حظ الأعمال العربية المترجمة لا يتجاوز 0.5 من الإصدارات الإسبانية كشف مدير مدرسة المترجمين بطليطلة الإسبانية بأن حظ الأعمال العربية المترجمة إلى اللغة الإسبانية يبقى قليلا جدا مقارنة بعدد الكتب المترجمة من باقي اللغات، موضحا بأن بلاده تصدر سنويا أكثر من 100ألف كتاب في مختلف المجالات العلمية و الأدبية ، 27بالمائة منها كتب مترجمة تأتي اللغة الأنجليزية في المرتبة الأولى بمعدل 5بالمائة ، فيما لا تتعدى الكتب المترجمة من اللغة العربية إلى الاسبانية 0.50 بالمائة أي بمعدل 30إلى 40كتابا في السنة. و أوضح لويس ميغال بيريز كانيادا مدير مدرسة المترجمين التابعة لجامعة قشتالة لامانشيا بإسبانيا، بأن أكثر الأعمال الجزائرية ترجمة إلى الاسبانية كانت في ثمانينيات القرن الماضي، لكنها قليلة و لا تزال كذلك إلى يومنا هذا، و خصت بعض الأسماء الأدبية المعروفة ككاتب ياسين،أسيا جبار، أحلام مستغانمي... و قدم مدير مدرسة المترجمين بطليطلة الذي حل أمس ضيفا على جامعة منتوري بقسنطينة لمحة تاريخية عن مدينته العريقة و دورها في مجال الترجمة الذي يعود إلى العصور الوسطى و بالضبط إلى عصر الملك «ألفونسو العاشر» الملقب بالحكيم الذي كان له الفضل في تأسيس أول مدرسة للترجمة بأوروبا، متطرقا إلى نقاط التقارب بينها و بين بيت الحكمة ببغداد و بشكل خاص الاهتمام بالكتب العلمية الطب ، الجبر، علم الفلك، مشيرا إلى اهتمام الأولين بترجمة أشهر الأعمال العربية و التي وصلت إلى حوالي 14ألف كتاب متخصص، لا زالت الكثير من القواميس القديمة تحافظ على 7بالمائة من المسميات العلمية و الفلكية بلغتها الأصلية أي العربية، عكس اليوم الذي يشهد تراجعا كبيرا في عدد الترجمات العربية-الاسبانية. و قال الأستاذ كانيادا بأن مدينته تحوّلت إلى منطقة إشعاع علمي يقصدها الباحثون عن الترجمات الجديدة ،وعرفت أيضا بثقافة التعايش الديني بين مختلف المسلمين، اليهود و المسيحيين، مذكرا بأن أول نسخة مترجمة للقرآن الكريم كانت بإسبانيا حوالي سنة 1200. كما اشتهرت طليطلة حسبه أيضا بقبلة الراغبين في تعلم ما وصفه بالثقافة الباطنية و الغرائبية. و من جهته كشف الدكتور عبد الله حمادي مدير مخبر الترجمة و اللسانيات بجامعة منتوري للنصر عن عقد اتفاقية تعاون و تبادل بين مدرسة المترجمين بطليطلة و جامعة منتوري، بهدف لاستفادة من خبرة اسبانيا الرائدة في هذا المجال، مؤكدا بأن اسبانيا تحقق في السنة ما لم تحققه الدول العربية مجتمعة في مجال الترجمة إلى مختلف اللغات. و للإشارة، سيقدم الأستاذ لويس ميغال بيريز كانيادا اليوم بجامعة منتوري محاضرة حول «التهجين اللغوي و الترجمة «الذي سيخص به اللغة الإسبانية و ما طرأ عليها من تغيير عبر العصور.