أكد أمس من قسنطينة، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الطيب بوزيد، أن مصالحه ستعمل على تحسين نظام الألمدي، لكنها لن تتخلى عنه، في حين أكد أن المخطط الإستراتيجي الوطني للذكاء الاصطناعي سيقدم إلى الحكومة. وحضر وزير التعليم العالي الورشة التحضيرية لمشروع المخطط الوطني الإستراتيجي للذكاء الاصطناعي 2020 – 2030 المنظمة من طرف المديرية العامة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي بالتنسيق مع المدرسة الوطنية العليا للبيوتكنولوجيا بقسنطينة، حيث أكد في تصريح للصحافة أن مصالحه ستعمل على تحسين المنظومة التعليمية، مشيرا إلى أنه من غير الممكن العمل بنظام جامعي خارج ما هو معمول به في العالم، في حين نبه إلى ضرورة تكوين الشخصية الجزائرية. وأضاف الوزير في حديثه عن الخدمات الجامعية أن مصالحه تقوم بالتقييم حاليا وستدرس على مستوى الحكومة تحسين أدائها، كما نبه إلى إشراك الطلبة في عملية التقييم، في حين أكد على التخلي عن جامعة التكوين المتواصل لفائدة الجامعة المفتوحة. وتحدث الوزير عن الورشة التحضيرية، حيث أوضح أن الخطوط العريضة التي ستفرزها ستُقدّم إلى الحكومة على مستوى الوزارة الأولى من أجل تبنيها، مشيرا إلى أن الجزائر تملك من الكفاءات في الداخل والخارج ما يؤهلها لجعل الذكاء الاصطناعي واقعا فعليا، حيث أوضح أنه لا ينبغي النظر إلى هذا المحور من الجانب التقني فقط، وإنما يجب أن تؤخذ المقاربة الاجتماعية بعين الاعتبار، لأن تعميم الذكاء الاصطناعي سينعكس على المجتمع أيضا. وشملت الورشة العديد من المداخلات حول موضوع الذكاء الاصطناعي، من بينها مداخلة البروفيسور أحمد قسوم من جامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا الذي قال أن 26 بالمائة من الطلبة الجزائريين مسجلون في تخصصات ذكاء اصطناعي، في حين ارتفع عددهم من 2044 طالبا في السنة الدراسية 2016 -2017، إلى 4400 خلال السنة الدراسية الجارية، كما أن أربع عشرة جامعة عبر الوطن تتضمن عروض تكوين في الماستر في هذا المجال، فضلا عن تسجيل خمسة عروض تكوين لدرجة الدكتوراه في نفس المجال. وأضاف البروفيسور أن البحث العلمي الجامعي يحصي 116 مخبرا مختصا في الذكاء الاصطناعي، بما يعادل ثمانية بالمئة من مجموع المخابر الجامعية الجزائرية، بالإضافة إلى أكثر من خمسمئة فريق بحث فيها، وسبعة وستين مشروع بحث في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتية. أما المدير العام للبحث العلمي بالوزارة، عبد الحفيظ أوراغ، فأكد في تصريحه لنا أن الأولويات الثلاث للمخطط الإستراتيجي ستكون الصحة والفلاحة والطاقة، مشيرا إلى أن الجزائر تسعى إلى تحقيق الريادة على الصعيد الإفريقي. ونبه مدير البحث أن الجزائر تحتل حاليا المرتبة الأربعين في الذكاء الاصطناعي عبر العالم، بينما «تحتل المرتبة الأولى إفريقيا في بعض الاختصاصات على غرار التعلم الآلي والأتمتة، وتراوح بين المراتب الثلاث الأولى في اختصاصات أخرى»، لكن المعني أوضح أن بلادنا متأخرة في الصناعة بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي. وأضاف محدثنا أن الورشات ستخلُص إلى إعداد كتاب من مئتي صفحة تضم الإستراتيجية الكاملة التي ينبغي أن تنتهجها الدولة في هذا المجال، في حين اعتبر أن المخطط لن يشكّل عبئًا على ميزانيّة الوزارة المخصّصة للبحث العلمي، والمقدرة بألفي مليار سنتيم سنويا.