سيول تجرف قبورا بتبسة لا تزال مقبرة تاغدة العتيقة بطريق بكارية بمدينة تبسة، تنتظر التفاتة جادة من المسؤولين و المواطنين للتدخل السريع لإعادة الاعتبار لها، بعد أن جرفت السيول و مياه الأمطار الأخيرة جزء من المقبرة و تبعثرت قبور بكاملها، وأخرجت المياه جثث و هياكل عظمية من تحت التراب بسبب جريان الوادي الذي يتوسط المقبرة، و انسداد كل المجاري والقنوات التي كانت تصرف مياه الأمطار بعيدا عن الأجداث. بعض المواطنين الذين اتصلوا بالنصر، ذكروا أنهم ذهلوا بعد نزولهم إلى مقبرة تاغدة و معاينة مدى الأضرار التي لحقت بها، مستنكرين الإهمال الكبير الذي تعرفه، خاصة بعد سقوط جزأين من الجدار المحيط بها منذ عدة سنوات. و أكد أهل الموتى بالمقبرة، على أن سيول الأمطار جرفت عشرات القبور بالجهة العلوية المحاذية للجبل، إلى غاية أسفل التجمعات السكانية بطريق بكارية و المرجة، مما دفع بهم للاتصال بجميع الجهات قصد التدخل لحماية المقبرة. و ذكر المعنيون، أنهم في كل مرة يقومون و بوسائلهم التقليدية الخاصة، بتسوية بعض القبور و جمع الهياكل العظمية التي اختلطت بأكوام القمامة من مختلف أنواع النفايات، و إعادتها إلى القبور دون التثبّت من مكان تواجدها الأصلي. و ناشد المواطنون بالمناسبة مختلف الجهات المعنية، للتدخل من أجل إعادة الاعتبار لحرمة الأموات التي تنتهك مع كل فيضان تعرفه مدينة تبسة، ناهيك عن التواجد الدائم للحيوانات داخل حرم المقبرة بعد تضرر جدرانها بحكم موقعها في منحدر للمياه، و قد بادرت بعض الصفحات الفايسبوكية بإطلاق نداءات للجمعيات و أهالي الموتى و السلطات المحلية، لتنظيم حملات تطوعية بمشاركة متطوعين و تنظيف المقبرة من الأعشاب و الحشائش الضارة و الأوحال و قارورات الخمر و مختلف الفضلات، في انتظار التفاتة جادة من السلطات المحلية للعناية بهذه المقبرة. و سبق لبلدية تبسة أن خصصت في السنوات الماضية غلافا ماليا معتبرا لإعادة الاعتبار للمقبرة و ذلك بتهيئتها و بناء الجدران و الطرقات المحاذية لها بالتنسيق مع مديريتي الأشغال العمومية و البناء و التعمير. و قد أرجع مسؤولو البلدية سبب الفيضانات التي تجتاح المقبرة في كل مرة، إلى انسداد مجاري الوديان بالأتربة، و عدم جريان مياه الأمطار في طريقها الأصلي، رغم مجهودات مصالح البلدية التي لا تدخر أي جهد من أجل إيلاء العناية اللازمة بالمقبرة. ع.نصيب