هياكل طبية في حالة كارثية بعنابة أمر والي عنابة، توفيق مزهود، بإعادة ترميم العيادات المتعددة الخدمات و ذلك بعد اطلاعه على الوضعية الكارثية للعديد منها، خاصة بعاصمة الولاية في خرجاته الميدانية الأخيرة و أعطى تعليمات لمدير الصحة، للانطلاق في الأشغال في أقرب الآجال، مع منح غلاف مالي من ميزانية الولاية للتكفل بعمليات إعادة التهيئة و الترميم، كما دشن مزهود بمناسبة أول نوفمبر، عيادة جديدة بحي خرازة. و أكد الوالي، على أنه من غير المعقول تقدم خدمة عمومية محترمة للمريض في ظروف سيئة، حيث اصطدم خلال الزيارات الفجائية للمؤسسات الصحية و الاستشفائية للولاية، بالوضعية الكارثية التي توجد عليها بعض المرافق خاصة المتعلقة بالصحة الجوارية، حيث سجل كون العيادة المتعددة الخدمات بحي بوزراد حسين تقدم الخدمات في حالة يرثى لها، نتيجة لانعدام الصيانة و تشقق الجدران و الأسقف و انعدام وسائل استقبال المرضى و المواطنين، مثلما هو الحال بالعيادة المتعددة الخدمات بالصفصاف التي يقصدها المئات يوميا خاصة المحولين من استعجالات و مصالح مستشفى ابن رشد الجامعي لإجراء الفحوص الدورية، منها المتعلقة بالكسور و مختلف الأمراض. و بنفس العيادة، وقفت النصر على الضغط الرهيب الذي يعرفه المرفق ، نظرا للعدد الهائل لتحويلات المرضى في طب العظام، حيث يتجاوز العدد 200 حالة يوميا، تسلم لهم على مستوى المستشفى الجامعي بطاقة لمتابعة العلاج من الكسور بعد وضع الجبس بالاستعجالات، حيث سجلنا عددا كبيرا للمواعيد اليومية التي تسلم من قبل مصالح طب العظام، بالمقارنة مع عدد الأطباء الذين يُسخرون للفحص ، زيادة على انعدام الوسائل و الإمكانيات، بحيث لا يجد المرضى حتى كرسي بمكتب الطبيب للجلوس. كما لاحظنا أن أغلب المرضى كانوا واقفين على طول الرواق لعدم استيعاب قاعات الانتظار لعدد الوافدين، حتى الأطباء المختصين في العظام لا يملكون أبسط الوسائل للمعاينة، ناهيك عن انعدام جهاز الأشعة يسهل على الأطباء مهمة المعاينة و يخفف العبء على المريض والذي يضطر إلى التنقل إلى المصحات الخاصة لإجرائها بسبب توقف الجاهز بمستشفى ابن رشد و الإقبال الكبير على مصلحة الجسر الأبيض، إلى جانب رفض عمال جهاز الأشعة إجراء الكشوفات للمبرمجين للمعاينة الدورية و يكتفون بإجراء الأشعة للحالات المحولة من الاستعجالات الجراحية بمستشفى ابن رشد. و في هذا الشأن، وقفت النصر أيضا على المعاناة الحقيقية للمرضى المصابين بكسور، الذين يجدون أنفسهم مشتتين بين مستشفيي ابن رشد والجسر الأبيض، حيث يضطر المصاب للتوجه إلى الاستعجالات الجراحية للحصول فقط على رسالة توجيهية لإجراء الأشعة و نظرا لتوقفها هناك، يتم تحويله إلى مستشفى ضربان بالجسر الأبيض، و هي مسافة بعيدة تحتم على المريض البحث عن سيارة أجرة للتنقل لإجراء كشف الأشعة، أو الانتظار نحو ساعة من الزمن لنقله في سيارة الإسعاف التابعة للمستشفى مع عدد مع المرضى ، لتبدأ معاناة أخرى هناك مع الانتظار و كثرة المرضى و سوء التنظيم في بعض الأحيان، لعجز الطاقم الطبي على التحكم في المرضى، و بعدها يرجع المريض إلى مصلحة الاستعجالات بابن رشد لتسليم صورة الكشف إلى الأطباء المتربصين. و أرجع المدير العام للمستشفى الجامعي الدكتور نبيل بن سعيد في تصريح للنصر، مشكل تأخر تصليح أجهزة الأشعة و الكشف، إلى التعقيدات الإدارية عند اقتناء قطع الغيار و إصلاح الأعطاب و التي تستدعي تخصيص غلاف مالي و الحصول على الموافقة من قبل المراقب المالي، ثم تقديم الطلبية للمورد، هذا الأخير يعمل على جلبها غالبا من الخارج، ما يأخذ أسابيع و أشهرا أحيانا للقيام بعملية الإصلاح، مشيرا إلى أن قانون الصحة الجديد المنتظر عرضه على البرلمان، يعطي الصلاحية للمسير أو مدير المستشفى، لاقتناء قطع الغيار مباشرة و بأقل تكلفة دون المرور على الإجراءات الكلاسيكية. و أوضح المتحدث، بأن المستشفى الجامعي يحتاج إلى أموال كبيرة من أجل تغطية نفقات شراء الأدوية خاصة المتعلقة بمرضى السرطان، ناهيك على مختلف المصالح و أجور العمال، بحيث يجد المسير نفسه في وضعية صعبة لتدبر الأمر. من جهة أخرى، أشار بن سعيد إلى أن الإدارة تعمل جاهدة على تقديم خدمة عمومية جيدة و التكفل بالمريض، رغم الصعوبات و الضغط الكبير الذي تعرفه المستشفيات الجامعية بعنابة، نظرا لتحويل مئات الحالات من الولايات المجاورة إلي مصالحها، بالإضافة إلى غياب ذهنية التكفل أو التوجه إلى المستشفيات العمومية لإجراء الفحوص و العمليات الجراحية، كون المستشفى الجامعي مهمته استقبال الحالات المستعصية و الحرجة للتكفل بها و ليس الحالات البسيطة. و تعرف مصلحة الاستعجالات الجراحية يوميا، توافد مئات الحالات أغلبها غير الحرجة، كما تعرف مصلحة التوليد استقبال 60 امرأة حامل للوضع في الليلة الوحدة، يتكفل بهم طبيب واحد فقط من أصل أربعة أطباء يتداولون على المناوبة ليلا و نهارا، ما أدى إلى إصابتهم بالإنهاك من ضغط العمل.