اللاعبون أصبحوا أكثر انضباطا و إحساسا بالمسؤولية أبدى الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش الكثير من الإرتياح و التفاؤل بخصوص الأجواء السائدة وسط المجموعة الوطنية، و أكد في الندوة الصحفية التي نشطها صبيحة أمس الأربعاء بمركز الصحافة التابع لمركب محمد بوضياف الأولمبي بأن المعطيات تغيرت كثيرا خلال الفترة التي أشرف فيها على العارضة الفنية للمنتخب الجزائري، سيما من حيث الإنضباط، و إحساس اللاعبين بالمسؤولية التي أصبحت ملقاة على عاتقهم، فضلا عن التجاوب السريع للاعبين مع طريقة العمل التي انتهاجها ، و التي تبقى عوامل الإنضباط، الصرامة و الجدية قوامها الأساسي، رغم أنه اعتبر الفشل في التأهل إلى نهائيات كاس أمم إفريقيا القادمة نقطة سوداء، لكنها لن تكون محطة النهاية لبرنامج العمل الذي سطره. التقني الفرانكوبوسني و في لقائه مع الصحافة، استهل ندوته بالحديث عن أسباب إختيار اللعب ضد منافسين من القارة الإفريقية ، حيث أوضح في هذا الصدد بأن المقابلتين الوديتين المقررتين ضد تونس و الكاميرون تندرجان في إطار التحضير للتصفيات القادمة، خاصة منها مباراة غامبيا لحساب الدور الأول من تصفيات " كان 2013 "، و لو أن " الكوتش فاهيد " أكد بأنه كان يأمل في اللعب ضد منافس عالمي من الطراز الرفيع بحجم ألمانيا ، انجلترا و الأرجنتين، لأنه يعتبر مثل هذه المقابلات أهم محطة في برنامج تحضيرات التشكيلة الوطنية لتصفيات مونديال البرازيل، مادام أنه قد ضبط مشروعا يقضي بخوضه برنامجا تحضيريا يمتد على مدار ستة أشهر، يركز فيه على مجموعة منسجمة تتشكل من 22 عنصرا، و هو التعداد الذي من المرتقب أن يضبطه بصفة نهائية شهر ديسمبر المقبل، قبل أن يضيف بأن إختيار تونس كمنافس أول جاء على خلفية القرار الذي كان قد إتخذه بمجرد توليه مهمة تدريب " الخضر"، حيث ألغى المباراة الودية التي كانت مبرمجة في التاسع من شهر أوت المنصرم، بحجة عدم جاهزية التشكيلة الوطنية في تلك الفترة لخوض لقاء ودي، فضلا عن بحث الطاقم الفني الجديد عن وقت أطول للوقوف على مدى جاهزية كل عنصر لتقمص الألوان الوطنية، قبل أن يستطرد بأن مواجهة الكاميرون ستكون جد مفيدة للمنتخب الجزائري، لأن المنافس يعتبر من أقوى المنتخبات في القارة السمراء، رغم أنه فشل بدوره في ضمان تواجده في " الكان "، ليلمح إثرها إلى نيته في برمجة لقاءات ودية ضد منافسين من القارة الأوروبية في أقرب الآجال . و إنطلاقا من هذه المعطيات أكد " الكوتش فاهيد " بأنه سيحاول الوقوف على إمكانيات كل لاعب في لقائي تونس و الكاميرون، تحسبا للإستحقاقات الرسمية القادمة، كونه وضع خارطة طريق تسمح له بضبط قائمة موسعة تضم 40 لاعبا، يستنبط منها التعداد الذي سيخوض بها المقابلات الرسمية، في حدود 21 إلى 23 عنصرا، حيث صرح قائلا في هذا الشأن: " عند ضبطي القائمة كانت لدي بالتأكيد فكرة واضحة عن مردود كل لاعب، لكنني سأحاول التركيز على الجانب التكتيكي، ويبقى الأهم أن نقدم مردودا جماعيا يختلف عن المستوى الذي ظهر به المنتخب في اللقائين السابقين ضد تنزانيا و جمهورية إفريقيا الوسطى، و تحسين المردود يتم بالإعتماد على اللعب الجماعي، و القيام بأكبر عدد ممكن من التمريرات فيما بينهم ، مادام اللاعبون قد أبدوا تحمسهم للعمل معي، و كشفوا عن إستعادة الروح الجماعية التي افتقدوها منذ مدة خلال مباراة إفريقيا الوسطى ، رغم أنني لست مسرورا كثيرا بالمستوى الذي ظهر به المنتخب، خاصة بعد تضييع العديد من الكرات في وسط الميدان، و قد بينت المعاينة التحليلية التي قمت بها رفقة طاقمي بأنه و في 10 لمسات قمنا بها ضيعنا 9 كرات، وهذا مؤشر أولي على أن عملا كبيرا مازال ينتظرنا، إذ يجب التركيز أكثر عند لمس الكرة، رغم ان نقاطا إيجابية سجلناها في تلك المواجهة، من أبرز التحسن الملحوظ في الفوز بالصراعات الثنائية ، و كذا ميول اللاعبين نحو الخطة الهجومية، و ما علينا سوى السعي للإحتفاظ أكثر بالكرة، و بناء اللعب ". صالح فرطاس