وجه المدرب الوطني الجديد، الفرانكو بوسني وحيد حليلوزيتش، رسالته للأطراف التي طالما كانت تتدخل في مهام مدربين سابقين تداولوا على قيادة الخضر، حيث حدد موقفه وقال إن القرار الأول والأخير في تسيير أمور المنتخب خاصة التقنية منها يعود إليه، بعد أن منحه رئيس الاتحادية الجزائرية محمد روراوة الورقة البيضاء لم تغرني أموال الفاف وهدفي إعادة ترتيب بيت الخضر أعرب خليفة المدرب السابق عبد الحق بن شيخة، في أول لقاء له مع الصحافة أمس بمركز الصحافة التابع للمركب الأولمبي محمد بوضياف، أنه مستعد لتحمل كامل المسؤولية خلال فترة تواجده على رأس الخضر، وذلك بداية من صبيحة الأمس، إثر توقيعه بمقر الفاف لعقد يدوم إلى غاية 2014، كما أكد أنه سيحاول إعادة بناء بيت الفريق الوطني، الأمر الذي بات يقلق أنصار الخضر، لأنهم أصبحوا يريدون مدربا صاحب شخصية قوية ولديه ثقة في قدراته، ينعش آمالهم في استرجاع نغمة الفرحة، بعد السقوط الحر الذي شهده المنتخب الوطني في الآونة الأخيرة. وفي الوقت ذاته اعتبر المدرب البوسني أنه قدم في مرحلة حرجة عانى فيها الفريق الوطني من مشكلة نتائج، كانت آخرها تلقيه خسارة نكراء بمراكش أمام المنتخب الوطني، قلصت حظوظه بنسبة كبيرة في قطع تأشيرة التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا 2012 بالغابون وغينيا الإستوائية، وفي هذا الشأن قال المدرب السابق لنادي باريس سان جرمان إن ”التأهل إلى كان 2012 بات شبه مستحيل، لكننا سنحاول تحقيق الفوز أمام تنزانيا وجمهورية إفريقيا الوسطى”، مشيرا إلى أنه يحتاج للوقت الكافي لأخذ نظرة كافية عن التشكيلة الوطنية قبل الحديث عن أي إجراءات أو تغييرات على مستوى الفريق الوطني. ”التغيير في الطاقم الفني مؤجل إلى شهر ديسمبر” أول نقطة تطرق إليها المدرب البوسني، بعد اجتماعه بالطواقم الإدارية الفنية والطبية، تمثلت في أنه أبقى على كل التعداد ودون قيامه بأي تغييرات، موضحا بأنه حاليا لا يعرف أي أحد باستثناء مدربه المساعد نور الدين قريشي الدولي الجزائري السابق ومواطنه سيريل لوموان المحضر البدني الذي سبق له أن اشتغل معه، موضحا أنه سيبقي على ثنائي تدريب الحراس كاوة وبلحاجي إلى غاية شهر ديسمبر الماضي، قبل اتخاذه أي قرارات جديدة تمس الطاقم الفني، وذلك طبعا إلى جانب طبيب المنتخب الوطني حكيم شلبي، الذي يعد أحد معارفه، الذي سبق وأن عمل إلى جانبه في النادي الباريسي. ”المدرب المحلي المساعد يجب أن يكون دوليا سابقا ولاعبا في الوسط أو الهجوم” وعما تحدث عنه مؤخرا نائب رئيس الفاف والمسؤول الأول عن الرابطة الوطنية محمد مشرارة حول انضمام مدرب محلي كمساعد ثان للناخب الوطني حليلوزيتش، أجاب الأخير أن أسماء ستعرض عليه من قبل مسؤولي الاتحادية، لكنه أكد أنه بحاجة إلى مدرب ودولي وطني سابق، كان ينشط في منصب وسط الميدان أو الهجوم، باعتبار أن قريشي كان مدافعا في السابق مع المنتخب الوطني، وربما أن المساعد المحلي سيكون أحد الأسماء التي تداولتها وسائل الإعلام الوطنية في المدة الأخيرة على غرار جمال مناد المدرب السابق لشبيبة بجاية أو مزيان إيغيل مدرب أولمبي الشلف حاليا. ”شاهدت مباراة مراكش وسجلت نقاطا سلبية كثيرة عن مستوى الخضر” وفسر حليلوزيتش حديثه بأن مشاهدته لشريط مباراة المغرب أمس فور وصوله إلى مقر الفاف، جعلته يأخذ نقاطا كثيرة، منها عجز الهجوم وفشله في الوصول إلى الشباك، وهو المثال الذي ضربه المدرب الوطني، في إشارة منه إلى العمل الجبار الذي ينتظره مستقبلا، لإيجاد الحلول اللازمة، لإعادة الخضر إلى الطريق الصحيح، قائلا أيضا ”لقد سجلت الجزائر هدفا واحدا في 5 مباريات، وهذا مشكل لا يمكن حله في ظرف قصير، ناهيك أيضا أنها تلقت 12 هدفا في نفس الظرف وهو أمر يحتاج إلى وصفة خاصة للنهوض بهذا المنتخب”، كما كشف المدرب السابق لمنتخب كوت ديفوار أنه بصدد أخذ معلومات من طرف أعضاء الطاقم الفني، باعتبار أن لديهم فكرة عن المنتخب واللاعبين، بحكم خبرتهم وتجربتهم السابقة. ”أتشوق لخوض تجربة.. والضغوطات ينتج عنها العمل الجيد دون شك” بالمقابل أعلن المدرب البوسني عن شوقه لخوض تجربة جديدة، معربا أنه مستعد لتحمل كل الضغوطات، حتى أنه اعتبرها جزءا من نجاح مهام المدرب، قائلا إن ”الضغط الذي يمارس على المدرب، يتحول إلى إيجابيات، فالعمل الجيد ينتج عن الضغط وهو ما أود أن أصل إليه على رأس الفريق الجزائري”، مضيفا أنه على دراية بطابع الأنصار الجزائريين، وتعلقهم الكبير بمنتخب بلادهم، مؤكدا في ذات الوقت أنه سيسهر على إعادة تنظيم بيت الخضر واسترجاع نغمة الانتصار، بالرغم من إدراكه أيضا لصعوبة المأمورية التي تنتظره. وأكد حليلوزيتش أن قدومه للجزائر ليس من أجل جمع المال، قائلا في رده على سؤال حول قيمة ما يتقاضاه شهريا، على خلفية الأرقام التي تم تداولها من قبل ”لم يجلبني المال إلى الجزائر، وإنما رغبتي لخوض تجربة جديدة رغم أني غامرت باتخاذي هذا القرار نوعا ما”. وتجدر الإشارة إلى أن ممولي المنتخب الوطني هم من تكفلوا بدفع أجرة المدرب الوطني الجديد. ”لا مكانة للنجوم في فريقي والأحسن فوق الميدان أحق بالمكانة الأساسية” وعن طريقة عمله، أوضح حليلوزيتش أنه سيكلف مساعديه لمتابعة أخبار اللاعبين في الخارج وفي الجزائر، معربا عن أنه سيكون في صفة المهاجر دائما، يوما في الجزائر لمعاينة لاعبي البطولة المحترفة الأولى وآخر في الخارج لمتابعة أخبار المحترفين خارج الجزائر، باعتبار أن أغلب لاعبي المنتخب من المحترفين، مضيفا أنه سيعتمد أيضا على مناجير المنتخب الوطني والدولي السابق عبد الحفيظ تاسفاوت لمساعدته في اختيار اللاعبين المحليين إلى جانب المدرب المحلي المساعد الذي سيتم اختياره في الساعات القادمة، وفي نقطة وقف عندها المدرب الفرانكو بوسني أكد أن هدفه انتقاء أحسن اللاعبين الجزائريين، ليس بالضرورة أن يكون محترفا أو محليا، وإنما هدفه إعداد تشكيلة قوية يمكن الاعتماد عليها في تحقيق الهدف المسطر، مضيفا في سياق حديثه ”أنا لا أعترف بالنجوم، لأن أحسن العناصر سيكون له الحق بالمكانة الأساسية، ومن لا يشارك مع ناديه، ليس من حقه أن يشارك كأساسي معنا حتى ولو كان ابني”، وهو ما يؤكد صرامة وانضباط حليلوزيتش، كما أن الأخير ضرب مثالا عندما أحال الثنائي ديدي دروغبا نجم تشيلسي الإنجليزي ويايا توري اللاعب المتألق في صفوف برشلونة على دكة البدلاء، مرة عندما كان على رأس منتخب الفيلة، قائلا:” أنا أتحمل كل مسؤولياتي ولا أعترف بالنجوم في تشكيلتي، لأن الأحسن هو الأحق بالمكانة الأساسية”. وفي الصدد يريد حليلوزيتش من المحيطين من المنتخب، بمساعدته في عملية البحث عن اللاعبين الجزائريين، خصوصا في الخارج، لأن هناك لاعبون شباب من أصل جزائري، يصنعون أفراح نواديهم، وعلى سبيل المثال هناك لاعب ينشط في صفوف أولمبيك ليون الفرنسي، لم يذكر اسمه حليلوزيتش، في نفس الوقت أكد منشط الندوة الصحفية أنه ليس بالضرورة أن يكون اللاعب محترفا، ليكون لاعبا جيدا، لأن هناك لاعبين محليين بدون شك لديهم مكانتهم في المنتخب الوطني. ”فشلي في قيادة الخضر إلى كان 2013 يعني أنني سأستقيل” كشف حليلوزيتش أن أبرز بند من العقد المبرم مع الاتحادية، يتمثل في قيادة محاربي الصحراء إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم عام 2013 ثم التأهل إلى مونديال البرازيل 2014، فإذا فشل في التأهل إلى الكان، فإنه سيودع استقالته مباشرة، لذلك يعتبر المدرب السابق لنادي ليل الفرنسي أن المأمورية صعبة جدا من جهة وجميلة من جهة ثانية، باعتبار أنه يحب المغامرات خصوصا في مثل هذه الظروف التي يمر بها المنتخب الوطني. ”حاجتي الماسة للحوار مع اللاعبين جعلني ألغي مباراة تونس الودية” إلى ذلك أكد حليلوزيتش أنه هو من طلب إلغاء المباراة الودية الدولية، التي كان مرتقبا إجراؤها يوم التاسع أوت المقبل ضد المنتخب التونسي، معربا بأن الوقت غير كاف، في ضوء حاجته الماسة للحوار مع اللاعبين، في أول تربص سيقام بنسبة كبيرة في باريس يوم العاشر من ذات الشهر، على حد تعبير التقني البوسني، حيث اعتبر المدرب الجديد أن التربص الأول، سيخصص بدرجة كبيرة للحديث مع اللاعبين، كما سيقيم فيه أيضا مباراة تطبيقية بين اللاعبين، للوقوف على مستوياتهم الفنية، كما يفكر ذات المدرب في تغيير مقر التربص القادم، والذي يدخل في إطار التحضير للقاء تنزانيا القادم، ضمن تصفيات كاس إفريقيا 2012، من أمستردام إلى الجزائر بنسبة كبيرة. 26 لاعبا من بينهم 4 حراس سيستدعون لتربص باريس في العاشر أوت المقبل وسيوجه المدرب الوطني الجديد الدعوة ل26 لاعبا لحضور تربص باريس القادم، منهم أربعة حراس مرمى، وذلك بعد معاينة للاعبين في غضون شهر، حيث سيعتمد على مساعديه في عملية الانتقاء، خاصة في القاطرة الأمامية، التي تشهد نقصا فادحا، بدليل العقم الذي عرفه المهاجمون طيلة السنوات الأربع الماضية، هذا ولم يذكر حليلوزيتش في حديثه للصحافة أي لاعبا من بين اللاعبين الحاليين، في انتظار ما ستسفر عنه عملية البحث في الأيام القادمة. قريشي بقي في الفاف للتفاوض حول العقد إلى ذلك بقي الدولي الجزائري السابق ومساعد المدرب الوطني نور الدين قريشي في مقر الاتحادية الجزائرية، أين جلس على طاولة المفاوضات مع مسؤولي الفاف بشأن العقد المبرم، وهو ما ضيع عليه فرصة لقاء الصحافة أمس رفقة المدرب الرئيسي وحيد حليلوزيتش.
