تلقيح 1600 طفل ضد "بوحمرون" والحصبة الألمانية بقسنطينة تعرف حملة تلقيح التلاميذ والأطفال ضد الحصبة والحصبة الألمانية، بولاية قسنطينة، إقبالا عاديا، عكس العام الفارط الذي شهد عزوفا، حيث تبدّد تخوّف الأولياء من إمكانية حصول مضاعفات، وأجرى أكثر من 1600 تلميذ التلقيح، إلى غاية أول أمس الأحد، حسب ما أفادت به مسؤولة مصلحة الوقاية بمديرية الصحة والسكان للولاية، ضمن حملة وطنية انطلقت الخميس الفارط لتمتد إلى غاية 7 جانفي القادم. ولم تسجل مؤسسات الصِّحة الموزعة عبر الولاية، وعددها 40 مركز تلقيح تضم 70 فرقة مختصة، أية «حالات غير عادية»، حتى الوقت الراهن، حسب ما ذكرته الدكتورة صغيرو فهيمة مسؤولة مصلحة الوقاية، مرجعة الإقبال المتوسط على التلقيح إلى تزامن الحملة مع بداية العطلة ورغبة الأولاد والأولياء في الركون إلى الراحة والاستمتاع، وخاصة الخروج من الولاية نحو وجهات أخرى، مؤكدة في هذا الصدد على إمكانية التطعيم حتى خارج قسنطينة، على اعتبار أن مصالح الصحة ب 48 ولاية إضافة للولايات المنتدبة لديها مراسلات وتنسيق لمعرفة كل ما يتعلق بالطفل الملقح، فيما سترفع التقارير في النهاية إلى الوزارة الوصية لتحديد الإحصائيات المرتبطة بالتلقيح ضد الحصبة بنوعيها، ضمن رزنامة وزارة الصحة. وتشمل عملية التلقيح التلاميذ المتمدرسين بالطور الابتدائي والمتوسط، بإجمالي قدر بأكثر من 187 ألف تلميذ، حيث خصصت لهم أقسام ضمن العيادات متعددة الخدمات، ومراكز حماية الأمومة والطفولة، حتى يسمح للأولياء الراغبين في تلقيح أطفالهم حديثي الولادة بإجراء التطعيم دون مشاكل، وتحاشي الضغط المنتظر بسبب الحملة الوطنية المخصصة للتلاميذ بالطور الابتدائي و المتوسط. كما تعمل المراكز طيلة أيام الأسبوع من السبت إلى الجمعة، ابتداء من التاسعة صباحا إلى غاية الرابعة مساء، وحتى يوم رأس السنة الميلادية، بتجنيد كافة الأطباء والمختصين لإنجاح العملية، حسب مسؤولة مصلحة الوقاية بالمديرية. و قال أولياء التقت بهم النصر أمس بمراكز تلقيح في وسط المدينة، إن الرغبة في وقاية الأبناء من المضاعفات الخطيرة للإصابة بالمرضين المذكورين، خاصة لدى المرأة الحامل، وإمكانية ولادة الطفل بتشوهات جراء الحصبة الألمانية، و كذا التأكيد على التوضيحات المقدمة من مختصي الصحة، جعل الإقبال مرتفعا مقارنة بالعام المنصرم، و هو إجراء اعتبروه وقائيا لمستقبل الأحفاد، كما طرحوا الكثير من الأسئلة والاستفسارات بخصوص المضاعفات المحتملة، خصوصا بعد المشاكل المسجلة العام الفارط. يذكر أن الحملة الأولى للتطعيم ضد الحصبة و الحصبة الألمانية التي نُظمت شهر مارس الفارط على مستوى المدارس، شهدت عزوفا بسبب مخاوف الأولياء، ما جعل الجهات المختصة توضح أن الأعراض الجانبية للقاح ليست سوى ردة فعل عادية للجهاز المناعي ضد أي جسم غريب يدخله، فيما تختلف حدتها من شخص إلى آخر، حيث تتمثل عادة في احمرار جلدي و ارتفاع طفيف في دراجة الحرارة و انتفاخ في موضع الحقن. و معروف أن الحصبة الألمانية مرض معدِ تتمثل أعراضه في السعال و الحمى و آلام المفاصل و احمرار الجلد، و تكمن خطورته، استنادا للمختصين، في احتمال انتقاله إلى النساء في أشهرهن الأولى من الحمل، ما يجعلهن عرضة للإجهاض أو إنجاب جنين ميت أو مصاب بتشوهات، أما أعراض الحصبة أو "البوحمرون" فتشمل غالبا الحمى الشديدة و الطفح الجلدي، و يمكن أن تؤدي إلى وفاة الطفل.