انطلقت ليلة أول أمس فعاليات مهرجان تيمقاد الدولي بباتنة في طبعته 33 على ركح المسرح الجديد الذي يحتضن هذه الطبعة للمرة الثانية منذ إنشائه بعد طبعة السنة الماضية التي أقيمت عليه، واعتلى المسرح الجديد في الليلة الافتتاحية كوكبة من الفنانين الجزائريين المعروفين على رأسهم الشاب مامي الذي دشن عودته للغناء وإحياء الحفلات بقوة من تيمقاد وكان نجم السهرة. حيث بدا جليا تعطش الجمهور لإطلالته المجددة وانتظره إلى ساعة متأخرة من الليل بعد أن تداول على الركح مجموعة من الفنانين أمتعت هي الأخرى جمهور مسرح تاموقادي الذي توافد بقوة على المدرجات التي غصت به واستمتع بباقة منوعة من مختلف الطبوع الغنائية الجزائرية البحتة ،حيث كانت البداية مع فرقة الرفاعة المحلية للرحابة التي اعتادت الظهور في كل طبعة على جمهور تيمقاد بأدائها لأغاني من التراث الشاوي على وقع الناي والبندير مثل “خير سلطان” “ستة فرنك أدورو متى هييذ”و”لسود مقروني” وهي الأغاني التي أرقصت الجمهور، ثم تعاقب على خشبة مسرح الهواء الطلق الجديد الفنان محمد لعراف الذي أدى بدوره طابعا تراثيا آخر من عمق الجزائر تمثل في الطابع الصحراوي ونال قصيد “حيزية” إعجاب الجمهور الذي ظل يتفاعل مع كل الطبوع الغنائية التي تداولت على الركح من طرف الفنانين ،ومن بين هذه الطبوع التي تفاعل معها بقوة أيضا الطابع القبائلي من أداء الفنان ماسي الذي أدى كوكتالا قبائليا من ألبوماته القديمة وألبومه الجديد كأغنية “كل شيئ نورمال” وبعد الفنان ماسي جاء الدور للفنان محمد لعماري الذي لطالما غنى للوطن وهي الأغاني التي قدمها للجمهور والتي حركت مشاعر الوطنية فيه حيث وقف عند الساعة منتصف الليل ليردد النشيد الوطني الذي عزف بالمسرح لتزامن انطلاق المهرجان هذه السنة مع ذكرى عيد الاستقلال والشباب وبعد ذلك مباشرة دخل ابن الأوراس الفنان حسان دادي الذي أعطى جرعة أخرى زائدة للجمهور حيث استطاع أن يبعث فيه الحركة بعد أن تجاوب مع الأغاني التي أداها و راح يرددها معه الجمهور مثل “علاش علاش تعاديني” “هاها سراح”، “فرسان الخيل” ولم يشأ حسان دادي تفويت مشاركته ليتذكر صديقه المرحوم كاتشو حيث أدى أغنية غناها الفقيد وهي “همي همي” ليغادر بعدها ويفسح المجال لأمير الراي الشاب مامي الذي كان مسك ختام الليلة الافتتاحية حيث تعالت الهتافات باسمه من طرف الجمهور الذي لم يبرح مكانه رغم تأخر الوقت إلى ساعة قارب فيها بزوغ الفجر وأمتع خلال هذه السهرة مامي جمهوره بمجموعة من أغانيه المعروفة التي أداها نزولا عند رغبات الجماهير على غرار أغنية “أيازواو”،”شطن خاطري نص الليل”،”مالي مالي” و”بلادي” وكانت أغنية “فاطمة” آخر ما ختم به الشاب مامي حفل الافتتاح ليغادر تحت تصفيقات الجماهير.