ذكر أمس المعارض السوري فهد المصري أن القوات الأمنية ببلاده طوّقت العديد من المدن السورية، ومنعت التواصل بين المدن من خلال فرض التراخيص ووضع الحواجز الأمنية. * وقال عضو هيئة إعلام دمشق بالغرب، في اتصال مع الشروق، أن المتظاهرين عمدوا خلال هذه الجمعة إلى تسميتها جمعة الحرية، وكتبوها على شعاراتهم بالفارسية والكردية، لدحض حجة النظام الرسمي من أن ما يحدث عبارة عن صراعات عرقية. * وقال المتحدث أن عدد القتلى بلغ أمس ستة قتلى في مدينة حمص السورية، فضلا عن المعتقلين الذي تجاوز في مجمله منذ انطلاق الأحداث 15 ألف معتقل، في الكثير من الهياكل، بعد أن امتلأت السجون عن آخرها. * وأضاف المصري أنه على الرغم من خروج قوات الأمن من مدينة تلكلخ، إلا أنه تم تعزيز بقية المدن المجاورة لها بضعف القوات الأمنية التي كانت موجود بها، وقال أنها منعت الانتقال من محافظة إلى أخرى إلا بترخيص من الجهات الأمنية، لرصد كل التحركات المفضية إلى التظاهر، فضلا عن الحواجز الأمنية التي تجبر المتنقلين للعبور على نحو اثني عشر حاجزا قبل الوصول إلى مدينة مجاورة. * وبشأن الحدود مع لبنان، قال المصري أن القوات السورية تقوم بتفتيش وتحقيق مع شباب المناطق الحدودية المشتبه في قيادتهم لمظاهرات، وتحافظ على هدوء تلك المناطق كونها تمثل حركية كبيرة لتهريب الأسلحة إلى لبنان، والتي تكون من خلال شبيحة الرئيس بشار الأسد. * ووصف المتحدث خطاب الرئيس الامريكي باراك اوباما أول أمس بالجدي والقوي، مضيفا أنه إنذار أخير لنظام الرئيس بشار، محللا أنه بالنهاية سيرحل، سواء من خلال تطبيق الإصلاحات التي تقتضي ذهابه ونظامه، أو رحيله مباشرة عن سوريا. * في جمعة "الحرية" * قتلى وجرحى في المدن السورية والأمن يطلق النار على المتظاهرين * قال ناشط مدافع عن حقوق الإنسان في مدينة حمص السورية أن قوات الأمن أطلقت ذخيرة حية على حشود تجمعت لتنظيم مظاهرتين على الأقل في المدينة في الوقت الذي نظمت فيه أمس الجمعة مظاهرات مطالبة بالديمقراطية في أنحاء أخرى من البلاد. * وقال شهود وناشطون أن الآلاف شاركوا في مظاهرات في بانياس والقامشلي والعاصمة دمشق وحمص متحدين الوجود الأمني المكثف الذي يسعى لقمع احتجاجات الشوارع ضد الحكم الشمولي للرئيس بشار الأسد. * وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مدينة بانياس الساحلية التي اقتحمها الجيش هذا الشهر شهدت أضخم مظاهرة منذ بدء الانتفاضة في جنوب سوريا قبل تسعة أسابيع. * وقال متحدث باسم المرصد أن دوي إطلاق النار يسمع الآن في بانياس وأن مظاهرة بدأت رغم اعتقال حوالي ألف شخص من المدينة ومن حولها في الأسابيع القليلة الماضية. * وذكر شاهد أن قوات الأمن أطلقت قنابل الغاز على آلاف المتظاهرين في مدينة حماه إلى الشمال من حمص، حيث احتشد حوالي 20 ألف شخص في منطقتين منفصلتين. * وقال شاهد آخر إن قوات الأمن استخدمت أيضا الغاز المسيل للدموع لتفريق حوالي ألف متظاهر في بلدة التل إلى الشمال من دمشق. * وفي سياق متصل أعلن رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حصيلة ضحايا الاحتجاجات في سوريا وصلت إلى 804 مدنيين و134 من الجيش وقوى الأمن منذ اندلاعها في منتصف مارس الماضي، كما تم اعتقال أكثر من 9 آلاف شخص. * وأضاف عبد الرحمن أن قوات الأمن السورية "اعتقلت الكثير من الشباب في قرية البيضا المجاورة لمدينة بانياس والأشخاص الذين ظهروا في أشرطة الفيديو التي بُثت على شبكة الانترنت وأثارت الرأي العام، ومن بينهم الشاب أحمد بياسي الذي تحدث إلى وسائل الإعلام عن التعذيب الذي تعرض له مع المعتقلين وما جرى في قرية البيضا". * وأبدى خشيته "على مصير بياسي واحتمال أن يفقد حياته جراء التعذيب بعد إعادة اعتقاله في الثامن من ماي الجاري مع آخرين من قرية البيضا من الذين ظهروا في شرائط الفيديو عن حالات التعذيب". * وقال عبد الرحمن إن المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا "استطاع أن يوثّق بالصوت والصورة حالات تعذيب للذين أُفرج عنهم خلال اليومين الماضيين، وأبلغ العشرات منهم المرصد تعرضهم للضرب المبرح والاهانات اللفظية، كما تلقى معلومات عن اعتقال أطباء من اللاذقية وبانياس لقيامهم بمعالجة جرحى أُصيبوا خلال التظاهرات في المدينتين". * وأكد "أن الاحتجاجات المطالبة بالحرية ستستمر رغم إجراءات القمع التي تمارسها السلطات الأمنية وتتعارض مع الدستور السوري والمعاهدات والمواثيق الدولية التي صادقت عليها سوريا". * ومن جهة أخرى، رأى محللون سياسيون سوريون أن خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما أول أمس.