موضوعان احتياطيان في كل مادة لمواجهة أي تسريبات محتملة أعدت وزارة التربية الوطنية خلافا لمواسم ماضية موضوعين احتياطيين في كل مادة سيمتحن فيها الطلبة في شهادة البكالوريا، قصد استغلالها في حال ما إذا تم تسريب الأسئلة قبل دخول الطلبة إلى الأقسام، بغرض تجنب سيناريو سنة 2016 الذي ألزم الوزارة بتنظيم دورة جزئية لشهادة البكالوريا خصت بعض الشعب. ومن المزمع أن تكون التحضيرات الخاصة بهذه الامتحانات الوطنية التي ستجري بعد شهر رمضان، موضوع اجتماع ستعقده وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط غدا الثلاثاء مع الشركاء الاجتماعيين، بغرض مناقشة آخر الاستعدادات وكذا تلقي مقترحات النقابات وممثلي أولياء التلاميذ بخصوص تأمين مراكز الإجراء وحماية المترشحين من المعلومات المغلوطة التي قد تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي بهدف التشويش عليهم ودفعهم إلى الغش، قصد المساس بمصداقية هذه الامتحانات التي تعد تتويجا لمسار تعليمي يمتد على مدى 12 عاما، وبوابة لدخول المرحلة الجامعية، حيث تعمد بعض الأطراف إلى نشر مواضيع غير حقيقية على أساس أنها أسئلة امتحانات البكالوريا عبر شبكة الأنترنيت. وكإجراء وقائي قامت الوصاية تحسبا لدورة جوان 2018 بطبع موضوعين احتياطيين في كل مادة سيمتحن فيها المترشحون لنيل هذه الشهادة، مع وضعها في مركز احتياطي على غرار الإجراء الذي كان معمولا به سنوات التسعينات، حيث كانت وزارة التربية الوطنية تعين مراقبين احتياطيين وتعد مواضيع احتياطية وتخصص مركزا احتياطيا لحفظ المواضيع في حال عمليات التسريب، حيت كانت امتحانات شهادة البكالوريا تجري في ظروف تنظيمية محكمة، رغم الوضع الأمني غير المستقر الذي كانت تعيشه البلاد إبان تلك الفترة، وذلك بفضل الإجراءات المشددة التي كانت تعتمد لضمان السير العادي لهذا الامتحانات. وبحسب ممثل اتحادية عمال التربية التابعة لنقابة السناباب لغليظ لعموري فإن ما حدث سنة 2016 نتيجة تسريب مواضيع الأسئلة الخاصة بامتحانات شهادة البكالوريا، واضطرار الوزارة إلى تنظيم دورة جزئية، حتم عليها اتخاذ كافة التدبير الوقائية، من بينها إعداد أكثر من موضوع احتياطي لكل مادة وفي كافة الشعب، إلى جانب استخدام وسائل للتشويش على شبكة الأنترنيت على مستوى مراكز الإجراء، ويضاف إلى ذلك كما كشف عنه رئيس النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي مزيان مريان للنصر تقليص عدد الملاحظين على مستوى هذه المراكز، بغرض تخفيف حدة الحركة بداخلها، وتفادي الاحتكاك ما بين المؤطرين، خشية استغلال هذا الوضع من قبل البعض في تسريب المواضيع، عن طريق نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي. ويرى مزيان مريان بأن أفضل طريقة للحد من ظاهرة الغش في امتحانات البكالوريا هو عدم الضغط على المترشحين، وجعل هذه الشهادة عبارة عن امتحانات عادية، محذرا من التركيز على شهادة البكالوريا من قبل المحيط الأسري، وكذا من طرف وسائل الإعلام، سيما جراء إثارة قضية الغش والإجراءات المتخذة للحد من هذه الممارسات، معتقدا بأن المطلوب حاليا هو مساندة المترشحين وتقديم الدعم النفسي لهم، وطمأنتهم بأن هذه الامتحانات هي جد عادية لا تختلف عن تلك التي يجريها الطالب خلال العام الدراسي، وبحسب المتحدث فإن الحديث فقط عن الغش وعن الوسائل المستخدمة للقيام به، هو الذي يدفع ببعض الطلبة إلى اللجوء إلى هذه الطريقة بدل الاعتماد على مجهودهم الفكري. كما اقترح المصدر إعادة النظر في مضمون الأسئلة بانتقاء تلك التي تعتمد على الذكاء والفهم، وبهذه الطريقة لن تكون الوزارة بحاجة إلى صرف الملايير من أجل تأمين مراكز الامتحانات بنصب كاميرات مراقبة وأجهزة تشويش، إذ سيجد الطالب نفسه مضطرا للاعتماد على قدراته الذهنية فقط.