استمرار ركود النشاط التجاري وحركة النقل استمرت حالة الركود التي مست النشاط التجاري وحركة النقل خلال يومي العيد إلى غاية أمس، وظلت عديد المحلات التجارية مغلقة بعد أن فضل أصحابها الركون إلى الراحة أمام تراجع وتيرة الاستهلاك بعد انقضاء شهر رمضان، كما تقلص نشاط حركة النقل الحضري تزامنا مع انقضاء الموسم الدراسي والجامعي، وشروع الأسر في التحضير لموسم الاصطياف. رغم انقضاء يومي عيد الفطر وكذا آجال نظام المداومة الذي سطرته وزارة التجارة خلال هذه المناسبة الدينية، إلا أن الكثير، إن لم نقل معظم المحلات التجارية والمساحات الكبرى وكذا أسواق التجزئة والأسواق البلدية، فضلا عن مكاتب الخدمات ظلت موصدة أمام الزبائن، الذين وجدوا صعوبات كبيرة في اقتناء الحاجيات اليومية وكذا إنهاء بعض المصالح، بسبب تمديد عطلة العيد من قبل الكثير من ممارسي الأنشطة الحرة، مغتنمين فرصة ارتفاع درجات الحرارة لقضاء فترة من الراحة والاستجمام، خصوصا بالمدن الساحلية حيث توجه عديد الأشخاص إلى الشواطئ معلنين بذلك الانطلاق المبكر للعطلة الصيفية، في حين تفرغت الأسر المعنية بتحضير أبنائها لاجتياز امتحانات شهادة البكالوريا التي تنطلق بعد غد الأربعاء، للاستعداد لهذا الموعد الهام. وعلى خلاف سنوات سابقة استمرت عطلة عيد الفطر التي تزامنت مع نهاية الأسبوع لليوم الثالث على التوالي، بدل يومين فقط، واقتصر النشاط التجاري والخدماتي تقريبا على العيادات الطبية وبعض المحلات التجارية، فضلا عن عدد محدود من المخابز التي التزمت بتوفير هذه المادة الأساسية لفائدة المستهلكين، في حين ما تزال جل المقاهي والمطاعم ومكاتب الخدمات في عطلة غير رسمية، رغم أن وزارة التجارة نبهت إلى أن نظام المداومة يخص يومي العيد فقط، في انتظار أن تعود الحركة التجارية إلى طبيعتها، وساهم في استمرار حالة الركود هذه تراجع وتيرة الاستهلاك التي بلغت مستويات قياسية خاصة خلال العشر الأواخر لشهر رمضان، حيث حرصت الأسر على اقتناء ما يكفيها من مواد مختلفة وخضر ومستلزمات لحوالي أسبوع كامل، في محاولة منها للتكيف مع الأوضاع التي أضحت تلي الأعياد الدينية، جراء الشلل شبه التام الذي أصبح يسيطر سنويا على النشاط التجاري وحركة النقل. وفي تفسيره لهذه الظاهرة التي أصبحت تطغى على الحياة العامة كلما تزامن الظرف مع إحياء عيدي الفطر والأضحى، أكد الناطق باسم الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين حاج طاهر بولنوار للنصر بأن الأمر يعود إلى عوامل عدة، من بينها توجه التجار الذي ضمنوا المداومة يومي العيد إلى مناطقهم لتبادل الزيارات والتهاني بهذه المناسبة، فضلا عن استفادة العمال الناشطين بالمحلات التجارية الكبرى وكذا أسواق الجملة والتجزئة والمخابز وحتى مكاتب الخدمات من عطلة موجزة قبيل استئناف النشاط من جديد، وذلك بغرض استعادة الأنفاس استعدادا لموسم الاصطياف الذي يشهد بدوره ارتفاعا في وتيرة الاستهلاك، لتزامنه مع إحياء المناسبات العائلية وكذا تنقل عديد الأسر إلى المناطق الساحلية لقضاء العطلة الصيفية. كما برر المصدر حالة الركود هذه بانشغال أغلب المواطنين بتبادل الزيارات بمناسبة العيد، بعد أن قضوا الأيام الأخيرة لشهر رمضان في التجوال عبر المراكز التجارية والأسواق لاقتناء لوازم العيد، مضيفا بأن بعض التجار أجبروا على غلق محلاتهم بسبب تراجع قلة الإقبال من طرف الزبائن، واكتفوا بالعمل خلال الفترة المسائية فقط، سيما وأن الارتفاع المحسوس في درجات الحرارة قلص حدة الحركة، التي اقتصرت في الغالب على العمال والموظفين الذين قصدوا مقرات عملهم خلال الساعات الأولى للصبيحة. كما تسبب تراجع النشاط الفلاحي في توقف مؤقت لنشاط أسواق الجملة، التي تتمون مباشرة من المزارع والأراضي الفلاحية لكون الفلاحين ليسوا معنيين بنظام المداومة، وظلت أغلبها مغلقة أمس بسبب انعدام مصادر التموين إلى حين عودة الأمور إلى طبيعتها، وأسفر ذلك بدوره عن توقف مؤقت أيضا لأسواق التجزئة والجوارية الخاصة بالخضر والفواكه، كما شملت الظاهرة أسواق الجملة الخاصة بالمواد الغذائية العامة، على غرار سوق السمار بالعاصمة الذي يعد الأهم على المستوى الوطني.