حل أمس العيد العالمي للمرأة،الموافق ليوم 8 مارسوالذي تحتفل به كل نساء العالم تقريبا،يأتي هذا اليوم والمرأة في يومها هذا ليس بأحسن حال من أمسها،خاصة في عالمنا العربي والإسلامي الذي يشهد الكثير من المآسي التي خلفتها الحروب والآلام التي تبيت وتصحا عليها في فلسطين وفي اليمن وليبيا،وفي سوريا ..! وسواء كانت المرأة أما أو زوجة أو ابنة أو صديقة فكلهن في الهم شرق،فالنتيجة واحدة،فكيف يستقيم لنا أمر ونصف المجتمع لا قوة له يدفع بها ولا مستقر له يعيش فيه مطمئنا بعيدا عنا نحن الرجال الذين أفسدنا حياته ونغصنا أحلامه..؟ من المفروض هذه الاحتفالية السنوية التي تتوزع فيها القبل والورود والمجاملات،تهدف إلى تشجيع المساواة بين الجنسين ودفع المرأة إلى العمل وعموما جعل العالم مكانا أفضل لعيش النساء،وبالتالي إبراز حقهن في التصدي للعنف وحقهن السياسي والتقريب بينهن وبين الرجل الذي أشعل الدنيا حربا شعواء..! الاحتفال باليوم العالمي للمرأة كان لأول مرة في 8 مارس 1909 في أميركا وكان تذكيرا بإضراب عاملات صناعة الملابس في نيويورك،حيث تظاهرت النساء تنديدا بظروف العمل القاسية،حيث شهد عام 1856م خروج آلاف النساء للاحتجاج في شوارع مدينة نيويورك على الظروف اللاإنسانية التي كن يجبرن على العمل تحتها..؟ لكن السؤال الوجيه الذي يفرض نفسه،صباح الاحتفال بهذا اليوم الفارق في حياة النساء،ماذا تحقق للمرأة من حقوق ميدانيا بعد أكثر من قرن من الزمن،خاصة في عالمنا العربي وفي الجزائر بالذات،ولا نتحدث عن المرأة العاملة والتي تعيش في المدينة،أين الحياة سهلة ميسورة..؟ ولكن نعني هنا المرأة الريفية والجبلية القروية التي تعيش حياة بدائية ضنكا في مناطق الظل حيث يعشعش الفقر ويمشي على أرجله،لا عمل ولا سكن ولا ماء ولا كهرباء،فمن أين يأتيها التفكير في الورد والياسمين وهي وكثيرات مثلها يحلمن بالخبز والزيت والزيتون،وإن كانت جهود الدولة قد قلصت الكثير من المصاعب والمتاعب،ولكن التبعات ما زالت قائمة..؟! خليفة عقون