شهدت، أمس، بلديات سكيكدة، بني بشير و بن عزوز، احتجاجات عارمة شنها المئات من المواطنين، للمطالبة بتحسين ظروف المعيشة و السكن، متهمين السلطات المحلية بالتقاعس و الهروب من المسؤولية الملقاة على عاتقهم و انصرافهم إلى خدمة مصالحهم الشخصية. الاحتجاج الأول، شهدته منطقة بومعيزة التابعة إداريا لبلدية بن عزوز، أين قام العشرات من المحتجين بغلق الطريق الوطني رقم 44 الذي يربط سكيكدة بعنابة و سد خط السكة الحديدية بالحجارة و المتاريس و إضرام النار في العجلات المطاطية، للمطالبة بتحسين ظروفهم المعيشية، رافعين عدة انشغالات و مشاكل أدخلت أهالي القرية في حالة من الغبن و البؤس. و طرح المحتجون جملة من المطالب، أبرزها الغاز الكهرباء و الماء و كذا قضية انعدام الخدمات الصحية بالعيادة متعددة الخدمات و المعاملة السيئة التي يلقونها من قبل الموظفين، كما تحدثوا عن مقر الحماية المدنية الذي أنجز و بقي هيكلا دون روح طيلة سنوات، داعين إلى فتحه و استغلاله، لاسيما و أن المنطقة تقع بقرب طريق وطني كثيرا ما يشهد حوادث مرور. و ببلدية بني بشير، قام سكان علي عبد النور بغلق الطريق الوطني رقم 3 أ.ب المؤدي إلى عاصمة الولاية، بوضع الحجارة و المتاريس، احتجاجا على تردي ظروف حياة سكان المنطقة و يأتي على رأس مطالبهم الغاز، حيث و رغم قرب الأنبوب من المنطقة، لكن العائلات تعاني من عدم ربط مساكنهم بهذه المادة الحيوية، حيث يعتمدون حاليا على قارورات غاز البوتان التي أثقلت كاهل العائلات و سببت لهم متاعب، لاسيما في فصل الشتاء التي يكثر عليها الطلب. كما اشتكوا من عدم تخصيص مشاريع سكنية في مختلف الصيغ، ما ساهم في انتشار الأكواخ القصديرية و البناء الفوضوي، ناهيك عن مشكلة الماء التي تصنع معاناة يومية للعائلات، بسبب الانقطاع المتكرر للماء عن الحنفيات، ما يضطرهم لاقتنائه من عند شاحنات الخواص أو بالصهاريج كما هو الحالب بالنسبة للكهرباء أين تشهد القرية إنقطاعات متكررة و هناك عائلات لم تربط لحد الآن بالطاقة و تعتمد على إنارة منازلها بواسطة أسلاك كهربائية من أماكن بعيدة بطريقة. أما الصحة فحدث و لا حرج، على حد تعبير المحتجين، فقاعة العلاج تفتقر لأدنى شروط الخدمة، ما يضطرهم للتنقل إلى عاصمة الولاية و تتعقد الحالة أكثر مع النساء الحوامل، لاسيما في الفترة الليلة أين تنعدم المواصلات. الاحتجاج تسبب في تعطل حركة المرور بالنسبة للمركبات القادمة من قسنطينة باتجاه سكيكدة و أيضا للمركبات المحملة بالحاويات هذا المحور الهام الذي يربط مباشرة بالميناء التجاري، حيث ظلت العشرات من المركبات عالقة في الطريق لأزيد من 5 ساعات. و بدورهم قام العشرات من المواطنين المقيمين بالمدينة القديمة، بالتجمهر أمام مقر الولاية، للمطالبة بترحيلهم إلى سكنات جديدة و تخليصهم من الخطر الذي يحدق بحياتهم في منازل و بنايات آيلة للسقوط في أي لحظة و تحدثوا عن الانهيار الذي شهده منزل بحومة "الطليان" الأسبوع الفارط و نجاة قاطنيه من الموت بأعجوبة، مطالبين من مصالح الولاية بالتعجيل في ترحيلهم قبل وقوع الكارثة.