الإقبال الكبير تشجيع للمؤلفين والناشرين يثير ناشرون وكتّاب ومثقفون في الانطباعات التي رصدتها النصر في صالون الجزائر الدولي ال 23 للكتاب الكثير من القضايا المرتبطة بحركة النشر في البلاد وما تعيشه من واقع وإشكاليات بتنوع تجلياتهما ، وانعكاسات ما يمكن وصفه بأزمة النشر على كلّ من المؤلف والناشر والقارئ. وإن كانت ثمة انطباعات متفائلة عن تصالح الجزائريين مع الكتاب، من خلال بروز بعض المؤشرات التي يعكسها حجم الاقبال على هذه التظاهرة الدولية فإن البعض لا يخفي توجساته من بروز مؤشرات أخرى حول تراجع المقروئية في الجزائر مما ينذر ببعض الانعكاسات السلبية على سوق الكتاب، يقول البعض أن إرهاصاتها بدأت تتضح لدى الناشرين وتشكل إحباطا لدى المؤلفين. حميدو مسعودي محافظ الصالون الدولي للكتاب " سيلا 2018 " متميز بكل المقاييس ولأول مرة أقحمنا مؤسسة لسبر الآراء ‹›ما يميز الطبعة ال 23 من صالون الجزائر الدولي للكتاب هذا العدد القياسي لدور النشر الجزائرية والعربية والأجنبية المشاركة، حيث تجاوزنا العدد 1018، بأكثر من 300 ألف عنوان مقابل ( 970 دار نشر ) السنة الماضية. وما يميز هذه الطبعة أيضا وجود ضيف شرف كبير ومن بلد صديق، تربط بلادنا به علاقة صداقة تاريخية منذ سنة 1958 وهي الصين الشعبية التي أحضرت عددا كبيرا من دور النشر وكوكبة من الروائيين على رأسهم الحائز على جائزة نوبل للآداب سنة 2012 ‹›مو يان ‹› وبوفد كبير بزهاء 150 شخصية ثقافية. وما يميز طبعة هذه السنة أيضا هو عدد الندوات والموائد المستديرة والمنصات التي برمجناها بالموازاة مع عرض الكتاب وما لاحظناه هذه السنة الاهتمام الكبير للجمهور بهذه النشاطات عكس السنوات الفارطة التي كان فيها الإقبال على مثل هذه الفعاليات قليلا. ولأول مرة أيضا بلغ حجم الإقبال على الصالون، الذروة في يوم أول نوفمبر بأكثر من 620 ألفا، وفي الأربعة أيام الأولى تجاوزنا عتبة المليون زائر ووصل العدد في اليوم الخامس إلى مليون و100 ألف زائر وهذا لم يحدث في السابق. وبودي الإشارة إلى أننا قد أقحمنا هذه السنة مؤسسة للقيام بسبر للآراء حول طبيعة الإقبال لدراسة ظاهرة الإقبال على الصالون. الدكتور جمال يحياوي مدير المركز الوطني للكتاب إقبال كبير على شراء الكتب من طرف عامة الناس ‹›يبدو أن طبعة هذه السنة من الصالون الدولي للكتاب بالجزائر، إيجابية من خلال الأخذ بعين الاعتبار عدة معطيات من بينها الحضور الكثيف للذين يتلهفون لشراء الكتاب، رغم ما يتردد عن غلاء اسعار الكتب. فالمتابع لفعاليات هذه التظاهرة ولو من خلال وسائل الإعلام يلاحظ بأن ثمة إقبال كبير على شراء الكتب من طرف عامة الناس إذ أن مختلف الأجنحة تعج بالعائلات التي تسعى للحصول على ما أمكنها من منشورات ومن إصدارات، على اختلاف المستويات التعليمية والثقافية لأفرادها ويمكن الزائر أن يلاحظ الأعداد المعتبرة من الكتب التي يحملها زوار المعرض أثناء خروجهم في البوابات الرئيسية لقصر المعارض. وقد أدى الإقبال الكبير على الكثير من العناوين خاصة في بعض التخصصات التقنية والتاريخية وبعض الروايات أيضا إلى نفادها››. آسيا باز مديرة النشر في " أناب" تمكنا من كسب قراء أوفياء لنوعية إصداراتنا وأسعارها التنافسية ‹›حرَصت المؤسسة الوطنية للاتصال و النشر والإشهار على المساهمة في ترقية الكتاب ونشره في بلادنا، وتقريبه من القارئ بتوزيعه في مختلف أنحاء الوطن، ما جعلنا نكسب الكثير من القراء الأوفياء وأيضا عددا من الكتاب والمؤلفين الجزائريين إضافة إلى حرصنا على تشجيع الكتاب الشباب. و تشارك ‹› أناب ‹› في دورة هذه السنة من صالون الجزائر الدولي للكتاب ب 33 عنوانا جديدا في مجالات الأدب والرواية والقصة، والتاريخ والسير الذاتية، والمذكرات و الشهادات، وعلم الآثار والدراسات السياسية والاجتماعية. وفضلا عن ذلك حرصت المؤسسة على الاهتمام هذا العام بصورة خاصة بالرياضة، و بخاصة منها كرة القدم، حيث أصدرت بالمناسبة كتابا من تأليف اللاعب والمدرب السابق حميد زوبا، والإصدار الثاني من تأليف أحمد بصول الهواري حول تاريخ الرياضة 1963 في الجزائر، كما أن المؤسسة قررت أن تحتفي أيضا بالفنان الراحل جمال علام من خلال إصدار خاص لعبد الكريم تازاروت وستوجه عائداته لفائدة جمعية التكفل بمرضى التوحد لولاية بجاية. ومن هذا المنبر فإننا نوجه دعوة مزدوجة للمؤلفين الذين يكتبون باللغات العربية والأمازيغية والفرنسية في مختلف المجالات التقرب من المؤسسة، وأيضا من القراء الذين لا شك أنهم سيجدون ضالتهم في جناحنا ومن بينهم الأطفال الذين خصصنا لهم سلسلة من الكتب والقصص التاريخية التي تعرفهم بتاريخ الجزائر وباسعار تنافسية، وعموما فإن أسعار الكتب الصادرة عن ‘' أناب ‘' في متناول الجميع''. حسام حسن مدير عام دار الأطلس للنشر بمصر صالون الجزائر من أهم وأقوى معارض الكتاب في الوطن العربي ‹› نشارك في صالون الجزائر الدولي للكتاب للمرة الخامسة، كونه من أهم وأحسن وأقوى معارض الكتاب في الوطن العربي، ويضم جناحنا إصدارات مختلفة في الأدب واللغة والنقد والروايات الرومانسية والاجتماعية فضلا عن قسم مهم لكتب علوم الإعلام والاتصال. وقد استقطب جناحنا إقبالا معتبرا من طرف الشباب ولاحظنا أن فيه اهتماما كبيرا من طرف أفراد الشريحة الشبانية على الرواية.بالنسبة للأسعار نحاول ان تكون في متناول الجميع ولكننا نصطدم عادة بارتفاع تكاليف الشحن والجمركة وكراء الجناح وغيرها من الأعباء التي تؤثر في تحديد السعر››. فضيلة الفاروق كاتبة وإعلامية جزائرية مقيمة في بيروت إقبال الشباب على اقتناء الكتب مدهش ‹› اندهشتُ كثيرا لما رأيت هذا العدد الكبير من الشباب يقبل في طبعة 2018 من صالون الجزائر الدولي للكتاب على شراء مختلف الإصدارات، وخاصة تلك التي يتم الترويج لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهي العناوين التي لاحظت أنها سرعان ما تنفد نسخها من أجنحة دور النشر التي تعرضها في هذا الصالون ، وهو دليل على أن قطاع واسع من شبابنا الجزائري يهتم بعالم النشر ويحرص على قراءة النوع الذي يحبه سواء من الأعمال الأدبية أو غيرها، والمهم أن هناك اهتمام لشبابنا الجزائري بإشباع نهم القراءة ، في زمن سيطرت فيه وسائل الإعلام والاتصال الحديثة التي تعتبر واسطة أخرى للقراءة.. لقد حرصت منذ سنوات على القدوم إلى أرض الوطن بمناسبة أول نوفمبر وكانت فرصتي مرة أخرى لأحضر هذا الصالون، وأقوم بدوري باقتناء عدد من الكتب الجديدة الصادرة في أرض الوطن وبأقلام كتاب وأدباء ومفكرين جزائريين لتقديمها للقارئ العربي، عبر الفضائية العربية التي أقدم فيها برنامجا أفرده للحديث كل مرة عن جديد سوق النشر، وأنا اهتم كثيرا بتقديم المنشورات الجزائرية بشكل ملفت للنظر في هذا البرنامج››. الدكتور بلقاسم مجاهدي مؤرخ وكاتب لا يوجد اهتمام باصدار القصة التاريخية للأطفال ‹› الملاحظ أن ثمة في صالون الكتاب نقص كبير في القصة التاريخية للطفل، ونحن بحاجة ماسة لكتّاب جادين لإشباع نهم قراءة القصص التاريخية التي تعرّف أبناءنا بتاريخ وطنهم في مختلف العصور والأزمنة سيما تاريخ ثورة أول نوفمبر.. صحيح أن الكتابة للأطفال شاقة جدا وتتطلب أسلوبا مشوقا، وأنا واحد من الذين يحاولون تقديم مادة التاريخ ‹›الجافة‹› بلغة سلسة حتى يتقبلها الأطفال ويقبلون عليها.. ما شاهدته لحد الآن أن هناك من يكتب، قصة أو اثنين ولكنها لا تدخل للأسف ضمن مشروع متكامل. وعن تجربتي في هذا المجال فقد صدر لي 15 كتابا من نوع القصة تاريخية للأطفال من إصدار وزارة الثقافة، ولدي مشروع كبير لكتابة تاريخ الجزائر من الاحتلال الفرنسي إلى الآن فضلا عن 30 قصة جاهزة للنشر تتضمن كل واحدة جولة تاريخية وبيئية وطبيعية في كل ولاية مع التعريف بتاريخها، وذلك ضمن مشروع متكامل. والحقيقة أن أزمة النشر قد أثرت على كل محدودي الإمكانيات والأمر يتوقف على تشجيع من دور النشر››. الكاتبة كريمة شامي حفيدة الأمير عبد القادر مقيمة في أمريكا ثمة أمل للعودة للقراءة وتقديس الكتاب ‹›أنا سعيدة جدا أن أرى إقبال العائلات والأفراد من مختلف الأعمار لشراء الكتب وإذا كنا نوصف بأننا أمة ‹› إقرأ›› التي لا تقرأ، فأنا أرى أن فيه أمل للعودة للقراءة وتقديسها وتقديس الكتاب. أشارك في طبعة 2018 من صالون الجزائر الدولي للكتاب بثلاثة كتب، واحد تمت طباعته في تكساس بالولايات المتحدة حيث أقيم، وكتابان طبعا في الجزائر ، ومن بين هذه الكتب ‹›قصص مهربة من الرقابة من واشنطن إلى المحروسة (الجزائر)، أتناول قصة امراة مهاجرة عاش بداخلها حب وطنها، بلد المليون ونصف شهيد››. الإعلامي والكاتب الساخر أسامة وحيد أزمة في القراءة ومشاكل في النشر ‹›بداية بودي أن اتوجه بشكري لجريدة النصر العريقة على هذه الاستضافة، وأنا أشارك بثلاثة عناوين في المقال السياسي ، من بينها كتاب ‹›يحكى أنه ‹› وهو عبارة عن مجموعة حكايات متداولة معروفة تمت صياغتها من جديد ووضعها في إطارها الزمني والسياق الحالي، مجموعة حكايات كانت ترويها الجدات ، أحاول إسقاطها على واقعنا العربي اليوم. وبالنسبة لصالون الجزائر الدولي للكتاب أرى أن هناك كتاب ولا أرى أن هناك كُتّاب، لأن الكتابة والتأليف أصبح متاحا لكل من يريد دخول هذا العالم، ويمتلك الوسائل والإمكانيات. وعلى العموم هناك أزمة نشر وأزمة قراءة بدأت إرهاصاتها تتضح كسادا لدى الناشرين وإحباطا لدى المؤلفين ، وتراجعا في القراءة لدى محبي الكتاب بدليل أن كتب الطبخ أصبحت تلقى رواجا أكبر››. حسان بن نعمان مدير دار الأمة قبل صناعة الكتاب يجب صناعة القارئ ‹› أعتقد أن ثمة تراجعا في المقروئية لدى الجزائريين بصفة عامة وإلا كيف نفسر اننا كنا نطبع في السابق 3000 نسخة لكل كتاب ولا نخاف على نفادها في حين نجد اليوم أن عدد النسخ التي نطبعها تراجع إلى 500 نسخة، ورغم ذلك فإن هذا العدد لا ينفد خلال سنة بوجود 40 مليون نسمة في البلاد وملايين الطلبة والتلاميذ والباحثين والمثقفين. وبخصوص ما نقدمه من إصدارات أقول أن دار الأمة معروفة بنوعية كتبها وبخطها وبتخصصها في الكتاب الفكري والجامعي والسياسي والتاريخي بالإضافة إلى الكتاب الأدبي النوعي فضلا عن كتب العلوم الاجتماعية، وكتب الفكر السياسي. نعم هناك أزمة قراءة ولا يجب أن نعلق ذلك على مشجب غلاء الأسعار وإذا كنا بحاجة إلى صناعة قوية للكتاب فنحن بحاجة قبل ذلك إلى صناعة القارئ وهذا ما يجب أن ينصب حوله النقاش››. محمد أيمن حمادي أصغر كاتب في الصالون ( 17 سنة) فخور لوجودي بين الكبار ‹› أشعر بسعادة غامرة لوجودي في صالون الجزائر الدولي ال 23 كأصغر كاتب (17 سنة)، والشكر موصول لوزير الثقافة عز الدين ميهوبي الذي مكنني من هذه المشاركة برواية عنوانها ‹› لم أكن بغيا›› والتي تتحدث عن نظرة المجتمع نحو المرأة، وردة فعله تجاهها حين تخطئ، والتي عادة ما تكون ردة فعل قاسية. لقد أحببت أن أشق طريقي في عالم الكتابة التي بدأتها منذ 4 سنوات على مقاعد الدراسة من خلال سلسلة خواطر صدرت لي في باكورة أعمالي المعنونة ب ‹› بقايا من مذكرات أبي جهل ‹›. وإن كنت أخترت المضي في مشاريعي المستقبلية في كتابة الرواية ، فلإنها تمثل بالنسبة لي مجالا واسعا للإبداع، أستوحي شخوصها وأبطالها من واقعنا اليومي وخاصة من المنطقة التي أقيم بها في برج عمر إدريس بولاية إليزي. عصام شويرف أستاذ مساعد في اللغة الصينية إقبال كبير للجزائريين على شراء كتب الطب الصيني ‹›بصفة عامة الكتب المعروضة في جناح الصين تتعلق بتعلم اللغة الصينية وقد لقت رواجا كبيرا من طرف فئة الشباب. ولعل حجم هذا الإقبال على كتب اللغة الصينية يفسر عراقة علاقة الصداقة القوية بين الشعبين الجزائريوالصيني، ومدى اهتمام الجزائريين بدفع العلاقات بين البلدين على أكثر من صعيد خاصة في المجال الاقتصادي، والتبادل التجاري. كما لاحظنا مدى إقبال الأطباء على شراء كتب الطب الصيني المتميز بتقنية العلاج بالوخز بالإبر، شأنها في ذلك شأن الكتب الصينية المترجمة للعربية حول بعض القوميات المسلمة سيما في منطقة شينجيانغ شمال البلاد وأيضا والكتب المتخصصة في الثقافة والحضارة الصينية التي تعود إلى 11 ألف سنة».