إطلاق مشروع الذخيرة العربية الإلكتروني بالجزائر تم أمس في العاصمة الإعلان الرسمي عن تأسيس حصة الجزائر في ''الهيئة العليا للذخيرة العربية'' التي تهدف للتعريف بالتراث العربي والإنتاج المعرفي والعلمي والفكري المعاصر وجعله في متناول الجميع عن طريق شبكة الانترنيت، وتم بالمناسبة تشكيل اللجنة الوطنية التي ستعمل على تجسيد هذا المشروع الذي اقترحته الجزائر وحظيت باحتضان مقره الرسمي. وقد جاء الإعلان تأسيس حصة الجزائر في هذه الهيئة التابعة للجامعة العربية خلال ندوة وطنية تأسيسية نظمها المجمع الجزائري للغة العربية في قصر الأمم بنادي الصنوبر. وخلال إشرافه على افتتاح هذه الندوة التي ضمت رؤساء المؤسسات والمراكز الجامعية والمراكز البحثية المعنية بهذا المشروع أكد الأستاذ الدكتور عبد الرحمان حاج صالح رئيس المجمع الجزائري للغة العربية ورئيس هذه الهيئة أن '' الذخيرة العربية، ليست مكتبة إلكترونية بل هي قاعدة مُحوسبة من المعطيات العلمية الثقافية وتشمل كل فنون المعرفة وكل الميادين العلمية والتقنية''، مشيرا إلى أن هذا المشروع يرمي إلى إدخال الملايين من النصوص التراثية والعلمية والتقنية باللغة العربية عبر موقع إلكتروني بمشاركة 19 دولة عربية، سينافس ما يقدمه '' محرك بحث غوغل'' من حيث القيمة العلمية للمادة التي سيتم توفيرها، مبرزا في ذات السياق أهمية هذا النظام لما يحققه من إسهام فكري ومعرفي والذي قال أنه سيشكل مرجعا علميا وتقنيا وثقافيا ومصدرا لشتى الدراسات اللغوية والاجتماعية والتاريخية والعلمية وغيرها، وتوفير قاعدة معطيات نصية يحرر على أساسها عدد من المعاجم وتسعى إلى أن تكون ''مصدرا موثوقا'' من المعلومات العلمية والتكنولوجية والأدبية واللغوية والاجتماعية والثقافية التي تستجيب لكل سائل وباحث عنها. وتعد أيضا أداة تربوية وتعليمية كمصدر موثوق للمعلومات موجهة إلى مختلف شرائح المجتمع بكافة مستوياتهم التعليمية من خلال إمدادهم بكل المعلومات العلمية في أحدث صورها باللغة العربية مع النص الأصلي الإنجليزية أو الفرنسية أو أي لغة أخرى لمن يرغب في ذلك. وعن موعد إطلاق الموقع الخاص بهذه الهيئة التي وافقت عليها 19 دولة عربية وتعد الجزائر الدولة الأولى الموقعة على نظامها الأساسي، قال الدكتور حاج صالح في تصريح للنصر أن ذلك سيتوقف على مدى توفر المادة العلمية والمعرفية التي سيتم اقتراحها من طرف الخلايا البحثية التي ستعمل تحت إشراف اللجنة الوطنية التي يترأسها الأستاذ الشريف مريبعي من جامعة الجزائر 2 ( وممثل الجزائر في الجمعية العامة للهيئة ). ومعلوم أن مهمة هذه اللجنة التي تضم 12 عضوا– يضيف المتحدث - ستتمثل في إقرار النصوص للحيازة بعد النظر فيما تقترحه كل مؤسسة جامعية أو بحثية أو أي مؤلف أو باحث لتفادي التكرار والإشراف على أعمال الترجمة العلمية واختيار البحوث التي تستحق الحيازة والإشراف على الأعمال التربوية بالتعاون مع مصالح وزارة التربية والمتابعة العلمية والتنسيق بين مختلف الجهات المشاركة. وفي سياق متصل أشاد رئيس هيئة '' الذخيرة العربية '' بالمشاركة الأردنية الرائدة في هذا المشروع والتي تمكنت إلى الآن من توفير 1000 كتاب في موقع خاص قال أنه سيتم دمجه في الموقع الأم للهيئة حال إنشائه في المستقبل المنظور.