اقتطع رائد يوقاعة تأشيرة التأهل بصعوبة كبيرة في «ديربي» سطايفي، وفى بكامل وعوده من حيث الإثارة والتنافس فوق المستطيل الأخضر أو الاقبال الجماهيري، خاصة من جانب الوداد، ولو أن عامل الخبرة كان كافيا لحسم الأمور، ليظفر أبناء بوقاعة بالتذكرة، التي تسمح لهم بمواصلة المغامرة مع «السيدة المدللة»، مقابل نيل تشكيلة بيضاء برج التقدير والاحترام، على اعتبار أن تركيبتها كاملة من أبناء البلدية. المباراة، والتي احتضنها مركب 8 ماي بسطيف، عرفت انطلاقة متكافئة، رغم أن الرائد حاول التوجه صوب الهجوم بحثا عن هدف مبكر، وذلك باعتماد المدرب تريباش على مهاجمين صريحين، بينما كانت خيارات مدرب الوداد عادل بشير ميالة أكثر إلى الدفاع، سعيا للصمود أطول فترة ممكنة من عمر اللقاء، الأمر الذي أدى إلى احتدام الصراع على الكرة، في حدود الدائرة المركزية. ومع حلول الدقيقة 20، كللت السيطرة الطفيفة لبوقاعة بضربة جزاء، أعلن عنها الحكم بخوش، وتولى تنفيذها اللاعب بن يزيد بنجاح مانحا أسبقية لفريقه، وهو الهدف الذي كان الجميع يعتقد بأنه سيربك العناصر الشابة للوداد، لكن المعطيات الميدانية سارت في الاتجاه المعاكس، لأن رد فعل أبناء بيضاء برج كان قويا، وذلك بالخروج من قوقعتهم، وتنظيم الصفوف بحثا عن هدف التعادل، وقد تمكنوا من الوصول إلى المبتغى في الدقيقة 37، إلا أن الحكم المساعد أشار إلى وضعية تسلل. رد فعل الوداد، أتى بثماره عند الدقيقة 40، لما نجح اللاعب دوخي في تعديل النتيجة برأسية محكمة، مفجرا فرحة عارمة في أوساط المئات من الأنصار، الذين أصروا على تسجيل حضورهم في المدرجات لمتابعة هذه المباراة التاريخية لفريقهم. المرحلة الثانية، شهدت انخفاضا طفيفا في ريتم اللعب، رغم أن رائد بوقاعة أحكم سيطرته على الدائرة المركزية، لكن السيطرة ظلت عقيمة، في الوقت الذي اعتمد فيه مدرب الوداد على المرتدات الهجومية السريعة، والتي كاد على إثر إحداها اللاعب خلوطة أن يمنح الأسبقية في النتيجة لفريقه، بتسديدة قوية، تألق الحارس بوضياف في التصدي لها، وكان ذلك في الدقيقة 63. بعد ذلك بدقيقتين فقط، نجح فريق بوقاعة في ترجيح الكفة، عن طريق دوخي، قاضيا بذلك على آمال شبان بيضاء برج، في مواصلة مشوارهم في منافسة الكأس، خاصة وأن الدقائق الأخيرة عرفت انهيار تشكيلة الوداد من الناحية البدنية، على اعتبار أنها لعبت 3 مباريات رسمية في ظرف أسبوع، مما أثر بصورة مباشرة على جاهزية اللاعبين من ها الجانب، مما فسح المجال أمام الرائد لحكام سيطرته المطلقة على مجريات اللعب، لكن دون تحسيد الفرص المتاحة إلى أهداف، لتنتهي المقابلة في روح رياضية عالية بتأهل منطقي ومستحق لرائد بوقاعة، مع ارتكاب الحكم بخوش خطأ تقنيا، كونه ألزم بدلاء الفريقين على الالتحاق بحجرات الملابس بعد التغيير الثالث لكل فريق، رغم أن تعديلات قوانين الفيفا رخصت بإجراء تغيير رابع في الشوطين الإضافيين.