الخضر في خطر وهجرة النجوم نحو الخليج أخطر قائمة ال 33 لتربص فرنسا لم يضبطها حليلوزيتش - أبدى اللاعب الدولي السابق والمدرب الحالي لشبيبة القبائل موسى صايب تشاؤما كبيرا بشأن مستقبل المنتخب الوطني الذي لا يستبعد مواصلة سقوطه الحر لسنوات أخرى إلى حين اعتماد سياسة مغايرة وواضحة المعالم والخروج من دائرة الترقيع وتكريس الاستقرار، معتبرا في حوار حصري أجرته معه النصر بباتنة على هامش تربص المدربين الاستنجاد بالخبرة الأجنبية ليس الحل للنهوض بمستوى الكرة الجزائرية، بقدر ما يعد وسيلة لامتصاص الغضب الجماهيري وجرعة أوكسجين للتنفس ليس إلا. وقال صايب أنه علينا أن نرى الحقيقة ولا نقفز عليها، مبرزا حالة الاحتضار التي يعرفها الخضر، وجسدها كما أضاف تراجعهم المخيف، ودخولهم المنافسة الدولية في كل مرة باحتشام وفي غياب أدنى ثقة. كما تحدث مدرب الكناري عن قائمة ال33 المعنية بتربص فرنسا، والتي لم يضبطها برأيه حليلوزيتش، إلى جانب نقاط ومحطات أخرى منها هجرة أبرز محترفي الأفناك نحو منطقة الخليج العربي وانعكاساتها على مشوارهم الدولي. *ما هو تشخيصك لحالة المنتخب الوطني بعد نكسة مراكش؟ هو وضع كارثي وحالة إحباط كبرى تعكس تراجع الخضر، وإفلاس سياسة لم تعد ناجعة. فأعتقد بأن المنتخب الوطني قد دخل مرحلة خطيرة من مساره، الخروج منها يتطلب إعادة النظر في العديد من الجوانب، ومراجعة الكثير من الأمور التنظيمية منها والتسييرية. فخرجة مراكش كشفت المستور في نظري ، ووضعت المنتخب الوطني في حجمه الحقيقي بكل ما حمل من سلبيات ونقائص، ما يجعلنا نجزم بأن الأفناك في خطر، وسقوطهم الحر مرشح لأن يتواصل لسنوات أخرى، إذا ما لم يسارع رواد كرتنا إلى إيجاد الحلول والتخلص من بعض العادات التي كثيرا ما أضرت بكرتنا. *برأيك ماذا تتطلب عودة المنتخب الوطني إلى مكانته الحقيقية؟ أعتقد أن المسألة بسيطة. فخلاص الكرة الجزائرية يكمن في العودة إلى التكوين والاعتماد على المنتوج المحلي من خلال التكفل بالأندية ومنحها الإمكانيات اللازمة، والابتعاد عن سياسة التغليط والإقصاء. فالجيل الحالي من اللاعبين سيما المحترفين انتهت مدة صلاحيته، علينا التفكير في البدائل والبحث عن الخلف إن أردنا إعادة هيبة المنتخب الوطني الذي فقد في تصوري كل مقوماته وصار يبحث عن نفسه رغم التكفل المفرط الذي يحظى به من قبل الجهات الوصية، مثلما حدث قبل مباراة المغرب أين أقام الخضر تربصا "أبيض" بإسبانيا كلف خزينة الدولة قرابة الأربعة ملايير، ليعودوا يجرون أذيال الخيبة برباعية لو حدثت في دولة أوروبية لتم حل كامل المنتخب بجميع مكوناته وإحالتهم على لجنة المحاسبة. *وهل تعتقد بأن اللجوء للخبرة الأجنبية يعد الحل الأنسب؟ كما سبق وأن ذكرت، الاستنجاد بالكفاءات الأجنبية ليس الحل في ظل وجود نقائص كثيرة وسلبيات في مجال التسيير. فإذا كان العود أعوج كيف للظل أن يستقيم. ثم ماذا بوسع التقني الأجنبي تقديمه للمنتخب الوطني وهو يجهل كل شيء عن خبايا الكرة الجزائرية. لذلك أرى أن همه الأول هو إثراء بطاقة زيارته على حساب الكرة الجزائرية، وجمع المال لا غير. *ماذا تنتظر من البوسني حليلوزيتش؟ شخصيا لا أنتظر منه الشيء الكثير، ولو أن المنطق يقول بأن الزمن هو الذي سيحكم عليه أو ضده من خلال نجاحه أو فشله في عمله. وبين هذا وذاك، أقول بأن الأهداف التي سطرها مع الفاف (كان 2013 ومونديال 2014) لا تتماشى مع تطلعات الأنصار، لأن إسقاط "كان 2012" من أجندته يعد خطأ جسيما باعتبار أننا حسابيا ما زلنا في السباق. وهو ما اعتبره بمثابة استسلام مسبق وتشاؤم غير معلن لرواد كرتنا. *كنت من الأسماء المرشحة لمساعدة الناخب الوطني قبل تعيين قريشي كيف ترى هذا الاختيار؟ صراحة لم أتلق أي رد رسمي، ولو أنني غير متحمس لهذا المنصب الذي لا يهمني كثيرا كوني مرتاح في شبيبة القبائل ولا أرغب في العمل وسط ظروف لا تسمح لي بالتعبير عن كافة طاقاتي. وعليه فإن الوصاية اختارت قريشي ربما رأت فيه الرجل المناسب لضمان العمل التكاملي في الجهاز الفني. *غي رو اعتبرك الأنسب لتولي هذا المنصب هل هو اعتراف بمؤهلاتك أم مجاملة؟ هذا أمر يشرفني كثيرا، ويعكس المكانة التي أحظى بها في فريق أوكسير الذي لعبت في صفوفه لمدة ستة مواسم. فالمدرب غي رو يعي ما يقول لأنه يدرك مدى قيمة صايب وقدرته على حمل المشعل، حتى وإن تمنيت لو جاء هذا التشريف والاعتراف من جهات جزائرية ومسؤولي الكرة ببلادنا، فهي ليست مجاملة بل اعتراف من تقني عالمي معروف. *ما هي قراءتك لقائمة ال33 للخضر المعنية بتربص فرنسا؟ دعني أقول لك وأنا مسؤول على كلامي، بأن هذه القائمة تم ضبطها في الكواليس دون استشارة الناخب الوطني حليلوزيتش الذي اطلع عليها عبر وسائل الإعلام. وهو أمر خطير لأنه يعكس بقاء رواسب الماضي، وسياسة المحاباة و"السوسيال" التي أضرت كرة القدم الجزائرية في سالف الأعوام. فكيف بالمجموعة التي تبنت القائمة إقصاء اسم حسين مترف رغم إقدامها على رد الاعتبار لكل المبعدين والمصابين ومنحهم فرصة إضافية لحمل الألوان الوطنية. فمترف سبق وأن لعب مع الخضر ويعد أحسن لاعب في الدوري المحلي، وأكثر من ذلك يملك مؤهلات وقدرات فنية لا يستهان بها، ومع كل هذا يجد نفسه خارج الحسابات، في وقت وجهت الدعوة لعناصر لم تداعب الكرة منذ شهور. هذا ما يجعلني أجزم بأن القائمة تم ضبطها وفق جملة من المعطيات، حتى لا أقول تصفية حسابات، وكل من شارك في اختيار اللاعبين لا يفقه في نظري كرة القدم. *هل أنت متفائل بمستقبل ثعالب الصحراء؟ في مثل هذه الظروف، لست متفائلا ما دامت سياسة الترقيع سيدة الموقف. وما جعلني لم أعد أثق في قدرة الفريق الحالي على تحقيق الوثبة النوعية المنتظرة والخروج من عنق الزجاجة بتركيبته الحالية ، تشاؤم المسؤولين والجهات الوصية الذين وضعوا جانبا تصفيات "كان 2012" عوض التفكير فيها، ما دامت حظوظنا حسابيا ما زالت قائمة. كما أن غياب تصورات مستقبلية واضحة وآفاق واعدة، عوامل لا تسمح بالتطلع للخروج من الحلقة المفرغة التي دخلها الخضر. *كيف تفسر ظاهرة هجرة ركائز المنتخب الوطني نحو الخليج؟ أمر خطير جدا يحمل في طياته الكثير من الدلالات. فالنزوح المتواصل لأبرز المحترفين صوب دوري نجوم قطر وحتى إلى السعودية يمكن ربطه بنهاية مشوار جيل العشرية الأخيرة للأفناك. فتأسفت كثيرا لتنقل مغني وزياني إلى قطر وكذا عنتر يحيى إلى السعودية، حيث تمنيت بقاءهم في القارة العجوز ولو في دوري الدرجة الثانية، لأن وجهتهم الجديدة سترهن في اعتقادي مشوارهم الدولي بنسبة كبيرة. شخصيا أتساءل كيف ولماذا هاجر لاعب لا يتعد عمره 28 ربيعا أوروبا نحو الخليج؟ الجانب المالي ليس وحده السبب في بروز هذه الظاهرة، بقدر ما هي مؤشرات توحي ببداية نهاية أفول نجم ركائز الخضر، ما يتطلب التفكير والإسراع في البحث عن الخلف، خاصة وأن حقيقة الميدان أكدت أن الساحة الكروية الجزائرية باتت تفتقر في الوقت الراهن للاعبين يمكن اللجوء إليهم عند الضرورة. *ماذا تنتظر من تجربتك الجديدة مع شبيبة القبائل في ظل دخول الاحتراف موسمه الثاني؟ أنا لست غريبا على الكناري بعد حملت ألوانه في سنوات خلت وأشرفت على عارضته الفنية ونلت معه ألقابا. لذلك أنتظر تحقيق النقلة المنتظرة، والأخذ بيد الفريق نحو الواجهة من خلال محاولة التتويج بلقب الموسم القادم، فيما اعتبر المنافسة القارية في المقام الثاني. أما الاحتراف، وبحكم تجربتي في أوكسير بفرنسا لمدة ست سنوات يمكن أن أقول بأنه ما زال في خطواته الأولى ببلادنا، ويجب علينا انتظار عشرية من الزمن للحديث عن الاحتراف، أمام غياب الإمكانيات الضرورية والتهميش الصارخ للفئات الصغرى، ونقص الهياكل الرياضية والتكفل بمشاكل الفرق وانشغالاتها. فالاحتراف بالجزائر لا وجود له سوى على الورق.