تعرّضت خلال هذا الأسبوع، ما لا يقل عن 8 طالبات بإقامة عين الباي 1 بالمدينة الجامعية بقسنطينة، لأعراض مرضية ذكر مدير المستشفى الجامعي أنها تتعلق ب "تسمّم غذائي بسيط"، فيما يؤكد أطباء الحي الجامعي فرضية حدوث عدوى زكام موسمي تصادفت مع "حالات إسهال معزولة"، يأتي ذلك في وقت عاشت الإقامة ليلة الأربعاء حالة من الفوضى بعد تداول معلومات عن إصابة مئتي طالبة، وهو ما تنفيه إدارة الخدمات الجامعية التي اتهمت أطرافا بالتحريض و تعمّد التهويل. النصر التقت بطالبات في بوابة الإقامة صباح الخميس، حيث قالت بعضهن إن تهويلا حدث على موقع "فايسبوك"، فالأمر يتعلق حسبهن، بحالات زكام، لكن أخريات وجدنهن يضعن كمامات، ذكرن أن الوضع لا يبعث على الطمأنينة خصوصا بعد قدوم مصالح الأمن والحماية المدنية ليلة الأربعاء، وعلقت إحدى المقيمات بالقول "أعتقد أن الأمر يتعلق بعدوى فيروسية، فصديقتي مكثت في الفراش لثلاثة أيام وأصابتها أغراض غثيان و قيء"، فيما ذكرت أخرى أن السبب تسمم غذائي نجم ربما عن البيض، لتقاطعها صديقها معترضة "الحالات بدأت تظهر يوم الاثنين بينما لا أحد تناول وجبة العشاء يوم الأحد بسبب الاحتجاج الذي قمنا به فكيف يمكن أن يكون التسمم هو السبب؟"، قبل أن تتساءل أخرى "لقد أعطونا كمامات ثم قالوا لنا إنه لا يوجد ما يستدعي القلق، فكيف لا نقلق؟". مدير المستشفى الجامعي ابن باديس و في اتصال بالنصر، قال إنه تمت معاينة 10 حالات لمقيمات بالحي الجامعي عين الباي 1 تلقين العلاج وخرجن في صحة جيدة، مضيفا أن الأطباء أكدوا أن الأمر يتعلق ب "تسمم غذائي خفيف"، بينما تحدث الاتحاد الطلابي الحر في بيان تلقت النصر نسخة منه، عن تسجيل "حالات عدوى غير مشخصة" وطالب بتوفير العناية الصحية لجميع المقيمات. وداخل الإقامة، أين كان وفد من مديرية الصحة والمؤسسة العمومية للصحة الجوارية بالخروب يعقد اجتماعا لمعرفة المستجدات والوقوف على الوضع، تحدثنا مع الطبيبة العاملة بالحي الجامعي، حيث أكدت أن الطالبات بدأن يأتين إلى العيادة منذ يوم الاثنين، وقد كن يشتكين من صداع وآلام في المفاصل والعضلات والبطن ومن غثيان، مع قدوم مقيمات ذكرن أنهن يعانين من إسهال، ليصل عددهن إلى 23 طالبة عولجن جميعا في الإقامة، حيث قدم لهن الدواء و تحسنت حالاتهن. وتضيف الطبيبة "بعد ذلك وخلال الثلاثة أيام الأخيرة صارت تأتي حالات جديدة في كل مرة، وبعد التحقيق تبين أنه لا يوجد نقاط مشتركة بينهن، فهناك من كن في منازلهن وهناك من بدأت لديهن الأعراض الاثنين، وأخريات يومي الأربعاء و الخميس، وقد قالت بعض الحالات إنها عانت من ارتفاع درجة الحرارة لكن عند قياسها وجدناها عادية، كما ذكرت أخريات أنهن تعرضن للإسهال لمرتين فقط في يوم واحد، وهذا لا يتعلق بالضرورة بحالة مرضية". وبيّنت الطبيبة أن الأمر لا يتعلق فعليا بتسمم غذائي، فأغلب الحالات أتت، حسبها، بأعراض "شبيهة بالأنفلونزا" وقد بدت متعبة، وهو ما يحدث عادة في هذا الفصل من السنة، مضيفة بخصوص الأعراض الهضمية التي بلغت عنها عدد من الطالبات، بأنه لا يمكن التأكد من حدوث الاسهال كما لم تتم مشاهدة طالبة تقيأت أو كشف عن حرارة مرتفعة بجسمها، لتؤكد أن موجة هلع حدثت لأن معظم الطالبات يدرسن العلوم الطبية وخشين من حمل فيروسات من المستشفى الجامعي الذي يدرسن فيه.منسق الأطباء بالإقامة أوضح أنه لم يتم إرسال أية مقيمة للمستشفى لأن حالاتهن لم تكن تستدعي ذلك، حيث تم التكفل بهن على أحسن وجه، متهما ما وصفها بالأيادي الخفية بالتحريض، و قد تأكد ذلك، حسب الطبيب، ليلة الأربعاء عندما أتت الشرطة والحماية المدنية بعد ترويج معلومات بوجود 200 طالبة مريضة، لكن تم التأكد من هذا الأمر ولا أساس له من الصحة.و ذكر الدكتور أنه تمت خلال الأسبوع، معاينة 41 مقيمة ظهرت عليهن أعراض متعددة وبينها 8 حالات فقط لها مغص وإسهال، و هي حالات عادية يمكن أن تتعلق باعتلال القولون خاصة أن بعضهن لم تتناول شيئا من الاقامة، فيما أثبتت التحاليل أن الوجبة المقدمة يوم الأحد سليمة، لكن احتياطا قدمت للمقيمات كمامات بناء على طلبهن، حسب منسق الأطباء. وبخصوص التصريح الذي أدلى به مدير المستشفى عن تسجيل 10 حالات تسمم، ذكر الطبيب المنسق أن المعلومات التي تلقاها من المصالح المعنية بمديرية الصحة والمستشفى نفسه، تبين بأنه لا يوجد أية حالة تسمم بصفة رسمية وبأن الأمر، حسب تأكيده، يتعلق ب 8 مقيمات ذهبن للمؤسسة الاستشفائية لوحدهن و "اتضح أنهن لا يعانين من شيء". مدير الخدمات الجامعية عين الباي، لعيور محمد، نفى كذلك تسجيل أية حالة تسمم وقال إن التحاليل أثبتت سلامة الوجبة المقدمة، مرجحا فرضية تعرض الطالبات لزكام، إذ تم حسبه، تجنيد الأطباء لتقديم العلاج للمقيمات، كما تحدث عن محاولات تحريض تقوم بها أطراف لم يذكرها. مدير الصحة بالنيابة أكد من جهته استقبال المستشفى الجامعي لثماني حالات للمقيمات يشتبه في أنها ناجمة عن تسمّم غذائي، و أضاف في اتصال بالنصر أن مصالحه تنتظر النتائج النهائية للتحاليل التي أجريت على المياه و كذلك على الوجبات التي استبعد أن تكون هي السبب، لأنه لم يتم تسجيل تسمّم جماعي لعدد كبير من الطالبات.