ذهب الدولي السابق منير زغدود بعيدا في حسرته وتخوفه على مستقبل الكرة الجزائرية، حين قال أنه ورغم تبقي 4 سنوات كاملة عن موعد النسخة ال22 من منافسة كأس العالم، غير أنه جد متخوف في حال بقاء نفس السياسات وإهمال التخطيط من الغياب عن الحفل العالمي، الذي نالت شرف تنظيمه دولة عربية هي قطر، وأضاف في حوار للنصر، أن المونديال الحالي وبعيدا عن مفاجأته، فقد أظهر مرة أخرى أن المنتخبات التي تبنت سياسة تكوينية واضحة المعالم واعتمدت برامج طويلة المدى، أصبحت سيدة الكرة العالمية بدليل ما تحصده فرنساوبلجيكا. منظومتنا الكروية فاشلة وليس عيبا استنساخ تجارب الناجحين *ما رأيك في المستوى العام لمونديال روسيا ؟ أعتقد بأن النسخة ال21 من المحفل العالمي، لم ترق إلى مستوى التطلعات، وغلبت عليها الحسابات التكتيكية، ما انعكس بالسلب على مردود بعض النجوم، التي عودتنا على التألق مع نواديها، في صورة نيمار الذي مر جانبا، ولم يقدم ما كان مطلوبا منه مع البرازيل، شأنه في ذلك شأن ميسي مع الأرجنتين، حيث غادرا البطولة مبكرا، لنتأكد بأن هناك فرق كبير بين اللعب مع المنتخب والنادي، فعلى سبيل المثال ميسي لم يجد الدعم الكافي من زملائه في منتخب «التانغو»، على عكس ما يحظى به في برشلونة، التي يبدع معها في كافة المسابقات. *هل كنت تتوقع وصول كرواتيا وإنجلترا وفرنساوبلجيكا للمربع الذهبي ؟ كرة القدم لم تعد تعترف بشيء، وكافة الاحتمالات باتت واردة، بدليل ما حدث في مونديال روسيا الحالي، حيث أقصيت المنتخبات التي كانت تسمى بالعملاقة من الأدوار الأولى، في صورة ألمانيا وإسبانيا والأرجنتين، في وقت تألقت فيه منتخبات جديدة، على غرار بلجيكا، التي إن توجت ببطولة كأس العالم، فلن يكون ذلك مفاجأة، في ظل المستوى الذي قدمه منتخبها، والجيل المميز الذي تمتلكه، دون أن ننسى فرنسا، التي أبهرتني إلى حد الآن، حيث تأهلت إلى المربع الذهبي دون عناء، علاوة على كرواتيا التي جنت ثمار العمل الذي تقوم به منذ عدة سنوات، إضافة إلى انجلترا، التي تمتلك لاعبين مميزين قادرين على صنع التاريخ، وكسر العقدة التي لازمت هذا البلد لعدة سنوات. أتوقع نهائي فرنسي – انجليزي *مباراة نصف النهائي الأول ستجمع بين فرنساوبلجيكا، من ترشح للتأهل إلى المباراة النهائية ؟ مباراة عشية اليوم، عبارة عن «ديربي» بين منتخبين يعرفان بعضهما البعض جيدا، بحكم الجوار والثقافة الكروية المتشابهة لكل منتخب، إضافة إلى امتلاك كل من فرنساوبلجيكا لأسماء لامعة تنشط في كبرى الأندية الأوروبية، أعتقد بأنه من الصعب التكهن بهوية المتأهل، رغم أنني أمنح الأفضلية لمنتخب «الديكة»، الذين يمتلكون منظومة لعب متكاملة، دون أن أقلل من قوة «الشياطين الحمر»، الذين أبهرونا أمام منتخب البرازيل، وأكدوا بأن وصولهم إلى هذه المحطة المتقدمة كان مستحقا، في ظل حيازتهم على جيل ذهبي، تم تجهيزه على مدار السنوات القليلة الماضية. الإنجاز البلجيكي والفرنسي مخطط له قبل 10 سنوات ! *ماذا بخصوص اللقاء الثاني الذي سيجمع بين كرواتيا وإنجلترا ؟ نفس الشيء الذي أشرت إليه في اللقاء الأول، ينطبق على اللقاء الثاني الذي سيجمع بين منتخبي كرواتياوانجلترا، حيث سيكون من الصعب التكهن بهوية الفائز، في ظل تقارب مستوى الفريقين، إضافة إلى أن لا أحد يريد تضييع هذه الفرصة الذهبية من أجل الوصول إلى المباراة النهائية، ودخول التاريخ من أوسع الأبواب، أعتقد بأننا سنكون أمام لقاء ناري ستحسمه جزئيات صغيرة، رغم أن الكفة تميل بعض الشيء نحو انجلترا، التي تمتلك جيلا رائعا، رغم أنها لم تقنع، كما أنها لا تطبق كرة جميلة، بقدر ما تلعب كرة واقعية تختلف بشكل كلي عن الكرة المقدمة من المنتخب الكرواتي الذي كان المفاجأة السارة لهذا المونديال، حيث استمتعنا مع رفاق لوكا مودريتش، الذين وضعوا كافة الترشيحات جانبا، وحجزوا لأنفسهم مكانة ضمن الأربعة الكبار. العامل البدني سيصنع الفارق في المربع الذهبي *إذن تتوقع نهائي فرنسي - انجليزي ؟ التوقعات شيء، وحقيقة الميدان شيء آخر، أنا على يقين بأننا سنشهد مباراتين ناريتين، ومن سيمر إلى النهائي سيكون أمام فرصة العمر، أعتقد بأن العامل البدني سيلعب دورا مهما خلال مباراتي المربع الذهبي، حيث سيصب في صالح فرنسا، التي لم يكن مشوارها صعبا، ولم تحتكم إلى الأوقات الإضافية، كما هو الحال بالنسبة لبلجيكا، دون أن نغفل المجهودات الجبارة المبذولة من طرف كرواتيا، التي لعبت الوقت الإضافي أمام كل من الدانماركوروسيا. *لنتحدث الآن عن الخيبة العربية والإفريقية، كيف تراها وهل كنت تنتظرها ؟ الكرة العربية والإفريقية بعيدة كل البعد عن المستوى العالي، وبالتالي الخيبة في روسيا كانت متوقعة، رغم الاختلاف الموجود من منتخب لآخر، نحن نجني ثمار السياسة الفاشلة المنتهجة، رغم امتلاكنا لبعض الأسماء، التي تنشط في فرق لا بأس بها، لا يمكن تشكيل منتخب قوي بين ليلة وضحاها، كما أننا نفتقد للصبر، ونبحث عن النتائج الفورية، ما يحول دون وصولنا إلى الأهداف المرجوة، علينا أن نقتدي بالمنتخبات الكبيرة، على غرار فرنساوبلجيكا، اللذين خططا لهذا الإنجاز قبل 10 سنوات، ومخطئ من يظن بأنه تحقق بمحض الصدفة، وهنا أود إضافة شيء آخر. كرة القدم لم تعد تحتكم للسجل التاريخي *تفضل... بكل صراحة هل لدينا برامج عمل على المدى المتوسط والبعيد؟؟ وهل نستفيد من التكوين، كما تستفيد كافة المنتخبات المحترمة؟؟ لا أعتقد ذلك، على اعتبار أن نوادينا تعجز حتى على تقديم لاعب من الشباب إلى صنف الأكابر، والأدهى من ذلك أننا لو نواصل بذات السياسة لن نكون حاضرين أيضا في مونديال قطر 2022، كون الاستعداد له يجب أن يكون من اليوم، ولا ننتظر حتى اقترابه من أجل التحسر على عدم التأهل. *بصراحة.. أنت مع عودة حليلوزيتش إلى المنتخب الوطني ؟ وحيد حليلوزيتش لا يمتلك عصا سحرية، حتى يصلح أحوال المنتخب الوطني بين ليلة وضحاها، كما أن عودته لا تعني بشكل رسمي النجاح، في ظل الظروف الصعبة التي يتواجد عليها الخضر، الذين فقدوا الكثير من بريقهم في الأشهر القليلة الماضية، أنا أتمنى تعديل الأوتار، على اعتبار أن مورينيو لن يجلب لنا شيء في مثل هذه الظروف المشابهة.