السلطات السورية تمنع معالجة الجرحى إلا في مستشفيات يسيطر عليها الأمن ذكر ناشطون سوريون يطلقون على أنفسهم "تجمع أحرار دمشق" أن النظام السوري يمنع معالجة من أصيبوا خلال المظاهرات بالرصاص الحي أو غيره، إلا في مستشفيات الدولة التي يوجد فيها رجال الأمن بكثافة، حيث يقومون باعتقال المصابين مباشرة. ذات الجهة أوضحت أنه حتى بالنسبة لبعض الأطباء الموالين لنظام الأسد فإنهم يقومون بالاعتداء على المصابين بالضرب والشتم في بعض الأحيان، وأن النظام لا يعتقل المصاب فقط، بل والمسعف أيضاً في بعض المشافي، فضلا عن رفض بنك الدم تزويد المصابين بالدم عند احتياجهم له، وهو ما يدفع بالناشطين إلى إدخال أكياس الدم بشكل خَفِي. "تجمع أحرار دمشق" أكد أيضاً أن النظام السوري يصادر جميع المواد الطبية التي يجدها عند اقتحام البلدات أو البيوت، مشيراً إلى أن قوات الأمن قامت باعتقال الأطباء الذين يعالجون المرضى ومحاسبتهم محاسبة شديدة، كما أن سيارات الإسعاف تتعرض أيضاً في بعض الأحيان إلى اعتداءات من رجال الأمن، ويقوم عناصر من الأمن باستخدامها أحياناً لخداع المحتجين وإلقاء القبض عليهم. من جهة أخرى دعا وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أمس دمشق من جديد لوقف العمليات العسكرية ضد المظاهرات المندلعة في شتى أنحاء سوريا للمطالبة بتنحي الأسد، وهي التصريحات التي جاءت بعد أن استبعد داود أوغلو يوم ثلاثاء تدخلا أجنبيا في سوريا عقب إطلاق الدبابات السورية النيران على مناطق في مدينة اللاذقية الساحلية يوم الثلاثاء الماضي في عملية عسكرية أسفرت عن سقوط 36 قتيلا، وقال داود أوغلو في مؤتمر صحفي مع نظيره الأردني ناصر جودة، أنه يجب أن "وقف إراقة الدماء أولا وقبل كل شيء ووقف العمليات العسكرية"، مضيفا أنه في حال استمرت العمليات في سوريا وأصبحت مشكلة إقليمية فمن الطبيعي ألا تبقى تركيا بلا حراك كما قال، ونفى مسؤولون أتراك أول أمس تقارير إخبارية حول اعتزام أنقرة إقامة منطقة عازلة لمنع تدفق اللاجئين. ومع تحدي الأسد للضغوط الدولية وعبور اللاجئين السوريين الحدود إلى تركيا ذكرت وسائل إعلام من قبل أن القادة السياسيين والعسكريين الأتراك يدرسون إقامة منطقة عازلة داخل سوريا، وحث داود أوغلو الأسد يوم الاثنين الماضي على إنهاء العمليات العسكرية ضد المدنيين على الفور ودون شروط قائلا أن تلك هي "الكلمة الأخيرة" لأنقرة . وفي دير الزور قال سكان إن الجيش سحب أسلحته المضادة للطائرات من المدينة، إلاّ أن حاملات الجند المدرعة ما زالت موجودة عند التقاطعات الرئيسية وأن القوات المدعومة بالمخابرات العسكرية داهمت منازل وتبحث عن معارضين، واقتحمت القوات السورية مدينة حماة التي شهدت حملة عنيفة شنّها الجيش عام 1982، كما هاجمت مدينة دير الزور الشرقية والعديد من البلدات الواقعة في شمال غرب سورية في محافظة على الحدود مع تركيا، فيما قالت الوكالة العربية السورية للأنباء أول أمس الثلاثاء أن القوات السورية بدأت الانسحاب بعد تخليص المدينة من الجماعات المسلحة.