تفكيك شبكة إفريقية متخصصة في تزوير الأوراق النقدية و ترويجها بشرق البلاد تمكنت مصالح أمن ولاية عنابة نهاية الأسبوع من وضع حد لنشاط شبكة خطيرة متخصصة في تزوير العملة و الأوراق النقدية من أجل طرحها للتداول في العديد من ولايات الجهة الشرقية من التراب الوطني، و هي الشبكة التي تتشكل من مجموعة من الرعايا الأفارقة المقيمين غير الشرعيين بالتراب الجزائري، و الذين ينحدرون من دولتي مالي و النيجر، تم توقيف سبعة منهم على ثلاث دفعات، في حين تبقى التحريات متواصلة بشأن نشاط هذه الشبكة، و إمكانية ضم تركيبتها لعناصر أخرى. و حسب بعض المصادر فإن الجهات الأمنية نفذت هذه العملية بعد تلقيها معلومات أولية مفادها وجود شبكة تتشكل من رعايا أفارقة، تقيم بإحدى الحمامات بضاحية " البلاص دارم " بالمدينة القديمة بعنابة، تقدم عناصرها على مساومة الضحايا بطلب مبالغ مالية بالعملة الوطنية، مقابل تقديم وعود تقضي بالحصول فيما بعد على قيمة مالية بأضعاف القيمة الممنوحة، على أن تكون الأوراق المسلمة للضحايا بالعملة الصعبة من دولار و أورو، و هي الصفقات التي تدفع بأفراد الشبكة إلى ضبط مواعيد مع الضحايا لإستلام العملة الوطنية، و بعدها تسليم الأوراق النقدية المزورة. و إستنادا إلى ذات المصادر، فإن الخيوط الأولى لنشاط هذه الشبكة كانت قد إنكشفت عقب نجاح وحدات الدرك الوطني لبلدية بوشقوف بولاية قالمة قبل نحو أسبوعين في إلقاء القبض على أحد أفراد هذه الشبكة، من جنسية مالية، و كان بصدد القيام بالنصب و الإحتيال على العديد من الضحايا، حيث تمكنت كتيبة الدرك من توقيفه ، و ضبطت بحوزته بعض السوائل والمواد الكميائية المختلفة التي تستعملها الشبكة في تزوير العملة ، و قد كشفت التحريات المعمقة مع الشخص الموقوف بأنه ينشط بمعية مجموعة من الرعايا الأفارقة الذين يتخذون من أحد الحمامات بمدينة عنابة مقرا لإقامتهم، و أنه متخصص في تزوير الأوراق النقدية من العملة الوطنية من فئة 1000 دينار جزائري ، أو العملة الصعبة من الأورو و الدولار، و يشترط على ضحاياه دفع نصف المبلغ من أجل القيام بعملية التزوير، على أن تكون الصفقة منح الضحية عشرة أضعاف القيمة التي دفعها. و أضافت نفس المصادر بأن عنصرا ثانيا من الشبكة تم توقيفه من طرف الجهات الأمنية مطلع الأسبوع المنصرم ببلدية عزابة بولاية سكيكدة، كان بصدد القيام ببعض عمليات النصب و الإحتيال على ضحايا جزائريين، حيث أنه يشترط الحصول على مبلغ 10 ملايين سنتيم من الضحية الواحدة، مع منح موعد لتسليم 100 مليون سنتيم أو 10 آلاف أورو بعد أسبوع من إستلامه القيمة المالية، و قد إعترف أثناء التحقيق معه بأن يزاول نشاطه تحت لواء شبكة تتخذ من مدينة عنابة مركزا لتنفيذ عملياتها. هذه المعطيات جعلت الجهات الأمنية تكثف من تحرياتها بشأن نشاط هذه الشبكة ، لتنجح في الحصول على معلومات مدققة بخصوص أفراد هذه العصابة، و هم مجموعة من الشبان الحاملين للجنسيتين المالية و النيجرية، في العقدين الثالث و الرابع من العمر، غالبيتهم تقيم في الجزائر بوثائق مزورة، قبل أن يتقرر نصب كمين محكم، بلعب أحد المواطنين دور الضحية التي سقطت في فخ هذه الشبكة ، و التفاوض مع رعية من النيجر طلب من الضحية مبلغا ماليا بالعملة الوطنية، مقابل حصوله فيما بعد على قيمة مالية بأضعاف القيمة ، و ذلك بالعملة الصعبة من فئة الأورو، و هي الصفقة التي ضبط بموجبها الضحية موعدا مع أحد أفراد الشبكة، لتتمكن الجهات الأمنية من توقيف خمسة عناصر من أفراد العصابة، ، و قد ضبطت بحوزتهم كمية معتبرة من الورق المستعمل في تزوير العملة، و كان من بين الموقوفين بعنابة شاب من جنسية مالية كان قد لاذ بالفرار عند إلقاء القبض على زميل له بمدينة بوشقوف. هذا و قد قامت الجهات الأمنية بتفتيش الحمام الذي كان أفراد الشبكة يتخذونه كمقر للإقامة، في إنتظار إستكمال مراحل التحقيق في هذه القضية. ص فرطاس