأتي هذا في وقت لا يزال متمسكا بفكرة المدرب الأجنبي مقابل مطالب حثيثة بإسناد العرضة الفنية لتقني محلي وهو الطرح الذي سانده الوزير الأول بقوة. سنجاق ينضم إلى صف المناهضين لطرح روراوة وفي خضم الأصوات المعادية لطرح رئيس الفاف والتي تنادي بضرورة تعيين تقني محلي على رأس العرضة الفنية للخضر، أكد المدرب السابق للمنتخب الوطني ناصر سنجاق أن التوجه لخيار المدرب الأجنبي ليس هو الحل المناسب، حيث قال أن الكرة الجزائرية لها تاريخ كبير والناس تنسى قول هذا للمدربين، إذ لا يجب، حسبه، اعتبار الجزائر بلدا يتعلم الكرة الآن فقط، لأن لديها مختصين كبار في المجال وجمهورا متطلبا جدا، واعتبر أيضا أن التعاقد مع مدرب أجنبي هوبمثابة حجرة في البناء يمكن أن يكون جيدا، وأشار إلى أنه من أجل جعل المدرب الأجنبي يأتي، يجب على السلطات دفع أموال طائلة وهوالأمر الذي لا يتفق معه لأنه يجب استثمار تلك الأموال في تكوين الشباب. وأضاف قائلا " إذا كان المنتخب لا يؤدي جيدا فهذا ليس بسبب المدرب الجزائري، فلم يكن ينبغي لمس التشكيلة ، صحيح أننا لم نكن نسجل الأهداف لكننا كنا نفوز بالمباريات، هذه التشكيلة يمكنها الذهاب لكأس العالم 2014، فلا يجب القيام بتعاقدات متسارعة ولا لزوم لها". فكرة مدرب عالمي قد لا تجد طريقها للتجسيد ومن جهة أخرى، فإنه يبدو أن روراوة لن يتمكن من تجسيد الوعد الذي قطعه على نفسه بعد استقالة بن شيخة بجلب مدرب أجنبي عالمي ويظهر ذلك في الأسماء التي وقع عليها اختيار لجنة دراسة الملفات والسير الذاتية التي يرأسها رئيس الرابطة الوطنية لكرة القدم محمد مشرارة، حيث أن لا أحدا من تلك الأسماء لديه صبغة عالمية وسجلا حافلا خاصة بعد استبعاد المدرب الإيطالي مارشيللو ليبي الذي يعتبر الوحيد الذي يستجيب للمواصفات التي اشترطها روراوة، كما أن هناك احتمالا كبيرا لتعيين البوسني حليلوزيتش على رأس الخضر وهوما يعتبره الأنصار هزيمة مسبقة لرئيس الفاف لأن هذا المدرب لا يحمل صفات التقني الكبير، وفي هذه الحال، فإنهم يعتقدون أن ما كان يتحدث عنه روراوة ما هو سوى ذر للرماد في العيون وإطلاق وعود لمجرد الإستهلاك الإعلامي وإبعاد الضغط عن محيطه. دعم جماهيري كبير لكلام الوزير الأول ولا تستبعد بعض الأطراف أن هناك مساعي فرنسية لدفع مسؤولي الفاف إلى اختيار مدرب له علاقة بالمدرسة الفرنسية خاصة وأن التشكيلة الحالية للمنتخب الوطني تتكون من لاعبين أغلبهم تكونوا في فرنسا وبالتالي فهم من خريجي هذه المدرسة، وتعتقد تلك الأطراف أن كلام الوزير الأول يمكن اعتباره كرد ضمني على تلك المحاولات لا سيما عن أكد أنه ينبغي الإعتماد على اللاعبين المحليين مع دعمهم بعنصرين أو ثلاثة من المحترفين مع تعيين مدرب محلي أيضا، وعندها يمكن القول أن لدينا منتخب وطني بأتم معنى الكلمة، وفي حال تحقيق نتائج إيجابية يكون النجاح جزائري خالص ويكف القائلين بأن فرنسا لديها منتخبين، في إشارة إلى الديوك والخضر، عن ترديد هذه العبارة التي كان يستعملها المنافسون كما حدث مع الفراعنة في عز الأزمة بين المنتخبين.