تسبب مشكل التمويل المالي في توقف أشغال إنجاز 24 مشروعا سياحيا بطاقة استيعاب تصل إلى 1600 سرير بالطارف، حسب ما علم لدى مصالح السياحة بالولاية، و هو ما دفع بعدد من رجال الأعمال إلى نقل استثماراتهم لمناطق أخرى. وتتوزع هذه المشاريع التي هي عبارة عن قرى سياحية ومنتجعات وسلسلة من الفنادق من الطراز العالي ومرافق الخدمات والتسلية، بكل من منطقة البطاح (بن مهيدي)، الشط والقالة، حيث كان يعول عليها في إعطاء دفع للقطاع السياحي بالولاية من خلال امتصاص العجز المسجل في هياكل الإيواء و الاستقبال، غير أن الإجراءات البيروقراطية التي يقول المستثمرون إن البنوك تفرضها عليهم، أدت إلى تعطل انطلاق هذه المشاريع، رغم تدخل السلطات من خلال مرافقتهم لدى الهيئات المعنية من أجل إزالة كل العقبات، و هو وضع دفع ببعض رجال الأعمال و المستثمرين إلى التخلي عن مشاريعهم بينما لجأ آخرون إلى تجسيدها خارج الولاية، وهو ما حرم المنطقة من هياكل سياحية كان من شأنها إعطاء القيمة المضافة واستحداث مناصب الشغل. وأشارت مصادر مسؤولة، إلى المتاعب التي يواجهها المستثمرون مع البنوك أمام تأخر دراسة الملفات و عدم الاسراع في تسريح القروض، رغم تقديم كافة الضمانات واستيفاء الشروط المطلوبة، كما أن مشكلة غلاء ثمن المتر المربع للعقار، تبقى كذلك أحد الأسباب التي تقف وراء تعطل انطلاق إنجاز المشاريع السياحية، لكون الأسعار المعتمدة محليا تبقى باهظة جدا وتتجاوز بكثير تلك المطبقة بكبرى الولايات الساحلية كعنابة والعاصمة. وتؤكد المصالح المعنية اعتماد اللجنة الولائية للاستثمار 50 مشروعا سياحيا عبر تراب ولاية الطارف، بطاقة 8 آلاف سرير، و توفير أكثر من 3500 منصب شغل بحجم استثمارات تجاوز 320 مليار دينار، منها 26 انطلقت بها الأشغال، فيما يتوقع استلام 5 مشاريع سياحية قبل نهاية السنة، و هي عبارة عن فنادق ومنتجعات سياحية تقع بمنطقة التوسع البطاح، القالة وعين العسل، بطاقة 1100 سرير، مع استحداث 500 منصب عمل. كما تم تخصيص مبلغ 25 مليار سنتيم لتهيئة منطقه التوسع بالمفرغ الغربي البطاح، و ذلك بفتح المسالك، إنجاز شبكة للتطهير و طريق مزدوج. و تراهن السلطات على جعل هذا الموقع قطبا سياحيا بالجهة الغربية من خلال إنجاز 16 مشروعا بطاقة 2000 سرير و سيوفر 1500 منصب شغل بحجم استثمارات يناهز 500 مليار سنتيم، وهذا بهدف تخفيف الضغط عن مدينة القالة القلب النابض للسياحة، فضلا عن رصد غلاف مالي قدره 40 مليار سنتيم لتهيئة منطقة التوسع السياحي بالمسيدة شرق مدينة القالة، وذلك بمدها بكل الشبكات الضرورية بغية استقطاب وتحفيز رجال الأعمال من داخل الوطن وخارجه على الاستثمار بهذا الموقع الذي يزخر بمقومات سياحية خلابة وعذراء.