يتعرض قطاع السياحة بقالمة أمس الجمعة لانتكاسة كبيرة في أول يوم من موسم ربيع الشلال، الذي يعد أكبر تظاهرة سياحية بشرق البلاد. فلا سياح و فضاءات طبيعية مهجورة، و مرافق خدمات مشلولة، فنادق و منصات ألعاب، و مطاعم فتحت أبوابها للزوار منذ الساعات الأولى من صباح أمس الجمعة، لكن لم يأت إلا القليل من السياح، خلافا للسنوات الماضية التي شهدت تدفق أمواج بشرية كبيرة على الجوهرة السياحية في بداية أول يوم من عطلة الربيع. قال سكان المدينة الذين يعيشون على الأنشطة السياحية على مدار السنة تقريبا، بأن اليوم الأول من العطلة يتزامن مع المسيرات التي ينظمها المواطنون كل جمعة عبر مختلف ولايات الوطن، لهذا تراجع عدد السياح، آملين في عودة الحيوية إلى الفضاءات ا سياحية الجملية ابتداء من اليوم السبت. و بدت المدينة السياحية حزينة على غير العادة، و بقيت منصات الألعاب جاثمة على الأرض دون حراك، و باستثناء ساحة السوق الأسبوعي الذي ينظم كل جمعة، فإن فضاءات الشلال الشهير و محمية العرائس الأسطورية، و المركب السياحي و بحيرة بن عصمان و حدائق الشلال و الفنادق و المطاعم، ظلت مواقع مهجورة تقريبا، حسبما وقفنا عليه في جولة قادتنا إلى قلب المدينة السياحية صباح أمس الجمعة. و يسود القلق و الخوف وسط سكان المدينة من استمرار الركود خلال الأيام القادمة بسبب الحراك الشعبي، و يعد التجار الذين أبرموا عقودا مع البلدية لحجز مساحات بيع و عرض، الأكثر تضررا من الوضع الراهن. و تعرف الجوهرة السياحية بقالمة تطورا كبيرا في السنوات الأخيرة ، بعد إطلاق مشاريع تحديث البنية التحتية، و بناء الفنادق و المنتجعات السياحية، و ظل الجميع يراهن على موسم سياحي استثنائي هذا الربيع، لكن المسيرات الشعبية السلمية التي تنظم كل جمعة عبر كل ولايات الوطن، حالت دون تنقل السياح إلى القطب الحموي الكبير، في انتظار ما تسفر عنه الأيام القادمة، حيث يأمل المشرفون على قطاع السياحة بقالمة، عودة الحركة من جديد بين يومي السبت و الخميس، لكنهم لا يتوقعون ذلك الزخم الكبير الذي ظل راسخا في أذهان الجميع عندما كانت الأمواج البشرية الهائلة تتدفق باستمرار، و تشل طرقات و ساحات الجوهرة السياحية التي استقبلت ذات ربيع أكثر من 30 ألف سائح في يوم واحد. فريد.غ