تعد ظاهرة بيع المأكولات الخفيفة عبر شوارع مدينة سطيف خلال السهرات الرمضانية من أكثر الظواهر انتشارا في السنوات الأخيرة، ذلك أن باعة هذه المأكولات وأغلبهم من البطالين يشرعون في ممارسة نشاطهم مباشرة بعد الإفطار ليستمر إلى ساعات متأخرة من الليل، حيث وبعد تجهيز طاولاتهم بمختلف أنواع المأكولات التي تجلب الزبائن كالشواء والمرقاز والبيض وغيرها، تبدأ عملية طهيها حسب طلبات هؤلاء الزبائن وسط أجواء خاصة تميزها روائح هذه المأكولات وكثافة الدخان المتصاعد من المشاوي، وإذا كانت مدينة سطيف معروفة بكثرة مقاهيها طيلة أيام السنة تجسيدا لشعار سكانها “بين مقهى ومقهى يوجد مقهى” فإن هذه المقاهي تفقد مكانتها خلال رمضان لتحل محلها طاولات بيع المأكولات الخفيفة، حيث وبالرغم من عرض مختلف هذه المأكولات على الأرصفة بدون توفر الشروط الضرورية لحماية المستهلكين إلا أنها تعرف إقبالا كبيرا من طرف الزبائن، الأمر الذي شجع العديد من الباعة على ممارسة هذا النشاط بطرق غير شرعية، وذلك بغرض تحقيق الربح السريع حتى ولو كان على حساب صحة المواطن. طاولات الباعة متواجدة بكثرة عبر مختلف الشوارع والساحات العمومية وبمحاذاة المساجد والمقاهي وكل الأماكن الأخرى التي يقصدها المواطنون خلال السهرات الرمضانية، وتعرف إقبالا كبيرا من طرف الزبائن خاصة بعد خروج المصلين من المساجد بعد صلاة التراويح، حيث يفضل أغلبهم تناول هذه الوجبات الخفيفة ومواصلة السهر إلى ساعات متأخرة من الليل، وحسب العديد من هؤلاء الزبائن فإن أغلبهم يضطرون إلى تناول وجبات الإفطار في المنازل بأسرع وقت ممكن، وهذا بالنظر للحرارة الشديدة حيث يكتفون بتناول كميات قليلة من المأكولات جراء كثرة استهلاكهم للمياه ومختلف أنواع المشروبات، وبالتالي يجدون في المأكولات الخفيفة خارج المنازل ما يعوضهم عن ذلك. الظاهرة لم تعد مقتصرة على عاصمة الولاية، بل توجد أيضا بكثرة عبر كل التجمعات الحضرية الكبرى.