تلميذات تتحججن بالمرض لعدم ممارسة الرياضة المدرسية يتزايد من سنة إلى أخرى عدد طلبات الإعفاء من ممارسة التربية البدنية بالمؤسسات التربوية و بشكل خاص في أوساط تلميذات الطور الثانوي و المتوسط، و لا سيما المتحجبات منهن، اللائي يلجأن مع كل بداية موسم دراسي جديد إلى الاستعانة بالأطباء لإقناع المدربين أو معلمي التربية الرياضية لأجل التوقف عن ممارسة الرياضة لأسباب ليست لها علاقة دائما بالحالة الصحية للتلميذ. و كثيرا ما يتلقى المختصون بالطب المدرسي طلبات تأكيد حالة الإعفاء التي يمنحها الأطباء الخواص لبعض التلاميذ، حيث أكد مصدر من الطب المدرسي بإحدى ثانويات قسنطينة بأن أغلب طلبات الإعفاء الطبي تخص التلميذات المتحجبات، و أوضح بأن المعاينة الطبية تكشف في حالات كثيرة عدم معاناة أو إصابة التلميذ بأعراض مرضية تحول دون قدرته على ممارسة الرياضة و مع هذا يلح الآباء على المختص التابع للطب المدرسي من أجل تأكيد تقرير الطبيب الخاص. و ذكر عدد من الأطباء أنه ليس الآباء من يرغمون دائما بناتهم على عدم ممارسة الرياضة و إنما الفتيات أنفسهن يرفضن فكرة ممارستها مع الذكور أو لاعتبارات كثيرة منها الفقر و عدم توفرهن على بذلات رياضية كباقي زميلاتهن، عكس الذكور الذين لا يولون اهتماما كبيرا للزي الرياضي بقدر ما يستغلون تلك الفترة في الترويح عن النفس. و قالت إحدى الطبيبات التي طلبت منا عدم ذكر اسمها لاعتبارات إدارية حسبها بأنها تلقت حتى الآن أكثر من 10طلبات إعفاء، 3حالات منها فقط تشكل الرياضة خطرا عليها لأنها تعاني من أعراض خطيرة في القلب و التنفس. و ذكرت أن إحدى الأمهات طلبت منها الموافقة على طلب الإعفاء لأن ابنتها متحجبة، فردت عليها "لم يتم إضافة الحجاب إلى قائمة الأمراض الخطيرة التي تحرم المرء من ممارسة الرياضة". و هو ما أزعج والدة التلميذة و دفعها إلى اللجوء إلى طبيب آخر. و عن شروط قبول هذه الطلبات، أكد الأطباء الذين تحدثنا إليهم بأن مديرية التربية تطلب من الآباء إحضار تقارير طبية و لا تفرض أي رقابة على ذلك. و عليه فإن أغلب الأطباء التابعين للطب المدرسي لا يجادلون تلك التقارير و يمنحون الإعفاء لطالبه بصفة تلقائية. و ذكر بعض الأساتذة بأن ظاهرة حرمان الفتيات من الرياضة داخل المدرسة تسجل بشكل خاص بالمدارس المختلطة، و غالبا ما يكون الآباء وراء قرار المنع بحجة أنهن متحجبات و لا يليق لهن اللعب مع الذكور. و إذا كان الآباء هم من يمنعون عادة بناتهن من ممارسة الرياضة سواء داخل أو خارج المؤسسات التربوية، لاعتبارات مختلفة، فإن هناك تلاميذ يكرهون الرياضة المدرسية و يلحون على أبائهم لأجل إيجاد حل لهم حتى لا يمارسوا الرياضة، مما يدفعهم للجوء إلى الكذب و اختلاق الأعذار و التحجج بالمرض لأنها الطريقة الوحيدة التي تسمح بإعفاء التلميذ عن ممارسة الرياضة. مريم/ب