1500 مريض سرطان مهددون بالموت لتعطل أجهزة العلاج بالأشعة أكد مصدر طبي بمركز مكافحة السرطان التابع للمستشفى الجامعي بقسنطينة، أن أزيد من 1500 مريض سرطان مهددون بالموت، بسبب تعطل أجهزة العلاج بالأشعة و عدم استبدالها، في وقت سُجل فيه تأخر كبير في مشروع توسعته الذي لن يُسّلم قبل سنة. و كشفت ل"النصر" البروفيسور جمعة عائشة الطبيبة المسؤولة بمصلحة العلاج بالأشعة لمركز معالجة السرطان الحكيم بن رجب بالمستشفى الجامعي ابن باديس، أن مئات مرضى السرطان بقسنطينة و الولايات المجاورة لها يموتون ببطء لعدم خضوعهم لحصص العلاج، نظرا للاكتظاظ الكبير في مصلحة تشهد و منذ قرابة السنة تعطل جهاز دفع الهواء النووي الوحيد بها و الذي يُعد ضروريا جدا في مرحلة العلاج بالأشعة، حيث توقف عن الخدمة بعد 20 سنة من الاستعمال رغم أن عمره الافتراضي لا يتعدى 12 سنة، و هو ما أدى في حالات كثيرة إلى وفاة المريض قبل وصول موعد العلاج الذي يبرمج غالبا بعد 12 شهرا، و هي حالات تُسجل خاصة بالنسبة للمصابات بسرطان الثدي لانتشار المرض بسرعة في أجسادهن. و كان مفترضا أن يستفيد مركز علاج السرطان بمستشفى ابن باديس الذي يستقبل مرضى 17 ولاية مجاورة، من جهاز دفع هواء نووي جديد منذ فترة، لكن ذلك لم يحدث رغم استكمال جميع الإجراءات المتعلقة بالمناقصة الدولية لاقتنائه، ليبقى تذليل عقبة التعقيدات الإدارية، حسب مصادر مطلعة، العامل الوحيد الذي سيسمح بتسريح الأموال التي خُصصت لجلبه من أجل الحد من معاناة مرضى السرطان الذين سبقوا أن أغلقوا مدخل المستشفى احتجاجا على التأجيلات المتكررة لحصص العلاج و الظروف الصعبة التي يتم فيها ذلك. اكتظاظ يومي في مركز دون مولد كهربائي من جهة أخرى تستقبل يوميا مصلحة العلاج بالأشعة التي تُعد الأهم على مستوى مركز مكافحة السرطان، من 180 إلى 200 مريض، يخضعون للعلاج بإمكانيات جد محدودة سببها تعطل و قدم الأجهزة، و هو ما جعلها تعج بالمرضى، أمام توفر 70 سريرا فقط، فضلا عن الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، التي كانت "النصر" شاهدة عليها بحيث اضطر أحد المرضى بسبب الانقطاع المفاجئ للتيار، للانتظار مطولا بعد أن كان يستعد لدخول لحصة علاج، و هو أمر يقول أطباء المصلحة أنه يزيد من تدهور الحالة النفسية لمريض السرطان، الذي لا تحظى المصلحة التي يعالج فيها بمولد كهربائي ،على غرار باقي المصالح لاستعماله في مثل هذه الحالات الطارئة. المركز الجديد لمكافحة السرطان لن يسلم قبل سنة مشروع المركز الجديد لمكافحة السرطان ،الذي يعد بمثابة توسعة للقديم و كلف خزينة الدولة مبلغ 40 مليار سنتيم، يشهد هو الآخر عدة عراقيل حالت دون تسليمه في الآجال المحددة، بعد أن انطلقت به عملية الإنجاز قبل 3 سنوات على أن تنتهي أفريل الماضي، و هو ما لم يحصل حيث لاحظنا أن عدة أشغال لا زالت تنقصه خاصة في الطابقين العلويين، كما أكدت لنا مصادر مطلعة في عين المكان أن استكماله يتطلب 8 أشهر على الأقل، رغم أن مسؤول الاتصال في المستشفى قال أن المشروع سيُسلم نهاية ديسمبر المقبل و أرجع هذا التأخر إلى عدم التزام مكتب الدراسات. و بتعطُل تسليم هذا المركز الجديد فإن استقدام ثلاثة أجهزة علاج بالأشعة كلفت مجتمعة 38 مليار سنتيم، سيتأخر أيضا، ما يعني أن معاناة مرضى السرطان بولايات الشرق ستستمر لسنة أخرى على الأقل إما بتعرضهم للموت البطيء أو بتكبدهم عناء التوجه إلى العيادات الخاصة أو إلى المراكز المتواجدة بالولايات الأخرى.