أمطار طوفانية تخلف قتيلا و جريحين في الشريعة بتبسة خلفت الأمطار الطوفانية التي تساقطت نهاية الأسبوع على بلدية الشريعة بولاية تبسة، أضرارا كبيرة بالبنى التحتية للمدينة، كما تسبب فيضان الوادي الكبير في انحراف سيارة سياحية عن مسارها و هلاك أحد ركابها فيما تم إنقاذ مرافقيه، فيما سجلت خسائر متفاوتة بأربع بلديات اخرى اجتاحت أمطار طوفانية مصحوبة بحبات البرد مدينة الشريعة مساء الخميس المنصرم، و قد تسببت في غلق العديد من الشوارع بسبب مياه الأمطار و السيول الجارفة، بحيث تكونت العديد من البرك والأوحال، و حولت العديد من الأزقة إلى شبه أراض فلاحية مغمورة بالطمي و الوحل، و لم تسلم مئات المنازل سواء بالأحياء القديمة أو الحديثة من هذه السيول، بحيث عجزت البالوعات عن مسايرة حجم المياه المتدفقة القادمة من المرتفعات، مما خلق حالة من الفزع و الخوف لدى قاطني المساكن الهشة. وأوضح عدد من السكان، بأنهم مهددون في منازلهم من العواصف في أي وقت، مضيفين بأنه على السلطات تبني عدة خيارات و بدائل لإنقاذهم من هذه الظروف المباغتة و الأمطار الفجائية، كما تساءل آخرون عن الجدوى من مشاريع حماية المدينة من الفيضانات والسيول الجارفة، بحيث أكدت الأمطار الأخيرة وجود بالوعات غير قادرة على استيعاب الكميات المتدفقة من كل صوب، في الوقت الذي وجه فيه البعض الآخر سهام نقده لبعض المواطنين الذين لا يتوانون في رمي نفاياتهم في أماكن التطهير. من جهته أكد رئيس المجلس الشعبي البلدي غريبي أحمد للنصر، على أن الأمطار الطوفانية قد خلفت خسائر مادية معتبرة، سواء بالنسبة للبنية التحتية أو بالنسبة للمحاصيل الزراعية، مشيرة في هذا الصدد إلى أن أغلب الأحياء قد غمرتها المياه، لا سيما أحياء مخلوفي 01 و02 وحي عبد الباقي وابن باديس وناجي ناجي وبعض التحاصيص الاجتماعية. و قد شكلت البلدية منذ الوهلة الأولى، خلية أزمة لمتابعة حجم الكارثة و تحديد مخلفاتها، و بالموازاة مع ذلك جندت وسائلها لفتح الطرق و تنظيفها من الأوحال، و العمل على فتح البالوعات المسدودة بسبب الطمي والأوحال، و وجهت جزءا من جهودها لتنظيف الوادي الكبير. مضيفا في السياق ذاته، بأن السلطات كانت حاضرة بعد هذه الأمطار الطوفانية، بحيث وقف والي الولاية عطا الله مولاتي على حجم الخسائر بعين المكان و خاصة بحي مخلوفي، كما تم استحداث جدار مؤقت بثانوية شرفي الطيب بعد انهيار جزء من جدار هذه المؤسسة، و هو حل مؤقت في انتظار الانتهاء من إجراء امتحان شهادة البكالوريا و إعادة بنائه. الحماية المدنية من جهتها وضعت عناصرها في حالة تأهب قصوى، كما جندت الوسائل المادية القريبة من الشريعة لتعزيز تواجدها تحسبا لأي طارئ، حيث أوضحت بأنه تم إنقاذ شخصين تتراوح أعمارهما بين 40 و46 سنة و تحويلهما لمستشفى محمد الشبوكي، فيما فارق الحياة مرافقهم الثالث بعدما انحرفت السيارة التي كانوا على متنها عن مسارها بوادي عبلة. كما سجلت امتصاص المياه من نحو 40 منزلا بعدة أحياء، منها حي مخلوفي الذي يعد من بين أكثر الأحياء تضررا، على اعتبار أنه محاذي للوادي، في حين سقط جزء من جدار ثانوية شرفي الطيب بالشريعة بسبب السيول. و قد تنقل مدير التربية إلى عين المكان و تم اتخاذ إجراء احترازي لإنجاز جدار مؤقت إلى غاية الانتهاء من إجراء امتحان شهادة البكالوريا بهذا المركز، كما سجلت الحماية المدنية سيولا جارفة بحي العربي التبسي وحي طريق الضلعة وحي طريق تبسة وشريط لزهر وطريق عبلة، وانتقلت المياه كذلك للمنطقة الريفية بئر القوسة. رفع ملف بالخسائر لوزارة الداخلية و قد شهدت بلديات تبسة، و الماء الأبيض، و الونزة، و الحويجبات بدورها تساقط كميات غزيرة من الأمطار، تسببت في عديد الخسائر المادية و كذا احتراق عدادات كهربائية بثلاث عمارات بعاصمة الولاية و سقوط عمود كهربائي، و قد تدخل عناصر الحماية المدنية لإخماد النيران الناجمة عنه. وقد قام المندوب الوطني للمخاطر الكبرى طاهر مليزي يوم أمس الجمعة ، بزيارة تفقدية إلى بلدية الشريعة، بتكليف من وزير الداخلية و الجماعات المحلية و التهيئة العمرانية نور الدين بدوي، و وقف رفقة السلطات الولائية على الأضرار التي خلفتها الاضطرابات الجوية التي شهدتها المنطقة. مليزي عاين مدى التكفل بالمتضررين لاتخاذ الإجراءات اللازمة بالتنسيق مع السلطات المحلية، قصد إصلاح الأضرار التي مست المنشآت القاعدية في أقرب الآجال، و قام المسؤول بزيارة أحياء المدينة المتضررة و لاسيما حي مخلوفي الشعبي الذي تقطنه أكثر من 1400 عائلة، و تحادث مع سكانه الذين تضرروا كثيرا من مياه الأمطار التي غمرت منازلهم و أتلفت محتوياتها. و أكد المسؤول على أن الخسائر كبيرة و خاصة ما تعلق بالمنشآت القاعدية التي تضررت كثيرا و منها الوادي الذي يمر بجانب الحي المذكور، و قال بأنه تم تقييم مختلف الأضرار و حصرها بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، حيث سيتم إعداد ملف كامل و تقديمه لمعالي وزير الداخلية، و سيكون محل دراسة في الوزارة، و على ضوئه سيتم اتخاذ قرارات عاجلة لفائدة سكان المدينة، من خلال رصد المبالغ المالية الكافية لتوجيهها لقطاعي الموارد المائية و المنشآت القاعدية، لتجنب وقوع كوارث أخرى مستقبلا.