حقق اللاعب الدولي "عنتر يحي" إبن مدينة سدارتة ولاية سوق أهراس حلم ملايين الجزائريين بفضل قدمه اليمنى في الدقيقة 41 دون أن يكون أحدا يتوقع بأنه سيضع مجد الكرة الجزائرية. ولم يصدق عنتر يحي بأن القذفة الصاروخية التي وجهها نحو مرمى "الحضري" والتي كللت بهدف إلا بعد أن رأى الشباك تهتز والحسرة بادية على وجوه المدافعين المصريين. ومما لاشك فيه أن طيلة مشواره الرياضي والممتد بين فرنسا وإيطاليا وألمانيا لم يشاهد صوراً مثل تلك التي عايشها بمصر والأكيد أن الاعتداءات الجسدية التي استهدفت "عنتر"، ومكبرات الصوت التي وضعت خلف مرمى "ڤواوي" لم تثن من عزيمة الخضر للتأهل للمونديال. في الواقع أنني فخور بالهدف الذي سجله إبني، وحقق حلم آلاف الجزائريين وقد ذرفت دموع الفرحة لأن عنتر كان شديد التأثر من الأحداث التي عاشها الجزائريون في القاهرة، وتحدث معي بعد التنقل إلى السودان وقد وعدني بالتأهل إلى المونديال، وقد شرف إبني الألوان الوطنية أيما تشريف. وقد تنقلت مباشرة من سدراتة إلى الجزائر العاصمة لمشاركة إبني وكل الجزائريين الفرحة، حيث كنت في الأوائل الذين استقبلوا الفريق الوطني. كان لهذا الهدف وزن كبير فيما يخص تأهل الجزائر الى المونديال وهو الإنجاز الذي ذكرني بحادثة طريفة، حيث أن الزوج كان في فترة معينة قد أصر على ضرورة انضمام عنتثر إلى أحد نوادي "الجيدو"، لكنني الوحيدة التي كنت أدافع عن عنتر لتمكينه من اختيار الرياضة التي يرغب في ممارستها. وكأنه كان يتنبأ بأنه سيأتي اليوم الذي يصبح فيه أحد الأبطال. وقد قطفت الكرة الجزائرية ثمار الاختيار الذي دافعت عنه وسط العائلة مما أبقى عنتر يسارع إلى تهنئتي على كل فوز يحققه المنتخب الجزائري. لقد بقي هدف عنتر راسخا في ذهني وفي أذهان كل الجزائريين وأنني شخصيا لم أشاهد مثل تلك الصور النادرة منذ فرحة الاستقلال عندما كان عمري آنذاك 12 سنة. وتسجيل عنتر للهدف جعلني أبكي، كوني في تلك اللحظات تذكرت والدي الشهيد "عمار". وإبن أخي كان أفضل سفير للعائلة كونه أصبح بطلا قوميا بعدما ساهم في تأهل المنتخب الوطني للمونديال الذي صنع أفراح الجزائر الحبيبة.