لم يفوّت اتحاد عنابة فرصة استضافة حامل الفانوس الأحمر، لتحقيق انتصار مكنه من قطع شوط معتبر نحو ضمان التاج الشتوي للموسم الثالث على التوالي. اللقاء لم يختلف منذ انطلاقته عن الحصص التدريبية بالنسبة لاتحاد عنابة، لأن وفاق القل اكتفى بتسجيل حضوره الميداني، مع التراجع كلية إلى الدفاع من أجل الخروج بأخف الأضرار الأمر الذي سهل مهمة الطلبة في بسط سيطرتهم المطلقة على مجريات اللعب، و قد كللت أولى الفرص الجادة بهدف السبق في الدقيقة 12، بعد عمل فردي قام به عريبي على الجهة اليسرى أنهاه بتمريرة ميليمترية إلى زميله طويل، الذي أسكن الكرة برأسية محكمة في شباك الحارس حركات مفجرا فرحة عارمة في المدرجات.. سيطرة العنابيين كادت أن تثمر بهدف ثان، بعد دقيقتين فقط لأن زياني كاد أن يضاعف النتيجة، لما وجد نفسه وجها لوجه مع حارس الوفاق، لكن براعة حركات أنقذت الدلافين. ريتم المقابلة انخفض بشكل ملحوظ مع مرور الدقائق، لأن لاعبي الاتحاد سقطوا في فخ السهولة مع الميول أكثر إلى اللعب الاستعراضي، الأمر الذي حال دون تسجيل فرص سانحة للتهديف، باستثناء المحاولة الوحيدة للعنابيين في الدقيقة الأخيرة من المرحلة الأولى، حيث أهدر بورقعة هدفا محققا، بعد تواجده أمام شباك شاغرة، إلا أنه فشل في التهديف على اعتبار أن قذفته اعتلت العارضة الأفقية بطريقة غريبة. و مع انطلاقة الشوط الثاني راهن المدرب مواسة على ورقة الشاب مصطفاوي كبديل لبورقعة، بحثا عن النجاعة الهجومية و هو الكوتشينغ الذي أتى بثماره بسرعة البرق، مادام أن الاتحاد قد نجح في مضاعفة النتيجة، بعد دقيقتين فقط من استئناف اللعب، إذ تمكن زياني من هز شباك الحارس حركات برأسية محكمة. باقي فترات اللقاء كانت شبيهة بحصة تدريبية، لأن اطمئنان العنابيين على النقاط جعلهم يستعرضون قدراتهم الفنية أمام منافس انتظر مدة 65 دقيقة، لصنع أول حملة هجومية جادة بقذفة البديل العمري، و التي أزعجت قليلا الحارس بن مالك في تدخله الساخن الوحيد في هذا اللقاء. الدقائق الأخيرة من المباراة عرفت إقحام مواسة لعنصرين شابين و هما مشايرية و بلهاني، لكن ذلك لم يغير في الوضع شيئا، حيث بقيت النتيجة على حالها و انتهى اللقاء بفوز منطقي و دون عناء للاتحاد وسط فرحة كبيرة لأنصاره، بعد مد خطوة عملاقة نحو التتويج باللقب الشتوي.