أعلن رئيس المجمع الجزائري للغة العربية السيد عبد الرحمن حاج صباح أمس عن تحقيق انجاز مؤسسة الذخيرة العربية وهي الهيئة المشرفة على مشروع الانترنت العربي حيث من المنتظر الاعلان رسميا عن عملية تنصيب مجلس ادارته يوم السبت القادم. وأوضح السيد حاج صالح في ندوة صحفية عقدها بمقر المجمع أن تحقيق هذه الذخيرة العربية أو الانترنت العربي "كان صعبا للغاية ومستحيلا عمليا من حيث ما يستلزم ذلك من الجهود والاموال لذلك كما أضاف قائلا فقد تم اقتراح مبدأ المشاركة الحرة للمؤسسات العلمية والثقافية في كل بلد بمساعدة مادية من الدولة". وأضاف بأن تسيير انجاز هذا العمل يعود بعد ذلك في كل بلد الى لجنة قطرية أو وطنية يترأسها المسؤول المحلي للمشروع ترشحه حكومته ويعينه الامين العام للجامعة العربية. وذكر رئيس المجمع الذي سيرأس هذه الهيئة أن مقر هذه الاخيرة سيكون في الجزائر التي رشحتها 18 دولة عربية مساهمة في الذخيرة العربية لاحتضان مقرهذا المشروع. تعتبر الذخيرة العربية بنكا آليا من النصوص القديمة والحديثة يشتمل على التراث الثقافي العربي وعلى الانتاج العلمي والعالمي (منقول الى العربية) الحالي. وبخصوص فوائد هذه الذخيرة أكد السيد حاج صالح بأنها ستمكن الباحثين من الحصول في حينها على كل الالفاظ التي يطلبها وفي قائمة شاملة تغطي كل المجال المفهومي الذي اختاره اضافة الى كونها ستكون المصدر الموثوق للمعلومات على اختلاف أنواعها. كما سيمكن للذخيرة حسب نفس المسؤول من مساعدة المتعلم على اكتسابه لبعض المهارات بتقوية تحصيله لها وبتقدم أسرع وذلك مثل تعلم اللغة العربية أو لغتين وكفاءات أخرى بحسب الطلب. ومن بين الاهداف المرجوة من المشروع ايجاد قاعدة معطيات نصية يحرر على أساسها عدد من المعاجم وخاصة "المعجم الجامع للغة العربية " كما يرمي الى أن يكون "مصدرا موثوقا" من المعلومات العلمية والتكنولوجية والادبية واللغوية والاجتماعية و الثقافية التي تستجيب لكل سائل و باحث عنها. ويعد المشروع من جهة أخرى "أداة تربوية وتعليمية كمصدر موثوق للمعلومات الذي لا يستغنى عنه" موجه للتلميذ الصغير أو المراهق أو الطالب الجامعي والاساتذة بكل مستواياتهم التعليمية من خلال إمدادهم بكل المعلومات العلمية في أحدث صورها باللغة العربية مع النص الأصلي الانجليزي أو الفرنسي إن رغبوا في ذلك . وفي حديثه عن فكرة انشاء مثل هذه الذخيرة قال رئيس المجمع الجزائري للغة العربية الذي سيحتضن مقر المشروع بأن الجزائر كانت المبادرة اليها منذ اكثر من 20 سنة حينما كان التفكير بانشاء مدونة للنصوص التراثية وغير التراثية من خلال جمع اللغة العربية في استعمالها الحقيقي لكي تكون مرجعا للبحوث العلمية. وأضاف بان هذه المدونة "كانت الاساس في الاول الى ان تبلورت فكرة "انترنت بالعربية" بما يشبه في حد ما وليس مطابقا موقع "غوغل". وبالنظر الى "ضخامة" المشروع الذي لا تقدر على تجسيده دولة عربية أو اثنتين تقرر اشراك 18 دولة فيه حسب السيد حاج صالح الذي أشار في نفس الوقت بأن الجزائر كانت "الاولى" في معالجة اللغة العربية بالحاسوب منذ اكثر من 20 سنة. وستخصص المرحلة الاولى التي ستمتد لمدة خمس سنوات لتأسيس هذا العمل على أن تبقى الذخيرة مفتوحة على المستقبل بحيث تقوم المؤسسات المشاركة بحيازة حصتها (تخزينها في ذاكرة الحاسوب) الخاصة بالتراث العربي وما تختاره من انتاجها و/او الترجمة لبحوث علمية منشورة و/أو التحقيق العلمي لمخطوطات قديمة بالاعتماد على تحريات ميدانية كما تم ابرازه في هذه الندوة