لمتابعة مختلف المباريات على اختلاف أهميتها، ويزداد الاهتمام عندما يتعلق الأمر بابن المنطقة عنتر يحيى وخاصة عندما يحمل شارة قائد بوخوم الألماني، ثم تتوسع الصورة لتشمل كل الدائرة عندما يتعلق الأمر بالخضر وهو ما لمسناه في لزيارتنا إلى سدراتة لنعود لكم بأدق التفاصيل عن المدافع الصخرة عنتر يحيى ابن سدراتة· باسم زغدي أشهر عائلات سدراتة تعد عائلة يحيى من أشهر العائلات الموجودة بسدراتة، وبمجرد وصولنا اتصلنا برئيس اتحاد سدراتة الحاج مسعود بولوح الذي قادنا لابن عمه ناصر الذي يملك ورشة لتنظيف السيارات، وما إن قصدناه حتى رحب بنا واستسمحنا لدقائق حتى يغير ملابسه ويكون تحت تصرفنا وهو ما حدث حيث عاد وبيده مجموعة من الصور ومعه شرعنا في التحدث عن كل ما يخص عنتر وعلاقته بسدراتة· بداية حديثنا مع ناصر يحيى الذي يشبه إلى حد كبير ابن عمه عنتر كانت بالاستفسار عن حالة مدافع الخضر وقد أجابنا المعنى بصراحة بأنه حاول الاتصال بعنتر عدة مرات لكنه فشل في ذلك لكون هاتفه مغلقا وهو ما أقلقه، فاتصل بعمه بوساحة الذي هو والد عنتر فأعلمه بأنه بخير وحالته لا تدعو للقلق، ولأن الاستفسار عن حالة عنتر لا يخص عائلة يحيى وحدها بل كل سدراتة، ولا نبالغ إذا قلنا أنها تهم كل الجزائر، فقد نقل له انشغال جيرانه فطمأنهم بأن عنتر ينتظر مباراة مصر بشغف ويراها مباراة العمر· المونديال حلمه الأكبر وسيؤهلنا لا محالة انتشر هذا الخبر في سدراتة انتشار النار في الهشيم، وجدد أملها في تألق جديد لابنها البار لدرجة أن الكثير منهم يجزم بأن عنتر سيكون نجم المباراة وهو من سيمضي شهادة عودة الجزائر إلى المونديال بعد ربع قرن من الغياب، هذا ما قاله ناصر على لسان كل ''ناس سدراتة'' المتعلقين بنجمهم الكبير ويفتخرون به لكونه لعب بأشهر البطولات العالمية· بوخوم الفريق الأول لسدراتة يقلب ناس سدراتة ترتيب الدوريات العالمية على مقاسهم فهم لا يعترفون بأن التفوق لليغا الإسبانية أو الدرع الإنجليزي الممتاز أو حتى الكالتشيو الإيطالي لأن اهتمامهم الأكبر هو للبوندسليغا الألمانية· ويعد بوخوم الفريق الأول في سدراتة والسبب طبعا تواجد عنتر قائدا له ثم يليه كل من فولفسبورغ فريق زياني وموشنغلادباخ فريق مطمور· كل شيء عن عنتر يحيى طلبنا من ناصر أن يسرد علينا كل ما يتعلق بابن عمه فوجدناه يحفظ كل شيء عن مشواره الكروي، ومنه علمنا أنه بعد يومين من نهاية الكأس الإفريقية للأمم لعام 1982 بليبيا التي أحرقت وقتها أعصاب الجزائريين وضعت السيدة الزهراء يحيى زوجة السيد بوساحة ولدا بهي الطلعة اختارت له من الأسماء اسم عنتر بمدينة بلفور الفرنسية، والذي سبقه 6 من أخوته (3 ذكور و3 إناث) ليكون مسك ختام أبناء بوساحة وتزامن ميلاده مع بداية فصل الربيع فهو من مواليد 21 مارس 1982 لكن فرحة الأب بوساحة بابنه الصغير سرعان ما عكرتها صعوبة العيش، ومع قدوم عنتر بدأ يفكر بجدية في العودة لأرض الوطن وبالضبط إلى سدراتة· دخل سدراتة في الثالثة من عمره بعد أخذ ورد كبيرين اتخذ الأب قرارا بالعودة إلى موطنه الأصلي بسدراتة عام 1985 وقتها كان الطفل عنتر يكبر شيئا فشيئا ويخطف الأنظار بذكائه الخارق، وقد استقر بحي المستقبل في سدراتة، وفي ذات المدينة استهل مشواره الدراسي في مدرسة شرفي محمد الخذير أين درس 3 سنوات الأولى، لكن عدم تمكنه من العربية رفقة أشقائه جعلهم يلقون صعوبات كبيرة في الدراسة فما كان على الأب سوى أن اتخذ قرارا بالعودة إلى فرنسا· شقيقه نور الدين هو من أدخله عالم الكرة كانت طفولة عنتر هادئة لأنه كان وديعا، وذات مرة وهو في العاشرة من عمره اصطحبه شقيقة نور الدين لمرافقته إلى الملعب حيث كان هذا الأخير سيلعب مباراة كروية، وبمجرد مشاهدته لأجواء الملاعب تعلق بها وألح عليه أن يكون مثله، فما كان من شقيقه سوى أن ضمه للنادي الأقرب فالتحق براسينغ بلفور وهو في الحادية عشرة من عمره ومن هنا بدأت الرحلة· تكوّن في مدرسة سوشو ثم خطفه الإنتر بعد 3 مواسم قضاها مع نادي راسينغ بلفور قرر عنتر أن يكوّن لنفسه قاعدة متينة فاتخذ قرارا شجاعا بالانضمام للمركز التكويني لنادي سوشو، فكان ابتعاده عن عائلته أكبر هاجس له، لكن صبر وثابر حتى نال استحسان المسؤول عن الفئات الشابة لمنتخب الديكة فاستدعاه لمنتخب الأواسط لكن هذا الخبر لم يسعد عائلته وخاصة والده الذي لم يهضم أن فلذة كبده يحمل الألوان الفرنسية وأسلافه من عائلة يحيى لهم ماضي ثوري كبير، وبصعوبة كبيرة قبل الوالد بوساحة على أمل أن تتغير الأمور مستقبلا وينضم ابنه لحمل ألوان بلده الأصلي الجزائر· عنتر جنبا إلى جنب مع رونالدو بقيادة ليبي استدعاء فرنسا لعنتر يحيى لمنتخبها للأواسط لم يكن لسواد عينيه، بل لمستواه الراقي وجديته في الميدان، وهو ما أثبته في مبارياته مع الديكة، مما جعله يظفر عام 2000 بصفقة العمر حين أمضى لأعرق الأندية الايطالية ''إنتر ميلانو''، ليجد نفسه مع عمالقة الكرة العالمية وقتها وأشهرهم البرازيلي رونالدو، الإيطالي فييري وبطل العالم آنذاك الفرنسي لوران بلان، وهو لم يتجاوز 18 سنة، فكوّن صداقة متينة مع الهولندي سيدورف ومع أغلب التعداد الذي كان يشرف عليه وقتها المدرب المحنك مارسيللو ليبي، لكن رحيل هذا الأخير وقدم تارديللي الذي همشه فاضطر للعودة إلى فرنسا حيث أمضى لباستيا على شكل إعارة ووصل مع هذا الفريق لنهائي كأس فرنسا وخسره أمام لوريون، ثم تراجعت باستيا لتسقط إلى الدرجة الثانية وهو ما جعله يفكر في تغيير الأجواء، فكانت وجهته نادي نيس عام 2005 حيث أضحى لعب أساسيا وحمل ألوان هذا الفريق لموسم ونصف الموسم، ثم انتقل إلى البوندسليغا وأصبح قائدا لبوخوم، وتألق بشكل لافت، وحاليا يسعى نادي فيورنتينا الإيطالي لضمه في الميركاتو المقبل، حيث وضعه مدرب هذا الفريق، براندلي سيزاري، على رأس الأولويات ليبقى السؤال المطروح: هل سيعود عنتر إلى الكالتشيو؟ رحلته مع الخضر لم يكن عنتر مقتنعا بالألوان الفرنسية ولا والده بوساحة، لتأتي اللحظة الحاسمة عام 2000 حين تلقى دعوة من الجزائر التي جعلته يسارع لبلدية ميلوز للإمضاء على وثيقة التنازل عن اللعب لمنتخب الديكة، وانضم رسميا للخضر لتكون نهائيات آخر كأس إفريقية للأمم شاركنا فيها في تونس 2004 هي محطة انطلاقته الفعلية، ومنها أمضى على شهادة ميلاد اللاعب الدولي عنتر الذي حقق أمنية والديه بعد أن سار من الحسن إلى الأحسن· لا بد من زيارة سدراتة رغم أن لعنتر صولات وجولات في أكبر المدن الأوروبية، إلا أنه مدمن على زيارة مدينة طفولته سدراتة، وهو أمر لا بد منه خلال أي عطلة، وتشكل زيارته طوارئ في المدينة كلها لدرجة أن الأب بوساحة يفتح باب بيته للجميع للجلوس مع عنتر الذي يستلذ كثيرا بتناول الكسكسي بلحم الضأن، كما يستغل أوقات فراغه لممارسة هوايته المفضلة في لعب ''البلاي ستايشن'' ويلقى منافسة كبيرة من محدثنا ابن عمه ناصر الذي دوما يفوز عليه، كما يصر عند قدومه إلى القيام بزيارات مختلفة للأهل في مشتة أو ريف عين سلطان، كما لا تفوته زيارة آثار خميسة والتقاط صور هناك ليأخذها معه إلى أوروبا، للتباهي بجمالها في أوروبا، ومن فرط تواضعه لا يتردد في التدرب واللعب مع أبناء سدراتة والجلوس بمقهى غزة لارتشاف القهوة والتحدث مع الجميع· البورتريه أنجز ونشر في الفجر قبل لقاء 14 نوفمبر الماضي عنتر يحيى بعد أن فك شفرة الحضري ''أرض ما نفعت·· جو ما نفعت·· وين يسكن الشيطان وياالحضري في لامان'' من كان يتوقع أن ابن سدراتة ومدافع بوخوم البوندسليغا سينافس مهاجمي منتخبنا الوطني في التصفيات التي انتهت يوم الأربعاء الماضي ويتصدر قائمة أحسن الهدافين بتسجيله لثلاثية كاملة، ومن كان يعتقد أن الغرور الذي أصاب حارس الفراعنة الذي طلب من الجزائريين أن ينسوا التهديف معه وهو الذي زحف على يديه وقدميه في ملعب تشاكر بعد أن مرغه كل من مطمور، غزال وجبور في الأرض وسجلوا عليه ثلاثة أهداف كاملة قبل أن يعيد عنتر سدراتة الكرّة وبأية طريقة·· قذيفة مدفعية تشبه لحد بعيد هدف ماركو فان باستن في مرمى داسياف في نهائي اليورو 1988 الذي جمع الطواحين الهولندية بالدب الروسي، وكان عنتر قد تحمل الإصابة التي حرمته من إكمال مواجهة القاهرة وأصر على أن يكون أساسيا، وأكثر من ذلك لم يكتف كعادته بالدور الدفاعي بل كان في كل هجمة يساند زملائه ويكون أخطرهم، وبعد تمريرات عديدة وصلته والمباراة في دقيقتها ال40 جاءته الفتحة من زياني، بعدما ضيع قبلها بينما كان في وضعية ملائمة، لكن قذفته الأرضية ردها وائل جمعة، ومحاولة رأسية أمسكها الحضري، فكان الحل في أن يقذفها بكل ما أوتي من قوة وفي الزاوية 90 ''وين يسكن الشيطان'' وسجل منها هدف الفوز والتأهل الباهر الذي علق عليه قائلا: ''ضربناها الفوق حكمها·· ضربناها في الأرض حكمها·· حطيتهالو وين يسكن الشيطان ما حكمهاش··''· كان هذا تعليق عنتر على هدفه الغالي والتاريخي والذي أخرج كل الجزائريين للاحتفال التي كانت خاصة جدا في سدراتة، حسب ابن عمه ناصر الذي كانت لنا دردشة معه أكد لنا فيها أن أغلبية سكان سدراتة كانوا يحملون العلم الوطني في يد وصورة مفخرتهم يحيى باليد الأخرى وهتفوا بحياته مطولا لأنه رفع رؤوسهم بلعبه في أكبر البطولات الأوروبية وها هو اليوم يوصل منتخبنا للعالمية نكاية في من اعتبروه الحلقة الأضعف في تشكيلة سعدان فكان رده بأنه قد أقصاهم وقضى على حلمهم· حسب موقع ''فوول''العالمي تسديدة هدف عنتر يحيى من بين أسرع التسديدات في العالم أكد موقع ''فوول'' الرياضي العالمي عبر موقعه يوم أمس أن تسديدة هدف الفوز الذي وقعه مدافع المنتخب الوطني عنتر يحيى في مرمى حارس المنتخب المصري الحضري يعد من بين أسرع التسديدات، وجاء ذلك عقب دراسة قامت بها قناة ''سكاي سبور'' مؤخرا· وحسب ذات الموقع فإن تسديدة الهدف التي قام بها المدافع السابق لنيس والحالي لفريق بوخوم الألماني عنتر يحيى بلغت سرعتها 100كلم / سا، وهي في المرتبة الثانية بعد تسديدة لاعب فريق ''شيفلد ويدنزداي'' الإنجليزي السابق ''دافيد هيرتس'' التي وصلت سرعتها إلى 114كلم / سا، وبالرغم من أنه لا يوجد رقم قياسي عالمي في هذا الخصوص، إلا أن تسديدة عنتر يحيى تفوقت على تسديدات أخرى لأبرز نجوم كرة القدم العالميين مثل دافيد بيكام الإنجليزي، والفرنسي دافيد تريزيغي والبرازيلي روبرتو كارلوس·