إضرام النيران وغلق للطرقات في احتجاجات متفرقة شهدت ولاية المسيلة نهاية أسبوع مضطربة بسبب احتجاج العديد من المواطنين بمناطق متفرقة بقطع الطرقات وإضرام النيران في بعض المرافق لأسباب تتعلق بالسكن والبطالة ومطالب أخرى. قام نهاية الاسبوع المنقضي العشرات من سكان قرية بياضة ببلدية أولاد ماضي بولاية المسيلة على غلق الطريق الوطني (45) المؤدي الى بوسعادة أمام حركة السير بواسطة العجلات المطاطية التي أشعلوا فيها النيران والحجارة والمتاريس ما خلق اضطرابا على مستوى ذات الطريق التي تعرف حركة كثيفة للمركبات خاصة وأن الحركة الاحتجاجية هذه تزامنت وتنظيم السوق الاسبوعي للبلدية أين يتم بيع المركبات من جميع الأصناف ويقصده المواطنون من ولايات عديدة. السكان المحتجون توجهوا منذ الساعات الاولى للصبيحة الى الطريق الوطني المذكور وقاموا بغلقه مطالبين بضرورة إنصافهم ورفع الغبن بمنحهم حقهم من المشاريع التنموية لاسيما ربطهم بمشروع غاز المدينة الذي قالوا أنهم حرموا منه رغم مروره بالقرب من موقع القرية فيما استفادت على حد تعبيرهم منه باقي قرى البلدية. كما قام مجهولون منتصف نهار أول أمس بحي الكوس على إضرام النار في أنابيب وقنوات بلاستيكية بحظيرة تابعة لمؤسسة خاصة مكلفة بإنجاز مشروع حماية مدينة المسيلة من الفيضانات. حيث سارع أعوان الاطفاء الى إخمادها وتجنيب الحي كارثة حقيقية بعد إنقاذ عشرات الأنانيب من الحجمين الكبير والمتوسط من أن ألسنة اللهب وفيما ذكرت مصالح أمن الولاية أن التحقيقات لاتزال جارية لتحديد هوية الفاعلين ربطت مصادر أخرى هذا الفعل الإجرامي بالاحتجاج الذي شهده محيط مقري البلدية والدائرة اللذين لايبعدان الا بأمتار قليلة عن الحظيرة طيلة نهار أول أمس من قبل عشرات المواطنين المقصيين من قائمة السكن الاجتماعي الإيجاري التي تم نشرها الأربعاء الماضي والخاصة بحصة 780 وحدة سكنية. وكانت قائمة السكن سببا في خروج سكن حي لاروكات بالمدخل الشرقي لمدينة المسيلة بغلق الطريق الرئيسية المؤدية الى بلديات وولايات الجهات الشرقية بالمتاريس والحجارة والعجلات المطاطية التي أضرموا فيها النيران ما أدى الى عرقلة حركة السير لمدة فاقت (03) ساعات من الزمن. المحتجون رفعوا جملة من المطالب الاجتماعية أوجزوها على حد قولهم في حرمان الكثير من قائمة السكن الأخيرة التي أفرج عنها مؤخرا بالاضافة الى استمرار تجاهل مختلف إنشغالاتهم المتعلقة بغياب المرافق العمومية التي لم تجد السلطات المحلية حلا لها ومن بينها عيادة طبية، مكتب بريد وكذا فرع بلدي لأزيد من (30) ألف نسمة وهو العدد الاجمالي لسكان لاروكات. ناهيك عن ظاهرة الاكتظاظ بالمتوسطة والثانوية الوحيدتين وهو الإشكال الذي لاتزال الجهات المعنية تتماطل في حله رغم إبداء أحد الخواص استعداده لبيع قطع أرضية لفائدة البلدية قصد تخصيصها لإنجاز مرافق عمومية في ظل عدم وجود حلول أخرى للقضاء على مشكل غياب الأوعية العقارية بالحي. هذا وقد تمكن ممثلو جمعية الحي من تخفيف حدة الغضب والاستياء وسط المحتجين وإنهائه. وفي حدود منتصف نهار أول امس قام شخص في الأربعينيات من العمر يعاني من مشاكل تتعلق بالبطالة والسكن على حرق مكتب الانتخابات ببلدية سيدي عيسى بولاية المسيلة. ذات الشخص استغل فترة غياب أعوان الأمن والحراسة ليتسلل الى داخل مقر البلدية وتحديدا الى مكتب الانتخابات وبحوزته قارورة بنزين ليقوم بإضرام النار داخلها حيث تمكن عدد من الموظفين والعمال من إخماد النيران والحيلولة دون وصولها الى باقي المكاتب. فيما ألقت عناصر أمن الدائرة القبض على الفاعل. أما مساء الاربعاء فقد أغلق عدد من سكان حي 40 مسكنا ببلدية برهوم على قطع الطريق الوطني رقم 40 بالحجارة والمتاريس والعجلات المحروقة احتجاجا على مقتل الطفلة (ج س) البالغة من العمر 12 سنة مساء أول أمس في حادث سير بعد أن صدمتها سيارة بالقرب من حي بوضياف كانت تسير بسرعة فائقة. وقد طالب المحتجون بضرورة إقامة الممهلات على مستوى ذات الطريق التي أصبحت تشهد وقوع حوادث جسمانية ومميتة في كل مرة بسبب تهور أصحاب المركبات واعتمادهم السرعة الفائقة رغم مرورهم وسط الأحياء السكنية. هذا وكانت السلطات المحلية وممثلون عن أعيان المنطقة سارعوا الى عين المكان وتمكنوا من إقناع المحتجين بالعدول عن موقفهم الاحتجاجي خاصة بعد أن شرعت المصالح التقنية في إقامة الممهلات بنفس الطريق في الفترة المسائية.