قوات القذافي تقصف باب العزيزية بالصواريخ وأجواء الحرب لا زالت تخيّم على طرابلس لم تعرف العاصمة الليبية طرابلس أمس طعم الهدوء رغم أن المتمردين بسطوا سيطرتهم على أغلب أجزائها، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين كما قصفت القوات الموالية للعقيد الليبي مناطق بوسط المدينة منها مجمّع باب العزيزية الذي وقع في أيدي المتمردين أول أمس الثلاثاء، وسمع دوي قصف عنيف في منطقة المنصورة وقرب فندق ريكسوس، وحسب المعارضة فإن معظم هذا القصف كان من قوات القذافي المتواجدة بمنطقة أبو سليم. وقال متحدث باسم المتمردين في تصريح صحفي أن قوات الزعيم الليبي أطلقت القذائف بشكل كثيف وصل إلى 70 قذيفة، فيما ذكرت مصادر إعلامية أن تلك القوات قصفت بالصواريخ والدبابات بلدة العجيلات غربي طرابلس، وهي الهجمات التي جاءت عقب تقارير ذكرت صباح أمس أن الوضع مستقر في العاصمة، وأن الحواجز الأمنية للمتمردين انتشرت "كل مئة متر تقريبا ويحرسها الآلاف منهم". من جهة أخرى وفي خطوة مفاجئة، عرض المجلس الانتقالي للمعارضة مكافأة ب1.6 مليون دولار للقبض على القذافي، كما عرض المجلس العفو عن أتباع العقيد إذا هم قتلوه أو قبضوا عليه، وذلك بعد فشله في اعتقال الزعيم الليبي وأبنائه حتى بعد سيطرة مقاتليه على العاصمة واقتحامهم مجمّع باب العزيزية، فيما صرّح عبد الحفيظ غوقة نائب رئيس المجلس الانتقالي أنه يجب محاكمة القذافي في ليبيا قبل تسليمه للمحكمة الجنائية الدولية التي اتهمته بارتكاب جرائم حرب في ماي الماضي، وقال أنه ما زال في ليبيا وليس من المحتمل أن يهرب، مضيفا أنه إن لم يكن في طرابلس فربما يكون قد تسلّل إلى وسط البلاد أو إلى الجنوب. وبعد الاشتباكات العنيفة التي وقعت قرب فندق ريكسوس بالعاصمة، اتهمت منظمة "مراسلون بلا حدود" أمس الأربعاء موالين للعقيد الليبي باحتجاز 35 صحافياً أجنبياً ينزلون بالفندق كرهائن، داعية إلى ضمان أمنهم، وقالت المنظمة في بيان لها أنهم عاجزون عن مغادرة فندق ريكسوس بطرابلس منذ مساء 21 أوت الجاري، مضيفة أن هناك دبلوماسيين أجانب عالقون هناك أيضا، وأشارت إلى أن الكهرباء والمياه تنقطع بشكل مستمر في ذات الفندق. من جهته أعلن رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل أن انتخابات برلمانية ورئاسية ستبدأ في ليبيا بعد ثمانية أشهر، ولم يخف عبد الجليل أن ليبيا بعد القذافي ستكون لديها علاقات خاصة بالدول التي دعمت المعارضة، مؤكدا أنها ستكون عضوا كاملا في المجتمع الدولي وستحترم جميع المواثيق التي تم توقيعها من قبل، كما قال أنه لا يرغب في القيام بأية عمليات انتقامية أو اغتيالات، وأنه سيعمل على القبض على القذافي وعائلته أحياء لتقديمهم للمحاكمة، ما يتناقض مع عرض قدمه المجلس الانتقالي للقبض عليه حيا أو ميت مقابل مكافأة مقدرة ب1.6 مليون دولار.