«الهلال لم يعد عبئا على الخزينة العمومية» اختتمت يوم أمس، أشغال الجمعية العامة الانتخابية العادية، للهلال الأحمر الجزائري، بتجديد الثقة في سعيدة بن حبيلس وانتخابها على رأس هذه الجمعية الانسانية التطوعية لعهدة ثانية تمتد إلى غاية سنة 2022. كما تمت المصادقة على التقريرين المالي والأدبي، و إثراء القانون الأساسي والمخطط الاستراتيجي، لتختتم الأشغال التي تواصلت على مدار يومين منذ يوم أمس الأول الخميس، بانتخاب الأعضاء وتنصيب مجلس الإدارة في اليوم الثاني من أشغال الجمعية العامة التي جرت بفندق بني حماد بولاية برج بوعريريج. واعتبرت سعيدة بن حبيلس في تصريحات إعلامية، عقب انتخابها على رأس الهلال الأحمر الجزائري، أن السلطات الجزائرية كانت سندا قويا للهلال، في بلد يعد التعاون والتضامن من سماته وتقاليده، التي انعكست على السلطات باعتماد سياسة تضامنية في مجال العمل الإنساني تستمد جذورها من ثقافة الشعب. و قالت بن حبيلس أن الهلال الأحمر الجزائري، لم يتحصل و لو على سنتيم من خزينة الدولة، خلال عهدتها السابقة لاعتماده على استراتيجية جديدة في تحصيل المداخيل الموجهة للإعانات، و كذا لتأطير وتنظيم الملتقيات والجمعيات الخاصة بالأمور التنظيمية، مشيرة إلى أن هذه الجهود أثمرت عديد المزايا، بما فيها تجنب الحصول على الإعانات من خزينة الدولة، مؤكدة على أن «الهلال لم يعد عبئا على خزينة الدولة»، واستشهدت بكيفية انعقاد الجمعية الانتخابية بمشاركة أزيد من 250 مشاركا من مختلف ولايات الوطن والضيوف الأجانب، بتمويل من قبل مؤسسات خاصة، و مجمع كوندور الذي عقد اتفاقية لتمويل نشاطات الهلال خلال السنتين القادمتين، عكس ما كان عليه الحال سابقا، أين كانت مثل هذه الجمعيات تنظم بتمويل من الخزينة العمومية . واعتبرت بن حبيلس أن إقامة الجمعية العامة بعد أربع سنوات بالضبط ووفقا لأجندة دقيقة، دليل على احترام القوانين والعمل بشفافية وسط هذه الهيئة الانسانية، التي أصبحت أكثر تأطيرا بحسبها، مشيرة إلى أن ثقافة التضامن أعطت ثمارها، بعد رفع التحدي لتكملة مجهودات الدولة، وذلك في سياق مواصلة بناء و تطوير سبل العمل الإنساني والتضامني بالجزائر التي لها تقاليد عريقة في هذا الجانب، مستدلة بالحادثة التاريخية التي اعترف بها العالم، والمثمثلة في الموقف التاريخي والإنساني للأمير عبد القادر سنة 1862 بدمشق، أين عرض نفسه للموت دفاعا عن مسيحيين. و تمت خلال هذه الجمعية المصادقة على التقريرين المالي و الأدبي، وتشكيل أربع لجان عملت على إثراء القانون الأساسي و النظام الداخلي ووضع خريطة طريق للأفاق المستقبلية، وأكدت في هذا الجانب، بن حبيلس على أن الأشغال لم تنطلق من لا شيء بل كانت فيه تحضيرات استمرت منذ مدة تزيد عن ال6 أشهر، لإثراء القانون الأساسي، مؤكدة على أن المشاريع المقدمة للجان ما هي سوى لبنة و نتيجة الأشغال القائمة والمتواصلة . في سياق متصل عرفت أشغال الجمعية العامة الانتخابية، حسب رئيسها الذي أعلن عن تزكية بن حبيلس لعهدة ثانية بالأغلبية، حضور حوالي 94 بالمائة من العدد الإجمالي لأعضاء الجمعية العامة، التي خلصت إلى المصادقة على القانون الأساسي للهلال الأحمر وإثراء المخطط الاستراتيجي، ليتم انتخاب أعضاء وتنصيب مجلس الإدارة، بحضور ضيوف أجانب تتقدمهم كاترين جوندار رئيسة بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالجزائر، و السيد صلاح بن حمد رئيس اللجنة العربية للهلال الأحمر، و حمدي بوخاري ممثل عن الهيئة السامية للاجئين، و رئيسة بعثة الصليب الأحمر الاسباني بالجزائر، وممثل برنامج الغذاء العالمي بالجزائر، و السيد يحي بوحبيني رئيس الهلال الأحمر بالصحراء الغربية وممثلين عن هيئات ومنظمات دولية تنشط في مجال الإغاثة خلال فترات الطوارئ و تقديم المساعدات الانسانية والعمل التضامني. وأبدت على هامش أشغال الدورة، كاترين جوندار رئيسة بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالجزائر، أن حضورها يعد دعما لجهود الهلال الأحمر الجزائري ورئيسته سعيدة بن حبيلس، باعتباره شريكا أساسيا، في العديد من النشاطات الإنسانية و التضامنية، وكدفع لجهود الإغاثة العالمية، للتكفل باللاجئين و ضحايا الكوارث والتنسيق الدولي بما يتماشى مع جهود الهيئة العالمية للصليب الأحمر والهلال الأحمر الجزائري، فضلا عن التنسيق في تقديم المساعدات واغاثة المحتاجين في حالات الطوارئ، مستدلة بالتنسيق بين الهيئتين في العديد من المناسبات.