أمريكا أنانية و لا يجب التستر خلف الإسلام لسفك دماء الأبرياء حاورها: أحمد ذيب ممرضة مساعدة تنحدر من إحدى المناطق الجنوبية بأمريكا تعرفت على مسيّر تجاري من إقليم ولاية أم البواقي عبر الشبكة العنكبوتية وفضلت الارتباط به بعد إعلان اعتناقها للإسلام بمسجد أبي ذر الغفاري أين اختارت اسم "إيمان" كاسم جديد لها وأعجبت بتقاليد وعادات المسلمين فأحبتها وجعلتها تسعى لتكتشف المزيد عن الديانة الإسلامية التي وجدتها مغايرة عن الصورة التي نقلها الغرب عبر وسائل الإعلام وربطها بالصور الدموية وأبشع صور الدمار والحروب والتقتيل، "النصر" التقت بها بمنزل عائلة زوجها السيد "ناصري يوسف بن محمد" وأجرت معها هذا الحوار: مرحبا بك بين أحضان عائلتك الجديدة في الجزائر - مرحبا أهلا وسهلا، شرف لي أن ألتقي بكم كذلك. هلا قدمت نفسك لقراء النصر؟ - ماري جونسون أوبنهايمر، أمريكية تبلغ من العمر 28 سنة، تنحدر من بورتوريكو بأمريكا الجنوبية تقطن حاليا بمنطقة "طامبا" بإقليم مدينة فلوريدا، أنا أصغر شقيقاتي الستة أعمل ممرضة مساعدة بإحدى القاعات المتعددة الخدمات بالمدينة، اعتنقت الإسلام عن قناعة بعد أن كنت مسيحية. حدثينا عن رحلتك في اعتناق الإسلام؟ - بداية رحلتي في اعتناق الإسلام كانت بالتعرف على زوجي "يوسف" عن طريق الانترنت، وذلك بتاريخ 11 أوت من سنة 2010 قبل قرابة سنة من اليوم، وهو اللقاء الذي صادف أياما من شهر رمضان أين كشف لي عن بعض حقائق الدين الإسلامي وفتح لي شهية التعرف عليه، وفي محيط سكني العائلي بفلوريدا فالإسلام كان حالة خاصة من بين الديانات الأخرى، وذلك راجع لكون المسلمين لا يظهرون أنفسهم للعلن، وهم قلة قليلة وأغلبهم محصورين في منطقة واحدة تدعى "تامبل تيفل" وهي تجمع سكاني بعيد عن وسط المدينة، وأحيانا نختلط ونحتك بهم. هل كنت تعرفين ديانتك الجديدة قبل اعتناقها، أم أن الفضل يرجع لزوجك؟ - ديانتي الجديدة أعرفها سطحيا من محيطي من خلال بعض العادات التي يقوم بها قاطنو التجمع السكاني السالف ذكره، وفي الواقع كانت لدي القابلية لاعتناق الإسلام كوني لا أؤمن بوجود آلهة كثيرة وأؤمن فقط بوجود إله واحدا، وأعرف كذلك عديد القصص النبوية على غرار قصة ابني آدم والغراب وعديد القصص التي تشبه ما هو موجود في ديانتي السابقة، وقبل مجيئي للجزائر علمني زوجي النطق بالشهادتين لأعلم أهلي بعدها. كيف كان رد فعل أهلك عند إخبارهم بقرار تنقلك للجزائر لاعتناق الإسلام ؟ - منذ بداية علاقتي بزوجي "يوسف" الكترونيا لم يعارض أهلي ذلك بل رحبوا بالفكرة لأنه كان له الفضل في إفادتنا بمعلومات جديدة عن الديانة الإسلامية لم تكن أصلا في مخيلة أسرتي كما وافقت عائلتي بسهولة و احترمت قراري في اعتناق الإسلام. تزامنت فترة قدومك للجزائر مع ما يعرف ب"ربيع الثورات العربية" فما كان موقف أسرتك بكل صراحة؟ - صحيح أن الفترة التي قررت التنقل فيها للتعرف أكثر على "يوسف" قبل الارتباط به عن قناعة وعن قناعة كذلك اخترت الديانة الإسلامية تزامنت و خوض الشعب التونسي ثورته، وهو الأمر الذي أخاف أسرتي وحذروني من ذلك لكن إصراري على السفر كان أقوى من كل التحذيرات و هكذا التقيت بأسرة زوجي التي فضلت استغلال فترة إقامة لإجراء ترتيبات حفل الزفاف. كيف وجدت الإسلام على الواقع بعد أن تعرفته على الشاشة العنكبوتية؟ - حقيقة... وجدت الأمر مطابقا لما علمه لي زوجي ومغايرا تماما لما يتناقله الكثيرون في أمريكا وعديد الدول الغربية، وفي الجزائر من خلال أم البواقي وجدت أن العادات والتقاليد مختلفة في طريقة تأدية الصلاة وغيرها إضافة إلى التنظيم الأسري والعلاقة بين أبناء العمومة وبين مختلف الأقارب، هذا مع اختلاف الطريقة في الزواج مع اختلاف اللباس وكذا طريقة الإعلان عن الصلاة وخاصة الآذان، وهو ما خلق فرقا كبيرا وشاسعا امتد حتى لطريقة ذبح الحيوانات وأكلها مع تحريم أكل لحم الخنزير على عكس ما هو حاصل في أمريكا. بعد أحداث 11 سبتمبر تغيّرت نظرة أمريكا والغرب للعرب والمسلمين هل نظرة شعب أمريكا هي كذلك أيضا؟ - اختلاف كبير بين ما قيل وما هو حاصل، ونظرة الشعب الأمريكي للعرب مخالفة بدليل إصراري على زيارة الجزائر لاعتناق الإسلام، لكن نظرة بعض المواطنين لا تزال محصورة في المظهر وغير ذلك، وفي فلوريدا لا تعطى لهم فرصة العمل بالحجاب وغيرها من اللباس الشرعي الذي يقتصر ارتداؤه في المنزل فقط، وعند نظرهم لفتات متحجبة داخل المحلات التجارية يبدون استغرابهم، الأمر الذي يضطر العرب والمسلمين إلى قصد المحلات التي يملكها مواطنون من جنسيات عربية. أمريكا أيضا ارتبط اسمها بقضايا العرب في فلسطين ومطاردتها ل"بن لادن" وحروب المال والبترول؟ - الحرب والنزاع القائم في فلسطين يجب أن يتوقف، وأشعر بالحزن لماذا كان أسامة بن لادن يفعل مثل هذه الأمور من جرائم وغيرها فالإسلام من خلال ما تعرفت عليه يدعو إلى التسامح ونبذ العنف وقتل النفس التي حرّم الله إلا بالحق، أما عن أمريكا فهي أنانية وتساءلت لماذا لا تجد حلا للمشاكل وغيرها بالنقاش ولماذا لا تدفع أموالا نظير ما تستنزفه من خيرات وغير ذلك من بترول وأموال. ما المصادر التي تعتمدها إيمان للتنقيب و الغوص أكثر في تعاليم الدين الإسلامي؟ - زوجي وشبكة الانترنت هما أول المصادر في ظل النقص الحاصل في المطبوعات والمجلدات والكتب التي تعتمد اللغة الإنجليزية، وفيه نقاطا كثيرة تستدعي البحث والتنقيب على غرار قضية الزواج من 4 نساء وغيرها من القضايا. كيف وجدت الجزائر؟ - الجزائر بلد جميل أحببته منذ أن وطأت قدماي المطار، وبفضل زوجي تنقلت لرؤية عديد الأماكن السياحية التي تبقى راسخة في ذهني ومنها غرداية التي وقفت فيها على القصور والسكنات المشيدة ومعها طريقة العيش واللباس الذي أعجبني منه طبق "الكسكسي" أو "البربوشة" وكذا "المحجوبة"، فضلا عن العرس الذي أقيم ليلة زفافي و الذي عرفني أكثر على تقاليد منطقة من مناطق الجزائر و اكتشفت فيه أيضا "الحنة". كلمة أخيرة - سعيدة جدا بتواجدي في الجزائر التي أتمنى العودة لها كلما سنحت لي الفرصة، وأشكر الجميع وخاصة عائلة "يوسف" التي جعلتني أحس أني في بيتي بعيدا عن الفوارق وسأنصح أهلي بزيارة الجزائر والتعرف عن قرب على الديانة الإسلامية.