الناتو يعتزم البقاء والعواصم الغربية ترحب بمقتل القذافي ذكر المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية( البنتاغون ) جورج ليتل أمس أنه من المتوقع أن يعلن حلف شمال الأطلسي (الناتو) بشكل رسمي الاثنين المقبل عن انتهاء العمليات العسكرية في ليبيا، وهو ما يعني وقف عمليات القصف الجوي والاستطلاع الجوي التي تقوم بها طائرات الحلف. وأشار إلى أنه ستكون هناك مرحلة انتقالية سيلتزم خلالها الحلف بمساعدة القوات الأمنية الليبية في بناء مؤسساتها، وخاصة فيما يتعلق بموضوع جمع الأسلحة سواء الفردية أو المتوسطة وخاصة الصواريخ التي يمكن حملها على الكتف, بحيث يتم جمع هذه الأسلحة ووضعها بيد الحكومة أو المجلس الوطني الانتقالي الليبي. ما يعني أن قوات الناتو ستبقى لفترة غير محددة بذريعة مساعدة القوات الأمنية في هذا المجال.من جهة أخرى، طالب مكتب حقوق الإنسان في الأممالمتحدة أمس الجمعة بفتح تحقيق كامل حول ظروف و ملابسات مقتل العقيد معمر القذافي. وقال روبرت كولفيل المتحدث باسم المكتب في تصريح صحفي بجنيف "طريقة موته غير واضحة. هناك حاجة لبدء تحقيق." وأشار كولفيل الى صور متفرقة التقطتها هواتف محمولة وظهر فيها القذافي مصابا في أول الأمر ثم ميتا وسط مجموعة من المقاتلين المناهضين له بعد إلقاء القبض عليه في مسقط رأسه بمدينة سرت أول أمس الخميس.وأضاف "بشكل عام الصور مزعجة للغاية." يذكر، أن لجنة تحقيق دولية شكلها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة تحقق في عمليات قتل وتعذيب وجرائم أخرى ارتكبت في ليبيا. وذكر كولفيل أنه يتوقع أن يبحث فريق التحقيق في ملابسات موت القذافي. و في انتقاد واضح للطريقة التي قتل بها القذافي، قال كولفيل "من المبادئ الأساسية للقانون الدولي أنه يجب محاكمة الأشخاص المتهمين في جرائم خطيرة إن أمكن، فالإعدام دون محاكمة غير قانوني بالمرة . و في سياق ردود الفعل الغربية المرحبة بمقتل القذافي، وصف الرئيس الأمريكي باراك أوباما مقتله بأنه تحذير للزعماء المستبدين في أنحاء الشرق الأوسط من أن حكم القبضة الحديدية لابد أن ينتهي. واعتبر أوباما الذي بدا مبتهجا خلال حديثه للصحافيين، أمس الجمعة، في البيت البيض أن الإعلان عن مقتل القذافي يمثل "نهاية فصل طويل ومؤلم للشعب الليبي"، ورحّب بالفرصة الجديدة المتاحة أمام الشعب الليبي "ليقرر مصيره في ليبيا جديدة وديمقراطية". وأضاف أوباما أن الولاياتالمتحدة تتطلع إلى "تشكيل حكومة ليبية مؤقتة" بسرعة و"إجراء أول انتخابات حرة ونزيهة"، ودعا أيضاً الزعماء الجدد في ليبيا إلى العمل مع المجتمع الدولي لتأمين "المواد الخطيرة" وحماية حقوق كل الليبيين. وقال إن الشعب الليبي عليه الآن مسؤولية كبيرة لبناء بلد ديمقراطي متسامح يسع الجميع، وتعهّد بدعم التطورات في ليبيا مستقبلاً، وأضاف مخاطباً الليبيين: "إنكم انتصرتم في ثورتكم، والآن سوف نكون شركاء لكم". ومن جانبه، قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي قادت بلاده التدخل العسكري، و كانت طائراتها هي الأولى التي بادرت بقصف طرابلس، إن موت معمر القذافي "يطوي صفحة من تاريخ الشعب الليبي ويؤذن ببدء عملية ديمقراطية". وتابع ساركوزي الذي يحاول الاستثمار في مقتل القذافي بعد حصول فرنسا على حصة الأسد من الصفقات السرية المبرمة مع قادة الانتقالي الليبي: "تحرير سرت يجب أن يشير إلى بداية عملية تحظى بموافقة المجلس الوطني الانتقالي لإقامة نظام ديمقراطي يكون فيه لكل الجماعات في البلاد مكانها ويضمن الحريات الأساسية". أما وزير خارجيته آلان جوبيه فأعلن في حديث أمس مع قناة (أوروبا 1) "انتهاء العملية العسكرية" في ليبيا بعد مقتل القذافي وبسط المجلس الوطني الانتقالي سيطرته على كافة الأراضي الليبية. وفي إيطاليا، اعتبر رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني أن الحرب في ليبيا قد انتهت بعد الإعلان عن مقتل القذافي في مدينة سرت، مستشهداً بجملة باللغة اللاتينية تقول: "وهكذا يمر مجد هذا العالم". ومن ناحيته قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في بيان له إن "الشعب الليبي لديه اليوم فرصة أفضل لبناء مستقبل ديمقراطي وقوي". ورأت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن ليبيا أصبحت الآن حرة وستبدأ بداية جديدة، والقيام بإصلاحات ديمقراطية سلمية بعد موت القذافي، وأكدت ضرورة أن تقوم طرابلس الآن بإصلاحات سياسية "لضمان عدم ضياع إنجازات الربيع العربي". بالمقابل، دعت الصين إلى قيام "مرحلة انتقالية توحيدية" وإلى الحفاظ على "الوحدة الوطنية" في ليبيا بعد مقتل معمر القذافي. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية جيانغ يو: "نأمل أن تتمكن ليبيا من البدء بأسرع وقت ممكن في تحقيق عملية انتقالية سياسية توحيدية والحفاظ على وحدتها العرقية والوطنية والإبقاء في أسرع ما يمكن على الاستقرار الاجتماعي". ومن روسيا، قال الرئيس ديمتري مدفيدف إنه يأمل بأن يؤدي مقتل القذافي إلى السلام والحكم الديمقراطي في ليبيا، داعياً الليبيين إلى الاتفاق فيما بينهم. أما الفاتيكان فدعا إلى الصلاة من أجل إحلال السلام والديمقراطية في ليبيا، وإلى العمل على مصلحة الشعب الليبي وإعادة إعمار البلاد. أما الجامعة العربية فدعت إلى ضرورة بذل جهود للمصالحة بين جميع القبائل والأطراف الليبية وفتح الطريق أمام بناء ليبيا جديدة بعيدا عن الضغائن و مشاعر الانتقام. وقال مدير إدارة التعاون العربي-الأفريقي بالجامعة العربية السفير سمير حسني في رد فعل الجامعة على مقتل القذافي إن "الشعب الليبي سيبدأ من اليوم بداية جديدة لإعادة بناء ليبيا على أسس من الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان". و أشار إلى أن "هذا البناء الجديد يستلزم جهود حثيثة للمصالحة والتقارب بين جميع القبائل والاتجاهات والأطراف الليبية لبدء صفحة جديدة من التاريخ الليبي على أسس قوية وصحيحة".