نفذت مصالح أمن ولاية قسنطينة خلال اليومين الماضيين، مداهمات للأماكن المشبوهة عشية رأس السنة الجديدة، وتمكنت من توقيف مجموعة من الأشخاص مع حجز كمية من الحبوب المهلوسة والمخدرات والأسلحة البيضاء، و قد رافقت النصر عناصر الشرطة خلال كل الترتيبات التي أقيمت أثناء هذه العمليات و خلال تأمين المطار و الطرقات. انطلاقة العملية كانت من مطار محمد بوضياف في حدود الساعة الثالثة بعد الزوال، أين وقفنا على تشديد الإجراءات الأمنية لمنع محاولات التهريب التي تسجل قبل حلول السنة الجديدة، و ذلك عبر التفتيش الدقيق للمسافرين و أمتعتهم، من أول حاجز إلى غاية آخر محطة قبل ركوب الطائرة، و هنا أكد رئيس خلية الإعلام بالمطار محافظ الشرطة بلحطة محمد، أن أغلب ما يتم حجزه عبارة عن حبوب مهلوسة و مبالغ مالية غير مصرح بها وبدرجة أقل مخدرات، مضيفا أن كل مسافر يتم تفتيشه بشكل دقيق وفردي وبمكان مغلق في حالة الاشتباه فيه، وسط يقظة وحذر كبيرين بغية إحباط أية عملية غير قانونية. إجراءات مشدّدة لمراقبة المركبات بعلي منجلي بعدها، رافقت النصر عناصر الأمن إلى المدينة الجديدة علي منجلي، من أجل حضور الترتيبات التي أقيمت على مستوى العديد من الحواجز، والبداية كانت بالتواجد على مستوى حاجز بالطريق المؤدي إلى عين سمارة، أين استعملت الشرطة لوحا الكترونيا للكشف عن هويات المبحوث عنهم و معرفة المركبات المسروقة أو المبحوث عنها، كما تم توفير سيارة تستغل في الكشف عن بعد عن الأرقام التسلسلية و تسجيلات المركبات المزورة، لتتم عملية التوقيف في حالة التأكد من عدم تطابق البيانات، و قد وقفنا على تفتيش بعض المركبات التي أثارت الشكوك و تبين أنها نظامية، ليتم التنقل عقب ذلك إلى المحور الدوراني على مستوى حي كوسيدار، حيث أوقف عناصر الأمن بعض السيارات وأخضعوها للمراقبة الروتينية من خلال التحقق من وثائق السيارات وكذا التأكد من هوية سائقيها. وأكد نبيل بوعزة قائد فرقة الأمن العمومي بعلي منجلي والذي أشرف على العملية، أن مصالحه وضعت تشكيلا خاصا بنهاية السنة، من أجل التواجد المكثف في مختلف محاور علي منجلي وبمختلف مخارجها ومداخلها و كذا على مستوى مختلف المحاور والفنادق، خاصة تلك التي تشهد إقامة الحفلات، مؤكدا توفير العدد المناسب من رجال الشرطة لمواكبة هذه الاحتفالات مع ضمان حركة مرور عادية. و قد كان وسط مدينة قسنطينة الوجهة التالية التي برمجت بها عمليات مداهمة بالعديد من أوكار الجريمة، حيث كانت الساعة تشير إلى السادسة مساء، عندما تجهزت قوات فرقة البحث والتدخل «بياري» على مستوى مقر أمن الولاية بالكدية، بعد أن تم وضع مخطط أمني يخص المناطق المستهدفة، و يتعلق الأمر بأحياء بومرزوق، الإخوة عباس «وادي الحد»، دقسي عبد السلام، الأمير عبد القادر «الفوبور»، باب القنطرة، السويقة و شارع العربي بن مهيدي «طريق جديدة» والرحبة، و قد ضم الموكب عشرات السيارات الخاصة بالفرقة وبعض الدرجات النارية وكذا مركبات المصالح الولائية للأمن العمومي، كما بلغ عدد رجال الأمن حوالي 50 عنصرا. حظائر سيارات تتحوّل إلى أوكار لتعاطي الكيف وكانت بداية المداهمات بحي بومرزوق، حيث تم التوجه مباشرة لبعض الزوايا المظلمة والمشبوهة، وخلال عمليتين متفرقتين داهمت الشرطة موقع يتجمع فيها بعض الشباب، الذين هموا بالهروب مباشرة بعد رؤيتهم لرجال الأمن، ليتم توقيفهم في مناطق مختلفة بالحي إلى جانب آخرين بذات المكان، وخلال هذه العملية اقتيد أحدهم لمقر الأمن الحضري 14 لعدم حمله بطاقة تعريف أو أية وثيقة تؤكد هويته. بعدها مباشرة توجهت القوات إلى الحي الشعبي «وادي الحد»، أين تم التفطن لعدد من الشباب المجتمعين في زاوية مظلمة، وعند الوصول إليهم خضعوا لعمليات تفتيش، بينما كانت علامات الخوف تبدو على وجوههم، خاصة وأنهم كانوا يحتسون الخمور، لتواصل الفرقة طريقها داخل الحي و تتوقف عند حظيرة سيارات غير شرعية، حيث تم تفتيش العديد من المركبات المركونة هناك و الأشخاص الذين كانوا على متنها، وهنا سجلنا أول عملية توقيف مست أربعينيا كان يحمل سكينا من الحجم الكبير دون مبرر شرعي، وهو في حالة سكر جد متقدمة، كما تم حجز كمية صغيرة من المخدرات بعد تفتيش شخص آخر كان متواجدا بإحدى المركبات، حيث تم اقتياد كليهما إلى مقر الأمن الحضري الرابع، دون أدنى مقاومة منهما، لتتم مداهمة بعض الأماكن المشبوهة في حي الدقسي أين لم يقف عناصر الأمن على أية خروقات تذكر. و قد واصلت قوات الأمن طريقها، وهذه المرة صوب محور الدوران بحي الزيادية، أين تمت خلال عملية سريعة لرجال الأمن، مداهمة مجموعة من الأشخاص الذين كانوا متواجدين في سيارات مركونة، إضافة إلى مفاجأة آخرين كانوا يقيمون جلسات خمر بزوايا مظلمة، حيث تركوا لحال سبيلهم بعدما تبين أنهم لا يحوزون على أية ممنوعات. بعدها توجهنا رفقة عناصر الأمن إلى باب القنطرة ثم صوب حي السويقة الشعبي، وهنا كان لا بد أن تتواصل العملية سيرا على الأقدام بسبب الطرقات الضيقة التي تميز المكان، حيث تم التوغل وسط الأزقة و مداهمة النقاط المشبوهة، وصولا إلى «طريق جديدة» وسط المدينة، أين تم تفتيش بعض الشباب الذين اتخذوا من بعض الزوايا مكانا لهم. و بالمنطقة التجارية المعروفة باسم «الرحبة» التي كنا قد وصلنا إليها حوالي الساعة التاسعة ليلا، تمت مداهمة مختلف المسالك ثم التوجه صوب طاولة شواء بإحدى الزوايا المنعزلة، حيث كان العديد من الشبان ملتفين حولها، ليقوم رجال الأمن بمباغتتهم بسرعة كبيرة، و يعثروا على كمية من الحبوب المهلوسة بعد تفتيش هؤلاء الشباب، إضافة إلى مخدرات من نوع الكيف، حيث تم توقيف حامليها الاثنين إضافة إلى البائع، الذي اتضح أنه يستعمل تلك الطاولة من أجل ترويج المهلوسات والمخدرات، و قد تم اقتياد الثلاثة إلى مقر الأمن بالكدية دون مقاومة منهم، لتنتهي العملية بحجز كمية من المخدرات و المهلوسات، إضافة إلى سلاح أبيض من الحجم الكبير. تكثيف للدوريات بالمراكز التجارية الكبرى وأكد محافظ الشرطة حسيني فؤاد رئيس فرقة البحث والتدخل بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية لولاية قسنطينة، أن برمجة هذه المداهمات التي مست أوكار الجريمة وكل النقاط التي يمكن أن يرتادها المطلوبون أو المشبوهون، تأتي لمنع إثارة الفوضى أو محاولة تعكير صفو الاحتفالات بنهاية السنة، و بالتالي الحفاظ على الأمن بمختلف الأحياء والطرقات، مضيفا أن العملية كانت جد ناجحة من خلال المواد الممنوعة التي تم حجزها، كما أنها لاقت استحسان المواطنين الذين تجاوبوا مع رجال الأمن. وتواصلت العمليات الأمنية إلى ليلة دخول السنة الميلادية الجديدة، من خلال تكثيف الوضعيات الثابتة على مستوى المحاور الرئيسية لمدينة قسنطينة، و قد أكد الملازم الأول للشرطة فارس زلاغي من خلية الاتصال والعلاقات العامة بأمن الولاية، تسخير كل الإمكانيات البشرية والمادية لتأمين التظاهرات والاحتفالات، وكذا لضمان حركة سير مثالية، وذلك من خلال تكثيف الوضعيات الثابتة و الدوريات الراجلة والراكبة عبر مختلف أحياء المدينة، وخاصة بالقرب من الأسواق والمحلات والمراكز التجارية الكبرى.