رئيس حكومة المعارضة الليبية يهدّد بالاستقالة بسبب الاقتتال الداخلي مقتل 12 من قوات المعارضة في محاولة الاقتراب من سرت لوّح رئيس الحكومة المؤقتة في ليبيا محمود جبريل أول أمس بالاستقالة من منصبه، لدى قيامه بأوّل زيارة إلى طرابلس منذ دخلتها قوات المتمردين، وذلك بعد ظهور بوادر عن انقسام واقتتال داخلي في صفوف المعارضة. وأقرّ جبريل في مؤتمر صحفي بأن "خلافا بدأ يتفجّر" داخل المعارضة، ما أرجعه إلى غياب مؤسسات دستورية، وغياب معايير دستورية تحدّد قواعد الاختلاف السياسي، وأوضح أن بعض أطراف المعارضة قاموا "بمحاولات لبدء لعبة سياسية قبل التوصل لإجماع عام"، مضيفا أن أولوية الإدارة الجديدة هي "إنهاء المعركة ضد قوات القذافي"، وأنه في حال ما إذا اتضح أن تيارات المعارضة المختلفة "لا تجمعها أرض مشتركة" فإنه سوف ينسحب، كما اعتبر المتحدث أن المعركة لم تنته بعد مع القوات الموالية لمعمّر القذافي، وقال أن المعارضة ما زالت "تواجه التحدي الأكبر". وحول التحضيرات للسيطرة على آخر المناطق التي تتمركز فيها القوات الموالية للعقيد الليبي معمّر القذافي بعد فشل مفاوضات لتسليمها دون قتال، ذكر المتحدث أن منطقة بني وليد مازالت لم تحّل الأمور فيها بعد، وذلك بعد أن مدّد رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل المهلة المحدّدة للتفاوض مع أنصار إلى غاية اليوم السبت، حيث علّق جبريل بالقول أن تلك المهلة "استغلت لمزيد من التعبئة والحشد وحفز الليبيين على قتل بعضهم البعض ". وفي المقابل حاول الرجل الثاني في المجلس الانتقالي نفي الأنباء المتداولة عن وجود خلاف بين المجلس الانتقالي ومقاتليه في الميدان، معتبرا أن هناك "حملة شرسة تشن على المجلس الانتقالي وفروعه"، دون أن يستبعد وجود عناصر "من الطابور الخامس" الذين يحاولون حسبه زرع الفتنة وخاصة أنهم من تيارات مختلفة قصد التنافس السياسي، وهو ما استهجنه وقال أنها ليست طريقة لشنّ الحملات السياسية، ودعا المثقفين والصحافيين إلى "بدء بحوار وطني معمّق" في كل أنحاء ليبيا، لمعرفة ما يريده الليبيون وإنتاج ميثاق شرف وطني بينهم كما قال. وفي الوضع الميداني أعلن المتمردون تشكيل وحدات خاصة لتعقب العقيد الليبي معمر القذافي، حيث ذكرت مصادر إعلامية أن مقاتلي المعارضة شكلوا وحدات لتعقب المكالمات الهاتفية لمساعدي القذافي في محاولة منهم لرصد الموقع الذي يختبئ فيه، وقال قائد للمتمردين في طرابلس أنهم تم تشكيل "وحدة تضم أكثر من 200 فرد من القوات الخاصة" تتولى مهمة تعقب القذافي، مضيفا أن اعتقاله مسألة وقت. وذاك فيما أفادت تقارير بأن المعارضة تقدمت صوب سرت ومدينة بني وليد قبل ساعات من انتهاء مهلة استسلام المدن الموالية للقذافي، وهو التقدم الذي تسبّب في مقتل حوالي 12 من مقاتلي المعارضة الذين لقوا حتفهم في قتال مع قوات القذافي خارج منطقة الوادي الأحمر على مسافة حوالي 60 كيلومترا شرق مدينة سرت الساحلية، وقد أرسل المجلس الانتقالي قوات إضافية إلى مدينة بني وليد المحاصرة، بعد فشل المفاوضات مع زعماء القبائل وعدم الإعلان عن نتائج بعد، فيما أكد قائد عسكري للمعارضة أنه ينتظر تعليمات بتحرك محتمل، وتضم بني وليد قبيلة ورفلة إحدى أكبر القبائل في ليبيا. من جهة أخرى أكد أندرس فوغ راسموسن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أن الناتو سيواصل مهمته في ليبيا "ما دام هناك خطر على المدنيين من القوات الموالية لمعمر القذافي"، وأضاف قائلا للصحفيين في لشبونة إنه بعد زوال الخطر سيكون دور الحلف دورا داعما، وأكد في وقت لاحق عقب اجتماعه بوزير الدفاع البرتغالي بيدرو برانكو، أنه لا تزال توجد بعض المقاومة من قبل قوات القذافي ما يستدعي حسبه استمرار نشاط الناتو "حتى يزول التهديد". وأكد راسموسن مجدّدا أن انتهاء المهمة في ليبيا لا يتوقف على اعتقال القذافي وقال أن ذلك يتوقف على " إجراء تقييم عسكري على الأرض لمعرفة ما إذا كان المجلس الانتقالي قادرا على حماية السكان "، معتبرا أنه على القذافي وقواته "أن يدركوا أنهم لن يستفيدوا شيئا من مواصلة القتال".