آليات من خمس ولايات لإزالة آثار الفيضانات دت الحياة بمدينة تبسة إلى طبيعتها بعد رفع كل مخلفات الأمطار الأخيرة، غير أن شبح الخوف من تكرار مشاهد الأربعاء الماضي ظل مخيما على البعض، بالرغم من الزيارات المتكررة للمسؤولين المحليين و المركزيين و تطميناتهم، و بالرغم كذلك من التدابير المتخذة لحد الساعة و في مقدمة ذلك إطلاق دراستين لوادي تاغدة و الناقص، و حملات التنظيف المتواصلة للمسارات التي غمرتها المياه. رفع 250 ألف طن من النفايات و أكثر من 2000 متر مكعب من الأتربة و استنادا لمديرية الأشغال العمومية، فقد تم، نهار أمس السبت، تنظيم حملة ولائية لمدة يوم واحد لرفع كل مخلفات الأمطار الأخيرة، و قد شاركت في هذه العملية البلديات ب 60 شاحنة و آلية، كما تعززت بعتاد و آليات و شاحنة من 5 ولايات مجاورة، و قد أسفرت هذه الحملة التي شارك فيها كذلك ديوان التطهير و عمال مركز الردم و البلدية و عمال الأشغال العمومية في رفع 250 طنا من النفايات المنزلية، كما تم رفع ما يزيد عن ألفي متر مكعب من الأتربة و الحصى و مخلفات الفيضانات الأخيرة، و قد شاركت مديرية الأشغال العمومية ب 37 شاحنة و آلية بعضها لمقاولات خاصة، كما ساهمت الولايات المجاورة ب 90 شاحنة و آلية و رافعة، و جاءت هذه المبادرة استكمالا للجهود المبذولة في رفع مخلفات الفيضانات، و خاصة بالأحياء البعيدة عن المحاور الرئيسة. وكانت اللجنة الوزارية التي أوفدتها وزارة الداخلية والجماعات المحلية، قد أنهت معاينتها لمخلفات فيضانات الأربعاء الأسود، بزيارة الوديان الثلاثة التي تشكل خطرا على المدينة، و الوقوف على الأضرار التي لحقت بالممتلكات الخاصة والعامة والبنية التحتية، كما استمع عناصرها لآراء المواطنين بشأن تلك المخلفات والحلول المقترحة، ومن المقرر أن ترفع تقريرها للسلطات المركزية لاتخاذ بعض التدابير الاستعجالية، على غرار إطلاق بعض الدراسات لإعادة الاعتبار لبعض الوديان، وتخصيص اعتمادات مالية في إطار حماية المدينة من خطر مياه الأمطار. و أوصت اللجنة بمواصلة تطهير شبكات مياه الأمطار و مواصلة الجهود المتعلقة بتنظيف المدينة من بقايا الفيضان الأخير، فضلا عن تسخير وسائل البلديات المجاورة لتسريع الأشغال، كما أوصت بإطلاق دراسة لتهيئة وادي الناقص، وعلى ضوء مخرجات تلك الدراسة، ستتم تهيئة الوادي لحماية المدينة بصفة نهائية. حيث أكد المفتش العام بوزارة الداخلية والجماعات المحلية عبد الرحمان سديني، عن إطلاق دراسة علمية تقنية حول حماية مدينة تبسة من الفيضانات، وأضاف سديني الذي يرأس كذلك اللجنة الوزارية المشتركة التي زارت تبسة، بأن الدراسة ستخصص لتهيئة وادي الناقص الذي بات يمثل تهديدا لسلامة المواطنين، و بعد الانتهاء منها سيتم رفعها للسلطات المركزية بهدف تخصيص إعتمادات مالية في إطار برامج حماية الأشخاص والممتلكات. و ختمت اللجنة الوزارية نشاطها بعقد جلسة عمل بمقر الولاية بحضور والي الولاية و مديري القطاعات ذات الصلة، أين تلقى الوفد الوزاري تقريرا مفصّلا حول حقيقة الوضع، و تدخّلات المصالح ذات الصّلة و الوسائل المسخرة في التدخلات. كما تقرر اقتطاع 500 مليون سنتيم من ميزانية الولاية للانطلاق في دراسة تهيئة وادي تاغدة، و برأي السلطات المحلية، فإن هذه العملية تعد أكثر من ضرورية لحماية سكان المناطق السفلية من أي فيضانات محتملة، و لحماية كذلك المساكن الهشة بمحيط المقبرة و ستمس الدراسة الجهة العلوية والسفلية، على أن ترصد للولاية اعتمادات مالية في إطار البرامج القطاعية لسنة 2019. بالوعات إضافية وممرات بالشوارع الرئيسية كما تقرر إنجاز بالوعات إضافية بنهج هواري بومدين وبالطرقات والشوارع الرئيسة لامتصاص مياه الأمطار، فضلا عن فتح ممرّات لتسهيل انسياب المياه ببعض الطرق كطريق قسنطينة وبجوار سكة الحديد بمحاذاة تاغدة، كما تقرر مواصلة الجهود الخاصة برفع مخلفات الفيضانات من أتربة وحصى وبعض النفايات الصلبة بالأحياء الداخلية البعيدة عن المحاور الرئيسة، فضلا عن فتح مجاري الأودية التي يعتقد بأن بعضها لازال مسدودا. للتذكير، فقد واصل والي تبسة عطا الله مولاتي خرجاته الميدانية وتواصله مع المواطنين، حيث عاين حملات التنظيف ومعاينة الأوضاع بعدة أحياء، على غرار النقاط القريبة من مقبرة تاغدة، أين تقرر تنقية القناة لإبعاد الخطر عن السكان، وبالمنطقة السفلية لنهج هواري بومدين إلى طريق قسنطينة، اطلع على الأشواط التي قطعت في مجال النظافة والتكفل بعائلتين بحاجة للمساعدة. و بدوار الغربة، تمت معاينة بعض المنازل المتضررة، حيث تقرر انجاز البالوعات والإنارة العمومية بهذا الحي إلى محور دوران بنهج هواري بومدين، كما كانت لوالي الولاية زيارة أخرى لحي ديار الشهداء، وشدد ذات المسؤول على الشروع في تنقية ساقيتي الوديان الثلاثة بتبسة لمزيد من الحماية.